دلالات وقضايا | لماذا دافع سامي العامري عن التَّوراة وانتقد العلمانيَّة؟
بقلم: مهنا بلال الرشيد
تجاوز الدُّكتور سامي العامريُّ مرَّات عدَّة فكرة البرهنة على وجود الأنبياء وصِدْق معجزاتهم في (براهين النُّبوَّة)، الَّذي أحالنا إليه، وراح يتحدَّث في الفقرة الَّتي أحالنا إليها عن إثبات وجود الخالق وقصور العقل البشريِّ وثنائيَّة الخير والشَّرِ بدل البرهنة على وجود المعجزات، وبدا لي أنَّه لم يقدِّم أيَّ برهان عقليٍّ جديد ينقل المشكِّكين إلى جادَّة التًّصديق بالنُّبوَّات، ويقنعهم بوجود معجزات، بل على العكس من ذلك؛ فقد راح يتَّهم العقل البشريِّ بالقصور، وإن كان العقل البشريُّ قاصرًا كذلك؛ فعلى مَن تَقرأ مزاميرك يا داود؟ ولمن يُدبِّج العامريُّ كُتبه أيضًا؟ وما فائدة هذه الكتب إن لم تستطع البرهنة على النُّبوَّة بشيء آخر غير الدَّعوة إلى الإيمان بالأنبياء قبل مناقشة براهين النُّبوَّة مع الإقرار بأنَّ الخوض في هذه القضايا-بالنَّسبة للعامريِّ-لا يفيد شيئًا غير مجاراة بعض الرُّبوبيِّين للرَّدِّ عليهم؛ ومن يُجاري الآخرين يجب أن يكون قادرًا على الإقناع العقليِّ بطريقة أخرى غير التَّهجُّم على العلمانيِّين والملاحدة والرُّبوبيِّين ودعوة باقي المؤمنين إلى تحصين إيمانهم بمزيد من التَّسليم قبل عرض الحجج، لا سيَّما أنَّ العامريُّ يعترف بأنَّه “لا يمكن الاستدلال بالقرآن الكريم على مَن ينكِر ربَّانيَّة القرآن؛ لأنَّه لا يُستدلُّ في باب المناظرة بما هو محلُّ النِّزاع”.
اعتمد العامريُّ على المنهج التَّاريخيِّ بشكله الأركيولوجيِّ بحسب توصيفه منهجَه، وبرغم انتقاده هذا المنهج ومآخذه عليه اتَّبعه، واعترف بضعف دراسات المسلمين في مجاله ومجال (أركيولوجيا الكتاب المقدَّس) تحديدًا، وأوافقه في ضعف دراسات المسلمين في فيلولوجيا الكُتب المقدَّسة كمًّا ونوعًا ومَنهجًا؛ فأعداد البحوث قليلة، ونوعيَّتها أو قيمتها العلميَّة منخفضة؛ وربَّما لا يستطيع كثير من المسلمين أن يدرسوا دلالة النُصوص القرآنيَّة (دراسة فيلولوجيَّة مقارنة) دراسة منهجيَّة أو موضوعيَّة؛ أي دراسة دلالة الألفاظ القرآنيَّة لذاتها بعيدًا عن تأثير كلٍّ من إيمان الباحث بالقرآن الكريم ومركزيَّة فكرة الإعجاز قبل الشُّروع بمثل هذه الدِّراسة وخلالها، ونحن-ههنا-لا ندعو المسلم إلى التَّخلِّي عن إيمانه بالقرآن الكريم بل ننوِّه إلى تأثير الموقف الذَّاتيِّ من النَّصِّ المدروس في نتائج الدِّراسة، لا سيَّما إن تناولت هذه الدِّراسة نصًّا مُعجزًا ومقدَّسًا؛ كتناول بعض الآيات القرآنيَّة وقصص الأنبياء في القرآن الكريم، ويُحسب للعامريِّ اعترافه بعدم إمكانيَّة الاستدلال بالقرآن الكريم خلال مناظرة مَن يُنكر ربوبيَّة القرآن الكريم، ومع اعتراف العامريِّ بهذه الفكرة لم يستطع البرهنة العقليَّة على وجود بعض الأنبياء وصِدْق كثير من معجزاتهم، بل انطلق إلى مناقشة وجود الأنبياء ومعجزاتهم بعد حديثه عن ضرورة التَّسليم والإيمان المطلق بهذه المعجزات.
حدود الكتاب وإشكاليَّته
بعد أنَّ حدَّد العامريُّ منهجه التَّاريخيَّ بشكله الأركيولوجيِّ اختار أنبياء الله المذكورين بأسمائهم صراحة في القرآن الكريم؛ ليكونوا مادَّة كتابه البحثيَّة؛ وهم، صلوات الله وسلامه عليهم جميعًا: 1-محمَّد 2-آدم 3-نوح 4-إدريس 5-إبراهيم 6- لوط 7- إسماعيل 8-إسحق 9-يعقوب 10-يوسف 11-موسى 12-هارون 13- هود 14-صالح 15-شعيب 16-أيُّوب 17-إلياس 18-إليسع 19-داود 20-سليمان 21-يونس 22-ذو الكفل 23-زكريا 24-يحيى 25-عيسى. واختار العامريُّ أن يجعل الخبر القرآنيَّ أساس الدِّراسة، وبعد ذلك اتَّجه إلى البحث في قصَّة النَّبيِّ وأخباره وأخبار معجزاته في كتب التَّاريخ والشَّواهد الأركيولوجيَّة والتَّوراة والإنجيل، وأفضل منهج لهذا النَّوع من الأبحاث-من وجهة نظري-هو المنهج المقارن أو المناهج المقارنة (الفيلولوجيَّة أو اللِّسانيَّات المقارنة أو العقائد المقارنة)؛ لأنَّه يخدم البحث أكثر من (المنهج التَّاريخيِّ بشكله الأركيولوجيِّ)؛ لأنَّه منهج وصفيٌّ، وأدواته تساعد في توصيف المادَّة المدروسة، وتتبُّعها في مراحل تاريخيَّة متلاحقة، ومع ذلك فضَّل العامريُّ الابتعاد عن مقارنة قصص الأنبياء في القرآن الكريم بقصصهم وما دار حولها من اعتراضات في الكتاب المقدَّس بعهديه القديم والجديد.
وقد فضَّل العامريُّ أن يدرس الوجود التَّاريخيِّ للأنبياء بدءًا من خاتَمهم (محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم) رجوعًا إلى الأقدم فالأقدم؛ لأنَّ الاعتراضات والإشكالات حول وجود الرَّسول الكريم محمَّد-صلَّى علَّى الله عليه وسلَّم-قليلة أو نادرة؛ لكنَّ هذه الاعتراضات تزيد كلَّما رجعنا إلى مرحلة تاريخيَّة أقدم؛ ولهذا تمثَّلت خطَّة العامريِّ بدراسة أنبياء عصر عيسى-عليه السَّلام-وما بعده أوَّلًا، ثمَّ دراسة أنبياء الألفيَّة الأولى قبل ميلاد المسيح-عليه السَّلام-ثانيًا، ثمَّ دراسة أنبياء ما قبل الألفيَّة الأولى قبل الميلاد ثالثًا، ثمَّ دراسة الأنبياء الَّذين لم يرد ذكرهم في التَّوراة والإنجيل رابعًا، وتبدو لي هذه الخطَّة الدِّراسيَّة مقبولة بين جملة من الأفكار والأحداث التَّاريخيَّة الشَّهيرة؛ كالحديث عن الأنبياء من بدء الخليقة حتَّى طوفان نوح عليه السَّلام، ثمَّ الحديث عن الأنبياء من الطُّوفان حتَّى إبراهيم عليه السَّلام؛ لأنَّ ديانة إبراهيم-عليه السَّلام-تمثِّل-من وجهة نظري-أكبر نقطة تحوُّل في الأديان والفكر الدِّينيِّ على مستوى العالم، ثمَّ يستمرُّ البحث في الأنبياء من إبراهيم عليه السَّلام حتَّى نهاية الألفيَّة الثَّانية قبل الميلاد، وبعد ذلك نبحث في أخبار الأنبياء ومعجزاتهم خلال الألف الأولى قبل الميلاد، ويختم البحث بقصص الأنبياء وأخبارهم ومعجزاتهم منذ ولادة المسيح عليه السَّلام حتَّى وفاة الرَّسول الكريم محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم. وإن