العربي الآن

الفلسطينيون في إسرائيل يسخرون من صواريخ حزب الله وأولئك الذين ينتقدون "تهورهم"

العربي القديم – ترجمات:

في خضم صواريخ حزب الله والصواريخ المجنحة والطائرات بدون طيار، سخر العديد من المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل من الهجوم على وسائل التواصل الاجتماعي؛ وتجاهل آخرون إرشادات الجبهة الداخلية وقاموا بتصوير وابل الصواريخ من فوق أسطح منازلهم، مما أثار انتقادات من داخل المجتمع بأنهم يخاطرون بحياتهم.

يتجمع رجال الإنقاذ وقوات الأمن الإسرائيلية وسط الحطام والمركبات المتفحمة في كريات بياليك في منطقة حيفا في إسرائيل، بعد غارة شنها حزب الله في 22 سبتمبر/ أيلول. تصوير: جاك جيز / وكالة فرانس برس

واختار البعض توثيق المشاهد من فوق أسطح المنازل، وتصوير خطوط الصواريخ وصواريخ القبة الحديدية الدفاعية التي تضيء السماء ، وحتى التقاط الصور لشظايا الصواريخ التي سقطت.

ويظهر أحد مقاطع الفيديو المتداولة على الإنترنت سكان الناصرة، أكبر مدينة عربية في إسرائيل، وهم يضحكون ويلتقطون الصور مع قطع من صاروخ تم اعتراضه ليلة الأحد. وزعم آخرون أنهم يقارنون بين السلوك المختلف للمواطنين اليهود والفلسطينيين، حيث وضعوا لقطات لأشخاص يتحركون بحثًا عن مأوى مع لقطات لسكان الناصرة وهم يضحكون وسط الهجوم.

ويظهر مقطع فيديو آخر منشور على موقع إنستغرام نفس اللقطات من الناصرة، وهذه المرة يتبعها يهود إسرائيليون في بلدة قريبة وهم يصرخون في حالة من الذعر بينما تضيء القبة الحديدية السماء.

وسلط بعض المعلقين الضوء على ردود الفعل المتناقضة للإسرائيليين اليهود والفلسطينيين تجاه الهجوم، زاعمين أن الاختلاف الصارخ يكشف عن “أصحاب الأرض الحقيقيين”.

ويظهر في منشور على فيسبوك كتبه حسن شعلان، وهو صحفي في موقع واي نت الإخباري الإسرائيلي، رجل يقف على سطح منزله في بلدة كفار مندا العربية في شمال البلاد.

وبينما وجد البعض على وسائل التواصل الاجتماعي الفكاهة في هذه المشاهد، عارض آخرون بشدة ردود الفعل التي قللت من خطورة التصعيد. وقال الصحفي بكر زعبي المقيم في الناصرة: “إنها حرب وليست مزحة”. ولجأ إلى إنستغرام لانتقاد المواطنين العرب لبقائهم في المناطق المفتوحة خلافًا لإرشادات قيادة الجبهة الداخلية.

وفي معرض استذكاره للضربات الجوية التي شنت من لبنان في عام 2006، والتي أودت بحياة أكثر من عشرة مواطنين عرب في إسرائيل، قال: “ليس الأمر أن معظم المدن في الجليل عربية، أو أن منازلنا تفتقر إلى الملاجئ المناسبة. بل الأمر يتعلق أيضاً بموقفنا المستهتر. فنحن نخرج لمشاهدة الصواريخ وتصويرها، وعلى الرغم من أننا دفعنا بدمائنا ثمناً لهذا التهور، فإن العديد منا ما زالوا على حالهم”.

في حرب لبنان الثانية عام 2006 ، قُتل 44 إسرائيلياً بالصواريخ – 19 منهم عرب- بما في ذلك ستة أطفال، أصغرهم طفل يبلغ من العمر 3 سنوات.

ويعتبر السكان العرب عرضة بشكل خاص لنيران حزب الله، حيث تقدر اللجنة القطرية للسلطات المحلية العربية أن حوالي 40 إلى 50 في المائة من السكان في المدن العربية يفتقرون إلى القدرة على الوصول إلى الملاجئ والغرف الآمنة.

حتى مع القدرة على الوصول إلى الملاجئ والالتزام بإرشادات السلامة، فإن السكان ليسوا محميين بالكامل، كما قال أحد سكان المجلس المحلي العربي الجديد، الذي أجريت معه مقابلة على راديو (ناس) في الناصرة.

وبينما كان يرشد ابنه إلى الملجأ، أصابت شظايا صاروخ اعترضته المدفعية منزله، وسقطت على سرير ابنه الفارغ وخلفت حفرة في سقف المنزل. وأكد الصحفي علي الزيبق: “عندما نسمع صفارات الإنذار، لا ينبغي لنا الاستهانة بالخطر، ومن المهم اتباع الإرشادات”.

______________________________________

المصدر: صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية

زر الذهاب إلى الأعلى