فنون وآداب

لحظة عتب: عيب.. هاد كيلوت الرئاسة!

طفيت التلفزيون وانطفت الدنيا بعيوني. رغم هل شي، ما حدا تاركني بحالي

قصة قصيرة كتبها: خير الدين عبيد

هاي ماهي عيشة، قدّامي حبتين غاز وكاسة مي، عشر دقايق بس.. وبودّع.

لكان هيك بتساوي، خمسطعش يوم مختفي؟ طيّب قول في شعب عميستناك.. عميستنا يشوفك، يسمع كلمةمنك، شرح.. ضحكة ع الأقل.

شيلك من الشعب، أنا.. أنا اللي طول عمري بحبك وبتمثّل فيك.. بتتركني، وأيمت..  بهيك ظروف، معقول؟

بتعرف أشو صار بهل فترة؟ خربت الدنيا، فقت الصبح ولاّ الهيئة.. الهيئة ماغيرها طالعة بشعار ردع العدوان، أيوة.. أشو القصّة، قال بدهن يرجعو الناس لبيوتها. دي حاج.

وعينك تشوف، ساعة.. وإذ بقولو جوباس تحرّرت، اتصلت برفيقي أسعد اللي صرلو ست سنين مع عيالو بالخيمة، أشو القصة يا أسعد؟ قلّي وهوي عبيبكي، أوّل مرة بيبكي، لك رجعت داري وأرضي ياخيييير رجعت.

أتاري الحكي جد، فتحت التلفزيون عقناة سوريا ولاّ عبصورو.. إهاي جوباس.. بعرفها.. صحيح خرابة.. بس هاي هيي.

وكرّت المسبحة، شوي وإذ تحررّت سراقب، هنن عبيستعملو هاي الكلمة مو أنا، وقال أشو.. مليانة إيرانيين.

وخود بقا.. ناس راحو صوب  كفرنبل.. وناس صوب حلب.

ساعتين تلاتة، وإذ إجا خبر كفرنبل، له له، المراسلين عبصورو من دوار السّاعة أو دوّار التحرير، هيك هنن مسمينو، وعينك تشوف.. مافي ولا سقف.. قال أشو.. الجيش هاددهن وسارق سياخ الحديد، شوف على هل كذب، ليش الجيش دخل ليدمّر ويقتل ويسرق ولاّ ليلاحق الإرهابيين اللي عميكتبو لافتات؟

رجعت اتصلت بعبدالكريم من البارة..  اللي راح ابنو بالبرميل.. هيك قال.. ولا كمان عبيبكي.

صارت الأجوبة دموع.

المهم.. مامضى هداك اليوم إلا بطلوع الروح.

طبعاً.. كل هل الشي وانت غايب.. وأنا متل الأم اللي ابنها بالعملية، عبلوب.. وبسأل.. هيك لعرفت إنك بروسيا، هون برَد قلبي.

المهم.. تاني يوم الصبح، وبسمعلك هداك الخبر، حلب.

زغللو عيوني، أنا بحلم ولا بعلم.. شوي ولا… أشو بدي احكيلك.. بس لازم احكي، لازم كون صريح.. هاي اللحظات اللي بسموها اللحظات المصيرية، ولازم حطّك بالصّورة.

شفتللك مدرّعة.. وكبيل وناس متجمهرة، ووين؟ قدّام تمثال الباسل، وقّف قلبي، شوي وبيطلع واحد عضهر الحصان، بلف الكبل ع.. سامحني.. عرقبتو.. وبيقول لأبو المدرعة عطيييا..

لك ياولاد الهيك وهيك هاد الباسل.. هاد المهندس الطيار الفارس الذهبي ال.. ماحدا لحدا.

ياياب راسي، معقول اسرافيل نفخ بالصور؟

سقوط بشار الأسد (لوحة خير الدين عبيد)

طفيت التلفزيون وصرت دخّن، غبقت الغرفة ومرمر تمّي.

رجعت شعّلتو، وياريتني ما شعّلتو، الشباب بالقصر، إي إي.. بقصرك، بغرفة نومك، لطشت حالي كف قرصت حالي.. والله أنا ماني نايم.

دقّقت.. ولاّ واحد معو صورتك.. بالزلط، بقصد بالكيلوت، بدّك الصراحة، بهاللحظة فرحت، ماشاء الله عليك متل غصن البان، تاريك عايش إيّامك، أشو هل غرفة والجاكوزة والتخت، آه منّك آه عبترشرش هل ياسمينة عالتخت  وبتلعبطو.. لك روح الله يبسطك.

