الحرب على غزة في مرآة اليهود الأميركيين: ما موقفهم؟ وما مدى تعلقهم بإسرائيل؟
العربي القديم- إعداد: وسنان الأعسر
أظهر دخول مجموعة يهودية تنتمي لمنظمة “الصوت اليهودي من أجل السلام” (JVP) إلى مبنى الكابيتول في واشنطن بعيد انطلاق الهجوم الإسرائيلي على غزة للدعوة لوقفه وإنهائه، انقسامات داخلية بين يهود الولايات المتحدة إزاء ما يجري في فلسطين. وقد هتف المتظاهرون الذين ارتدوا قمصانا سوداء كتب عليها “اليهود يقولون: أوقفوا إطلاق النار الآن” و”ليس باسمنا”، وحملوا لافتات تحمل الرسالة نفسها.
وكان المتظاهرون الذين ينتمى معظهم لفئة الشباب (ما دون الأربعين عاما) قد دخلوا مبنى “كانون بيلدينغ” التابع للكونغرس في الثامن عشر من أكتوبر الماضي، حيث جلسوا في الردهة، وهم يغنّون ويصفقون رافعين لافتات كتب فيها “دعوا غزة تعيش”.
فما حقيقة موقف يهود أمريكا من إسرائيل؟ وما هو مقدار تعلقهم العاطفي بالكيان الذي يفترض أنه وطنهم الموعود؟!
الجالية الأكبر خارج إسرائيل
تعد الجالية اليهودية في الولايات المتحدة هي الأكبر في العالم خارج إسرائيل. ويمثل الأمريكيون اليهود ما يقدر بنحو 2.4 % من إجمالي السكان البالغين في الولايات المتحدة، لكن شعور الارتباط بإسرائيل يختلف بين اليهود الأمريكيين حسب الفئات العمرية وقوة الانتماء الديني والحزبي.
وفي استطلاع أجراه مركز (بيو) للأبحاث، في أوساط اليهود الأمريكيين، قال 82 % من البالغين اليهود في الولايات المتحدة إن الاهتمام بإسرائيل هو جزء أساسي أو مهم بالنسبة لهم، مما يعنيه كونهم يهود، فيما قال ما يقرب من ستة من كل عشرة إن لديهم الكثير أو بعض القواسم المشتركة مع اليهود في إسرائيل (60 %)، وإنهم مرتبطون عاطفياً جداً، أو إلى حد ما بإسرائيل (58 %)، وأنهم يتابعون الأخبار عن إسرائيل باهتمام، أو إلى حد ما (57 %).
وقال ثلثا اليهود الأمريكيين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما فما فوق إنهم يشعرون بارتباط عاطفي بإسرائيل، مقارنة بـ 48 % من أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 29 عاما.
45% فقط زاروا إسرائيل
وفيما يتعلق بزيارة إسرائيل وأثر ذلك على الاتباط العاطفي بها، جاءت إجابات اليهود المشاركين بالاستطلاع على الحو التالي:
قال 45 % إنهم زاروا إسرائيل في وقت ما، بما في ذلك 26 % قالوا إنهم زاروها عدة مرات أو عاشوا هناك. وأولئك الذين زاروا إسرائيل هم أكثر عرضة للارتباط العاطفي بها من أولئك الذين لم يشعروا بها.
الأمريكيون اليهود الجمهوريون يشعرون بالارتباط العاطفي بإسرائيل أكثر من الديمقراطيين بنسبة (72 % مقابل 52 %).
ثلثا اليهود الأمريكيين الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما فما فوق يشعرون بارتباط عاطفي بإسرائيل، مقارنة بـ 48 % من أولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 29 عاما. وتم إجراء الاستطلاع في الفترة من 19 نوفمبر 2019 إلى 3 يونيو 2020، بين 4718 بالغاً يهوديًا في الولايات المتحدة. ومن بين هؤلاء المشاركين، تم تحديد 3836 شخصًا على أنهم يهود حسب الدين و882 آخرين كانوا يهوداً بلا دين. وتضم المجموعة الأخيرة أمريكيين وصفوا أنفسهم دينياً بأنهم ملحدين أو لا أدريين أو «لا شيء على وجه الخصوص»، ولكن لديهم أحد الوالدين اليهود أو نشأوا على اليهودية، والذين يعتبرون أنفسهم يهوداً بأي شكل من الأشكال، مثل العرق أو الثقافة. وكان ما يقرب من ثلاثة أرباع الأمريكيين اليهود (73 %) يهوداً متدينين، في حين أن حوالي ربعهم (27 %) لا يدينون بأي دين.
الجمهوريون أكثر تعاطفا
وكانت هناك أيضًا اختلافات حسب فرع اليهودية والعمر والانتماء الحزبي السياسي وعوامل أخرى.
فعلى سبيل المثال فإن الأميركيين اليهود الذين يعتبرون أنفسهم جمهوريين أو يميلون إلى الحزب الجمهوري أكثر اميلا عاطفيا لإسرائيل من الديمقراطيين. إذ تبلغ نسبتهم 72 % مقابل 52 % من الديمقراطيين الذين يشعرون بالارتباط العاطفي بإسرائيل.