نصوص أدبية عن شهداء الحرية | لا ليس موتاً (قصيدة)
فلقد عشتَ في جفن الردى وهو متيقظ وأنت تدري
شعر: أحمد برقاوي
لا، ليس موتاً.
كيف نصل إليك بالكلام،
والكلام مسافة تفصل بين الحزن العميق وصوته.
الرثاء أعجز من أن يصل إليك،
والمديح لا يليق بالفضاء الذي أسكنتنا فيه.
فتراجيديا الحزن تعاش وتسكن الروح،وهيهات لها أن تُقال.
ونبع المحبة فاض وجرى نهراً من الحزن والألم.
الحنجرة التي أهدت للريح ألحانها لن تفنى.
وصوتها لا يحب الصدى،
فالصوت ينتشر في الشوارع العتيقة بكل نبرته الحقيقية،
فلا أصداء لصوتك ولا ظلال لطلتك،
بل حضور في الأرواح، وولادة بكل كبريائك البهي.
لا، ليس موتاً
إن هو إلا التسامي أيها الساروت.
وها أنا أراك تخضب السماء بلون دمك.
وكل قطرة مطر ستسقط على أرضنا، أغنية من أغاني سمائك.
لا ليس موتاً،
فلقد عشت في جفن الردى وهو متيقظ وأنت تدري،
وحين أغمض الردى جفنيه عليك
رفرفت بجناحيك طائراً تحوم إلى الأبد
فوق أرواح التائقين إلى الحرية.
لا، ليس موتاً
وإنما احتفال المعنى النبيل باكتماله.
أجل اكتملت ماهيتك باتحادها الأبدي بوجودك.
ولن تقوى كل غيلان الشر على محو اسمك ونوره الخلاق
من ذاكرة الوطن والحياة والكرامة.
_________________________________________
من نصوص العدد الثامن عشر من (العربي القديم) عدد الاحتفال بالنصر، الخاص بشهداء ثورة القرن – كانون الأول/ ديسمبر 2024