لم يكن هناك اعتراض على منهجيَّة العامريِّ العكسيَّة فإنَّنا نعتقد أنَّ تأسيس البحث والانطلاق به منذ بدء الخليقة وبداية النُّبوَّة منذ آدم عليه السَّلام ثَّم الشُّروع بمناقشة بعض الاعتراضات وندرة الآثار والأخبار التَّاريخيَّة حول هذه المرحلة سيعطي البحث زخمًا فكريًّا وتسلسلًا منطقيًّا طبيعيًّا يشدُّ القارئ، لا سيَّما أنَّ العامريَّ استهدف القارئ العاديَّ، ولم يستهدف المختصِّين أو المحترفين في مجال الأديان والعقائد المقارنة.
الإشكالات المنهجيَّة
نبِّه العامريُّ إلى مخاطر عزوف المسلمين عن البحث في تاريخيَّة الأنبياء ودور هذا العزوف في فتح المجال لانتشار أفكار ملاحدة الغربيِّين بين المسلمين، وجاء هذا التَّنبيه خلال حديثه عن الإشكالات المنهجيَّة في المتقاطع بين قصص الأنبياء ومعجزاتهم في كلٍّ من القرآن الكريم والكتاب المقدَّس، وبرغم اعترافه بتقدُّم الغربيِّين في فرع (الدِّراسات الكتابيَّة) المختصِّ بدراسة الكتاب المقدَّس دراسة تاريخيَّة وإسقاط نتائج تلك الدِّراسات وأحداث تلك القصص على التَّاريخ والجغرافيَّة ضمن ما يُعرف بدراسات (جغرافيَّة الكتاب المقدَّس) راح العامريُّ يقيِّد بحثه بما يحدُّ من نتائجه، ويؤثِّر في موضوعيَّته كجعل الإيمان بمعجزات الأنبياء أساس الدِّراسة قبل الانطلاق فيها؛ وهذا سيجعل الدِّراسات الدِّينيَّة أو الكتابيَّة؛ أي دراسة الكتب المقدَّسة كالتَّوراة والإنجيل والقرآن الكريم في مواجهة الدِّراسات التَّاريخيَّة والأركيولوجيَّة؛ ليتحيِّز المتديِّنون للأخبار الدِّينيَّة في الكتب المقدِّسة، ويسترسل الملاحدة والعلمانيُّون في عرض نقدهم أو تشكيكهم مع أنَّ هدف الدِّراسة يجب ألَّا يكون الطَّعن والتَّشكيك أو ترسيخ الإيمان وتثبيته بهذه الكتب المقدَّسة أو تحويل النِّقاش العلميِّ إلى مناوشات وصراعات شخصيَّة تلبس لَبوس النِّقاش العلميِّ بل يجب دراسة أخبار الأنبياء وقصص معجزاتهم ومقارنتها بما يتوفَّر من أدلَّة أثريَّة وأخبار تاريخيَّة حولها لعرض المتشابه والمختلف والمسكوت عنه ومقارنته بغيره ثمَّ عرض نتائج الدِّراسة بعيدًا عن الدَّعوة إلى الإيمان أو الشِّرك والإلحاد؛ لأنَّ التَّبشير بأيِّ دعوة دينيَّة أو سياسيَّة شيء، ونقد هذه الدَّعوة أو دراستها أو مقارنتها الموضوعيَّة بغيرها شيء آخر، ولم يسلم العامريُّ من مزالق (انحياز المبشِّر وطَعْنِ المنحاز) ضدَّ كلِّ مخالف إن كان ملحدًا أو مشركًا أو علمانيٍّا أو ربوبيًّا، وإن ردَّ العلمانيُّون أو المشركون أو الملاحدة على مطاعن العامريِّ بمطاعن أخرى تتعلَّق بمنهجيَّته أو بُعده عن الموضوعيَّة من خلال تبنِّي أخبار المعجزات وإعلان الإيمان بها والدِّفاع عنها قبل مناقشتها سيفرغ البحث العلميُّ في هذه القضايا الشَّائكة من فوائده، وستغدو الكتب والأبحاث المكتوبة والمحاضرات المرئيَّة حلبات مصارعة لا مجالس بحث ونقد علميَّين.