بس شوي وبرجع بصحا.. وبصيح.. عيب.. عيب… هاد كيلوت الرئاسة.

آه.. آه. كل هل شي وانت مختفي، تاركني لحالي بأحلك الظروف، لا ليلي ليل ولا نهاري نهار.

وإجا دور حماة. حماة اللي بتحبها.. أباً عن عمْ.

ودارت هديك المعركة، صحي نسيت قلّلك.. قال الجيش أنو حلب راحت غدر، ووصلولهم رسالة للإرهابيين إنّو إن كنتو زلم تعو ع حماة.

بتعرف أشو ردّوا عليهم، رح قلك بس سامحني كرمال ال الأوليا.. قالو جايين وغير ندحش شوارب معلمّكن بط… مارح كمّل، صح اللحظة مصيريّة ولازم حطك بالجو بس سامحني.

قلت لهون وبس، اليوم يوم الجيش والقوات الرديفة، واستنّيتك، استنّيتك تظهر.. تبرّد قلوب الجماهير اللي بتحبّك، الجماهير اللي من أول يوم.. من وقت ماسمعنا المستشار عبقول لمحمد منصور أنّك بتمتلك نقائبية وشمائلية تربيت عليها وتخرّجت من مدرسة القائد المحنّك اللي بيشهد الو العالم كله وشربت من وقت كنت صغير من كأس قدرتو السياسية.. بس شوي وبرجع بصحا.. وبصيح.. عيب.. عيب… هاد كيلوت الرئاسة..

بس وين مختفي، مو بالليلة الظلماء يفتقد البدر؟ في أحلك من هيك إيّام.

الشعب السوري واحد (لوحة خير الدين عبيد)

كسرتني، والله كسرتني، لكا هيك بتتركني لحالي شوف كل أهالي حماة عب يرقصو وبياكلو حلاوة بجبن.

لك ياكلوا.. آخر همّي، بس اقعد لحالي متل البس عم بسمع وبشوف الوالد الخالد، محاوطينو الإرهابيين، وقدامو الرافعة، وعبيدفشوه، لك إي إي.. الإله الخالد. اللي واصل لسابع سما، لحالو، طيب ظهار وبان مو مشاني، بالناقص منّي، مشان أبوك اللي خلفلك أحلى مزرعة وأحلى مرابعين. دفشوه.  ما تحمّل دفشة، رغم وزنو السياسي العربي والإقليمي والدولي، وطب… اندج هديكي الدجّة وانقرفت رقبتو.

لك يقرفو عمري قرف عود اليابس على هالموقف.

طفيت التلفزيون وانطفت الدنيا بعيوني.

رغم هل شي، ماحدا تاركني بحالي، سمعللي هل رسالة الصوتية اللي اجتني عل واتس، مرة حلبية عبتشرحلها لبنتا صفاء عن الإرهابيين أشو عبساوو بحلب، الحكي من تمها:

_ والله يا صفاء ومالك عليي يمين، عبوزعو الخبز والخضرة والبيض وإش بدّك.. كلشي.

وسائل تدفئة، جابو موظفين عبنضفو الشوارع، جابو فضائي اسمو سيريا فون وعبركبو عالاسطحة بكل مكان مشان مابقى نعبّي وحدات.. إلكاا.

إي والله يا صفاء، وهلق عبصلحو الكهربا مشان تجي ٢٤ ساعة، إلكااا.

إش د قولّك، خدمة ممتازة، وشغلة تانية.. حطّو شرطة مهندمة، وكل شي عبّمشي متل الليرة. يوم الجمعة إجو.. ويوم السبت والله يا بنتي بتلاقي الشمس الصبح غير شكل، بتحسّي حالك عيد يوم الفطر السعيد، إلكاا.

حااااج. أنا تعبت، تعبت كتير، الحبتين بإيدي، وقبّل ماودّع الي عندك طلب.

عبقولو بدهن.. بدهن…. يبعتلو القطع للساني، آل بدهن يعدموك، وقال شو.. رقبتك طويلة.. وبدون يحطو الحبل الو عقدتين تحت دقنك، مو عقدة وحدة.

آآآآآآه.  بس

أنا شربت الحبتين، وما بعرف إذا بلحق أكتب هل كم كلمة.

مو كوهين من زمان وقت أعدموه لزقوا ع صدره ورقة.

بدي منك تنسخ هل الرسالة وتحطها ع صدرك.

ودّعناك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى