نظام الملالي: نشأة مشبوهة وأحقاد سوداء
أصبحت إيران مصدر تهديد دائم لدول الخليج العربي من خلال تحريك خلاياها الشيعية في تلك الدول لإثارة الفوضى

محمود القداح – العربي القديم
بعد أن غادر شقته في باريس، أقلته طائرة فرنسية حطت رحالها في طهران في الأول من شهر شباط عام 1979 ، حيث كانت تحمل على متنها قنبلة خبيثة أشد فتكا، وأكثر رعبا و تدميرا من تلك التي ضربت اليابان في كل من هيروشيما وناغازاكي، كانت تلك القنبلة السوداء مخبأة في قلب رجل يدعى الخميني.
بدايات مريبة يدعمها الغرب!
كانت الثورة الإيرانية قد وصلت إلى ذروتها آنذاك والقمع كذلك، لكن النظام بدأ يتآكل وينهار، فبعد وصول الخميني بعشرة سقط نظام الشاهنشاهية في إيران بعد فترة حكم طويلة جدا.
وصل بسلام رغم التهديدات التي أطلقها الشاه باستهداف تلك الطائرة، إلا أنه لم يجرؤ على فعل شيء.
سارع الخميني إلى تسلم قيادة إيران وفرض سيطرته الكاملة من خلال أتباعه من رجال الدين الذين استعدوا للأمر تماما قبل وصوله.
تبين لاحقا أن لا شيء يحدث مصادفة، فكل ما حدث كان مخططا له بعناية؛ فالحماية الفرنسية والغربية عموما كان لها هدف مدروس و محدد تماما، و هو إزالة الشاه (شرطي الخليج) الذي انتهى دوره، ليحل محله الشيطان نفسه، الذي ستكون له وظيفة مدمرة على شعوب المنطقة العربية كلها، أكثر عمقا وأشد أذى.
ستكون مقنعة، ذات ملمس ناعم وأنياب حادة، تحقن سما زعافا يفتت الأعضاء من الداخل بخبث ولؤم.
ذر الرماد في العيون بشعارات مخادعة
فبعد إحكام السيطرة بدأت الشعارات الرنانة التي تهدف لذر الرماد في عيون العرب والمسلمين، من خلال المتاجرة بأهم قضاياهم (فلسطين)، ليشكل ذلك مدخلا للتغلغل في الجسد تمهيدا للتدمير من الداخل كما يفعل السرطان في أجساد ضحاياه.
فأغلقت السفارة الاسرائيلية في طهران، وحل محلها مكتب لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وأطلق اسم قاتل السادات على الشارع الذي تقع فيه السفارة المصرية تعبيرا عن رفض اتفاقية كامب ديفيد، ورفع شعار الموت لأمريكا، والموت لإسرائيل، ووصفت أمريكا بالشيطان الأكبر وسوى ذلك، بهدف الاستحواذ على قلوب العرب والمسلمين وكسب تعاطفهم، وكان أخطر من كل هذا تصريح الخميني عن نيته تصدير ثورته “الإسلامية” إلى دول الجوار.
وكان العراق المستهدف الأول كونه الحاجز الجغرافي بين إيران وباقي الدول العربية.
استمرت الحرب ثمان سنوات تزودت خلالها إيران من أمريكا وإسرائيل بالأسلحة بشكل سري فضح لاحقا (إيران جيت).
توقفت الحرب بضغوط دولية دون أي مكاسب لأي طرف فكانت أكبر عملية استنزاف لكليهما واعتبر الخميني ذلك بمثابة احتساء كأس من السم لأنه لم يحقق هدفه وتوفي في العام التالي..
حل محله المرشد الجديد وتلميذ الخميني الوفي (علي خامنئي)، الذي تابع مسيرة أستاذه بحذافيرها.
ساعدت إيران الولايات المتحدة في السيطرة على العراق عام 2003 فكانت مكافأتها السيطرة الكاملة على العراق، تنهب ثرواته وتقتل وتغذي فيه الحروب الطائفية والقتل على الهوية و تتحكم بقراره السياسي.
وكل هذا بالاتفاق مع (الشيطان الأكبر)!!!