مطاعن العامريِّ في المنهج الأركيولوجيِّ
برغم اختيار العامريِّ المنهج التَّاريخيَّ في شكله الأركيولوجيِّ منهجًا لدراسته إلَّا أنَّه عبَّر عن اعتراضه على هذا المنهج؛ ولأنَّه عبَّر عن هذا الاعتراض كان من الأفضل له لو اعتمد على المناهج المقارنة في دراسته؛ ليعرض حججه ونتائج مقارنته على القارئ بعد تفنيد آراء الخصوم، وقد لخَّص العامريُّ اعتراضاته على المنهج التَّاريخيِّ-الأركيولوجيِّ بثلاثة أسئلة؛ يتعلَّق السُّؤال الأوَّل منها بمدى حجِّيَّة الشَّاهد الأركيولوجيِّ وقدرته على نُصرة مذهب أصحابه في ظلِّ انفتاح الشَّاهد الأركيولوجيِّ على تأويلات متعدِّدة، وما يُحكى عن حجِّيَّة الشَّاهد الأركيولوجيِّ وقدرته على نُصرة المذهب يُحكى أيضًا عن حجِّيَّة الخبر الكتابيِّ أو أخبار الكتاب المقدَّس عند غير المؤمنين بها. ويرتبط السُّؤال الثَّاني بقدرة الشَّاهد الأركيولوجيِّ على إثبات ظاهرة النُّبوَّة أو إثبات زيفها، والحقُّ أنَّ الشَّاهد الأثريَّ لا يستطيع إثبات زيف النُّبوَّة، كما لا تستطيع الأخبار الكتابيَّة المقدَّسة إثبات زيف الشَّواهد الأركيولوجيَّة، ولا يمكن لمدَّع أن يجزم بأنَّ الآثار أو الكتب المقدَّسة قد تحدَّثت عن تاريخ البشريَّة كلَّه، ولم تغفل شيئًا منه؛ لذلك يجدر بالباحث أن يُقارن ويحلِّل ويفنِّد بعيدًا عن التَّبشير بالإيمان أو الدَّعوة إلى الإلحاد أو اتِّهم المؤمنين أو الملحدين أو المساواة بين الملحدين والعلمانيِّين؛ لأنَّ اتِّهام المختلفين فيه ما فيه من شَخصنة النِّقاش العلميِّ وتحويله عن مساره الرَّصين، ويبقى دين المؤلِّف المؤمن أو الباحث الملحد له، ويبقى دين المتلقِّي للمتلقِّي ذاته، وكلُّ تبشير إيمانيٍّ أو دعوة إلحاديَّة ستكون نتائجها عكسيَّة على المتلقِّي إن لم يقنع الباحثُ قارئَه بعد التزامه بموضوعيَّته المطلقة أو الكبيرة خلال البحث وتمكُّنه الكبير من أدواته خلال النِّقاش، مثلما تنمُّ مساواة الشَّخص العلمانيِّ بالشَّخص الملحد أو الرُّبوبيِّ أو الألوهيِّ عن تهجُّم على العلمانيَّة دون فهمها أو دون دعم التَّهجُّم بالأدلَّة؛ لأنَّ العلمانيَّة منهجيَّة تعتمد على تحييد المُعتقد الشَّخصيِّ عن البحث والدِّراسة وإدارة الدَّولة وغيرها، ولا نعدم-في كثير من الأحيان-باحثين مرموقين من العلمانيِّين، الَّذين يمارسون طقوسهم الدِّينيَّة بعيدًا عن ساحات النِّقاش العلميِّ، الَّتي يعتمدون فيها على الموضوعيَّة، لا على أيِّ شيء آخر سواها.
