مصطلح القطيع كما لم تعرفه من قبل
إبراهيم الصالح – العربي القديم
يتم تداول مصطلح (القطيع) في مناسبات وتوظيفات كثيرة منها السياسية ومنها الإجتماعية ومنها العلمية.
مصطلح قطيع: يدل على مجموعة متجانسة من نوع واحد من البهائم الجواميس، الذئاب، الأغنام، وهكذا دواليك حتى بذات المعنى بقية الكائنات الحية ولو إختلفت التسمية لكن المعنى واحد، كسرب الطيور أو خلية النحل، أو مملكة النحل إلخ
هل يطلق مصطلح قطيع على البشر؟؟
لغةً لايجوز إطلاقه
لكن يستخدم وبكثيرة في السياسة للتهكم
لكن هذا الإستخدام وبطريقة التهكم ماسنبحث به ونفصل له
القطيع والقائد في مملكة الحيوان
نقلت صحيفة (الغارديان) عن جنيفرسميث عالمة سلوك الحيوانات في كلية (ميلز) في مدينة أوكلاند كاليفورنيا، حيث اجرت دراستها على سلوك النحل والنمل الهندي، وأسراب الحمام وطريقة إختيار قيادتها.
كانت عملية إختيار القائد أو الملكة تمر بطريقة منظمة جداً لكن جميعها تتمحور حول حرص (القطيع ) على إختيار الأقوى والأقدر على حماية القطيع وتحقيق أفضل ظروف له .
فالنحل يختار الملكة القوية القادرة على إنجاب أفضل البيوض، وتتمتع بمواصفات فيزيولوجية سليمة وقوية وكذلك الحمام كان يختار قائداً للسرب الطائر الأقوى بالطيران والأدرى بخطوط الطيران وأماكن المرعى والأقدر على المناورة بمواجهة الطيور الجارحة.
كذلك تفعل الجواميس والذئاب وغيرها
إذاً الجامع في الحيوانات بجميع تصنيفاتها من الحشرات إلى الكواسر والحيوانات البرية
أن القطيع يختار الأصلح.
إذاً لماذا يتم إستخدام كلمة قطيع في السياسة على سبيل التهكم؟!
حقيقةً استخدامها لهذا الغرض جاء نتيجة آراء سطحية، أو شطحات من بعض أصحاب التفكير المتعالي على المجتمع، وغير الفاهم لتكوين المصطلح أو ربما لتشبيه جماعة من البشر بالحيوانات للانتقاص منهم. مع العلم لو كانت هذه المجموعة من البشر التي يتم وصفها بـ(القطيع) فعلاً تسلك ذات سلوك الحيوانات في اختيار قياداتها لكانت غاية في التنظيم والازدهار والرخاء.
بينما في الواقع المعاش أمامنا اليوم نرى أن كثـــيراً من التجمعات البشرية سواء دول أو احزاب او سمي ماشئت تختار الأسوأ ليقودها لذلك تراها تعيش حالة من التخبط والاقتتال والفقر والاستغلال، فكثيرا ما يتم اختيار القيادة بيننا نحن معشر (بني الإنسان) بناء على أساس المنفعة الخاصة وليس العامة، أو بسبب ولاءات القرابة أو الحزبية إلى آخر السلسة… لكن ليس بينها توفر صفة القائد الحقيقي التي تتجسد بالقوة سواء المادية أو المعنوية والمعرفية، وقدرته على تحقيق مصلحة ورفاه (قطيعه) جماعته البشرية.
لذلك نقول كم أبدعت قدرة الله بفطرة الحيوانات بتنظيم نفسها، وكم انحرف بنو البشر عن الفطرة التي تحقق مصلحتهم، لذلك نراهم يعانون ما يعانون.
هل نستطيع الاستقاء من قطعان الحيوانات طريقتهم لتنظيم قطعاننا والانتهاء من هذه العبثية التي نعيش؟!!!