العربي الآن

موسم الزيتون اللبناني في مهب الريح بعد فقدان اليد العاملة السورية!

العربي القديم- متابعات

اشتكى رئيس بلدية كفرشوبا في جنوب لبنان، من فقدان اليد العاملة السورية في البلدة التي كانت تتأهب لحصد موسم الزيتون هذه الأيام، بسبب التوتر على الحدود الجنوبية للبنان، جراء تداعيات الحرب على غزة.

وقال (قاسم القادري) رئيس بلدية كفرشوبا، في حديثٍ لصحيفة «نداء الوطن» اللبنانية نشر اليوم، أنّ «الأحداث الأمنية دفعت أغلبية أهالي البلدات الجنوبية لا سيّما المحاذية للشريط الحدودي إلى النزوح باتجاه مناطق أكثر هدوءاً وأمناً. فبلدة كفرشوبا تراوحت نسبة النزوح منها ما بين 80 إلى 90%. وكانت مناطق بيروت، وصيدا، والبقاع، وحاصبيا وجهة أغلبية النازحين. النزوح شمل السوريين أيضاً. وكنّا على أبواب موسم قطاف الزيتون، الذي ينتظره أهالي البلدة من عام إلى عام لما يحقّقه لهم من فوائد اقتصادية وغذائية. فكفرشوبا تمتلك ما يقارب الـ85000 شجرة زيتون، وبالتالي يعتبر موسم الزيتون من المواسم التي تحقّق لأصحاب الأراضي دخلاً ماديّاً جيداً، إضافةً إلى تأمين المونة السنوية من الزيت والزيتون، إلا أنه هذا العام خابت التوقّعات».

وكان اللبنانيون قد واجهوا حالة النزوح السوري إلى بلادهم جراء حرب نظام الأسد وحلفائه على الشعب السوري التي شارك فيها حزب الله، بموجة من مشاعر العنصرية وخطاب الكراهية الذي صدر عن شرائح واسعة من اللبنانيين، ناهيك التمييز في تطبيق القانون واضطهاد العمالة السورية، الأمر تورطت به وباركته الجهات الرسمية أيضاً. لكن تداعيات الاشتباكات المندلعة في الجنوب اللبناني بين حزب الله الممول إيرانيا، وجيش الاحتلال الإسرائيلي، وما سببه من نزوح الجنوبيين هرباً وتخوفا من اشتعال الحرب، أدى إلى فقدان اليد العاملة السورية وارتفاع أجرها. ويوضح رئيس بلدية كفرشوبا:

“المنطقة الحدودية التي تنتظر عادةً شهر تشرين الأول لحصد موسم الزيتون هي اليوم تحت خطريْن: القذائف من جهة واشتعال أجرة العامل اليومي التي ارتفعت 100% من 10 إلى 20 دولاراً وما فوق من جهة ثانية، إضافةً إلى ذلك هناك التراجع الكبير في إيرادات الموسم في ظلّ شحّ غير مسبوق في حجم الإنتاج”.

 واتهم رئيس البلدية العمال السوريين الذين يعانون من خطاب الكراهية والعنصرية اللبنانية بأنهم استغلوا ظرف الحرب لرفع أجورهم وقال: «الشحّ غير المنتظر والكبير في اليد العاملة السورية، دفع بمن بقيَ في البلدة إلى استغلال الظرف ورفع ثمن أجرته إلى أكثر من الضعف حيث أصبحت أجرة اليد العاملة تفوق الـ20 دولاراً باليوم.. وحتى وفق هذا الأجر المرتفع، ليس من السهل إيجاد العامل. فأصبحنا بحاجة إلى تحديد موعد معه قبل 3 أو 4 أيام على الأقل. فأغلبية مالكي الأراضي يحاولون استغلال الأوقات التي تشهد هدوءاً من أجل حصد رزقهم، وهناك عدد من الذين نزحوا عادوا في محاولة منهم لجني لو القليل من محصولهم. لكن حتى يومنا هذا لم يتم قطف أكثر من 1000 شجرة من أصل 85000. لا يمكننا فعل أي شيء سوى انتظار ما ستحمله الأيام المقبلة، فالحلول ليست بأيدينا».

زر الذهاب إلى الأعلى