خلايا نائمة مستعدة لتدمير أوطانها
كانت إيران منذ تسلم ملاليها السلطة تتواصل مع الشيعة العرب المنتشرين في الدول العربية، وصرفت أموالا طائلة لنشر التشيع ليكون هؤلاء قنبلتها الموقوتة التي ستفجر داخل المجتمعات العربية، وقد أثبت هؤلاء أن ولاءهم لإيران وحدها وليس لأوطانهم فكانوا كما أرادت عندما احتاجت لهم . كان حزب الله اللبناني ذراع إيران التي سيطرت بها على لبنان وصادرت قراره ولاحقت أحراره سجنا وقتلا حتى تحول لبنان إلى محافظة إيرانية تأتمر بأمرها تماما كما فعلت في العراق .
وظهر اللؤم والحقد الإيراني الشيعي بأسوأ تجلياته إبان الثورة السورية حيث تصدرت بالتعاون مع مليشياتها المشهد الإجرامي الذي تجاوز كل الحدود وبتعاون وثيق مع السلطات السورية الطائفية حيث كان الاعتقاد السائد في أوساطهم أن بشاعة الجرائم واتساع رقعتها هو وسيلة تحقيق مخططهم الشيطاني (الهلال الشيعي)، وأضافت له أيضا اليمن عبر ذراعها الشيعي (جماعة الحوثي)، الذين دمروا اليمن بإيعاز مباشر من إيران.
أصبحت إيران مصدر تهديد دائم لدول الخليج العربي من خلال تحريك خلاياها الشيعية في تلك الدول طمعا في إثارة الفوضى ليتسنى لها التدخل لتخريب تلك المجتمعات بسلاحها القذر (الطائفية) والهدف الوحيد هو تحقيق حلمها الإمبراطوري الاستعماري التوسعي الذي لا يختلف خطره عن خطر المشروع الصهيوني في المنطقة العربية .
مازال الخطر قائما رغم إضعافه
ورغم الخسائر الفادحة التي منيت بها في سورية بعد انتصار الثورة السورية حيث تم طردها وتفكيك جزء مهم من حلقات مؤامرتها، وبعد الحرب الأخيرة بينها وبين إسرائيل والتي أدت لأضرار كبيرة في مشروعها النووي والصاروخي إلا أن خطرها مازال قائما من خلال مليشياتها وشيعتها المنتشرين في بعض الدول و خاصة العراق المحتل تماما من هؤلاء الذين يدمرون العراق، ويسخرون كل ثرواته و إمكانيته منذ عام 2003 لخدمة مشروعها التوسعي.
إن عودة العراق إلى الوطنيين الأحرار من أبنائه هو الكفيل بالدرجة الأولى بالقضاء على آخر أحلامهم في التوسع، إضافة إلى ضبط وإعادة تأهيل ألغامها المزروعة في جسد كل دولة بانتظار أوامر قم وحاخاماتها لتفجير دولهم ومجتمعاتهم التي عاشوا فيها والتي لم تكن كافية لتزرع فيهم الانتماء لهذه الأرض و بقي انتمائهم الحقيقي للخرافات و الأحقاد التي حشرت في عقولهم وقلوبهم، ويعتبرونها مصدر إلهامهم في كل تعاملاتهم مع أبناء وطنهم.
أدوات رخيصة بلا انتماء
لقد شهد هؤلاء بأم أعينهم زيف الشعارات التي تبنتها دولة الملالي (راعية الإرهاب) عندما تركت غزة تدمر ويقتل شعبها كل لحظة دون أن تحرك ساكنا لحمايتهم، وحتى حزب الله أقرب حلفائها تركته يصارع الموت وحيدا، وقد تبين فيما بعد أنها تستطيع إيذاء الكيان و تهديد أمنه بصواريخها، لكنها لم تستخدمها إلا دفاعا عن نفسها عندما استهدفت بشكل مباشر، فهي لا تعتبر أي من هؤلاء حليفا لها بل تراهم مجرد أدوات و أوراق ضغط، وتفاوض بيدها لتحقيق أهدافها.
فهل يمكن أن يعود هؤلاء إلى رشدهم؟ وأن يلقوا خلف ظهورهم سخافات مظلوميتهم المزعومة، و يصبحوا مواطنين صالحين يربطون بين استمرار وجودهم وبين انتمائهم لأوطانهم فقط، والابتعاد عن نهائيا عن تلك الخزعبلات التي لا هدف لها سوى استغلالهم و استخدامهم الرخيص في تدمير أوطانهم بأيدهم. وخيانة أوطانهم وشعوبهم لمصلحة أعدائهم.