ويرتبط السُّؤال الثَّالث عند العامريِّ بمدى إصابة منكري تاريخيَّة الأنبياء عندما اعتمدوا على الشَّاهد التَّوراتيِّ مرَّة وأسقطوه مرَّة أخرى لتكذيب تاريخيَّة الأنبياء؛ وكما أنَّ تأويل الشَّاهد الأركيولوجيِّ لا يخلو من التَّحيُّز الأيديولوجيِّ عند بعض الباحثين فإنَّ المؤمن بالشَّاهد الكتابيَّ أو أخبار المعجزات في الكتب المقدَّسة ينطلق أساسًا من تحيِّز أيديولوجيٍّ ومعتقد دينيٍّ يُبعده عن الموضوعيَّة ما لم يُعلن الباحث حدود موضوعيَّته، ويلتزم بها في بحثه أيضًا، وقد أكَّد العامريُّ هذه الفكرة باقتباسه قول الأركيولوجيِّ ندف نأمان عندما قال: (نتائج الحفريَّات الأركيولوجيَّة مثل المصادر المكتوبة، مفتوحة لتفسيرات مختلفة، وأحيانًا متناقضة)؛ وهذا يعني أنَّ إيمان العامريِّ وغيره بمعجزات الكتاب المقدَّس قائم على تفسيرهم الخاصِّ بهم وتفسير من أخذوا منه أو عنه أخبار تلك المعجزات، وإنكار المنكرين قائم على تأوليهم الخاصِّ بهم، وستزيد الشَّواهد الأثريَّة ضراوة الجدل بين الطَّرفين؛ لتبقى الموضوعيَّة والقدرة على التَّصنيف والعرض والمناقشة والحجاج والالتزام بالموضوعيَّة أفضل الرَّوائز لتمييز مقولات هذا الباحث من مقولات ذاك بغضِّ النَّظر عن مُعتقد الباحث ذاته.
استهلك العامريُّ حوالي (170) من كتابه لتوضيح منهجيَّته وحدود دراسته وتسجيل مآخذه على منهجيَّة البحث التَّاريخيِّ الأركيولوجيِّ برغم اعتماده عليه في كتابه، وخلال هذا الجزء الطَّويل من الكتاب ناقش قضايا كثيرة؛ سنقف في مقال الأسبوع القادم عند تفاني العامريِّ في الدِّفاع عن الخبر التَّوراتيِّ ودعوته الصَّريحة إلى عدم العجلة في إدانة التَّوراة قبل شروعه في الحديث عن الوجود التَّاريخيِّ للأنبياء منذ عصر محمَّد-صلَّى الله عليه وسلَّم-حتَّى عصر عيسى عليه السَّلام، وسنعرِّج على ردِّ العامريِّ على القائلين بأنَّ فكرة التَّوحيد اختراع يهوديٌّ متأخِّر، وهذه واحدة من الأفكار المهمَّة الَّتي تستحقُّ الوقوف عندها في مقال الأسبوع القادم، بالإضافة على ردِّه على القائلين بزيف الخبر التَّوراتيِّ واتِّهامه أصحاب هذه الدَّعوى بالتَّطرُّف بعد مناقشته أفكار القائلين باقتصار النُّبوَّة على منطقة الشَّرق الأدنى القديم؛ فهل سيقنعنا العامريُّ في دفاعه عن حجِّيَّة التَّوراة قبل شروعه في الحديث عن الوجود التَّاريخيِّ للأنبياء ومعجزاتهم؟