الرأي العام

مقامات أمريكية | فن الخسارة

د. حسام عتال

نصحني أحد الأصدقاء، بعد أن اطّلع على مسودة كتاب لي أنوي نشره، بأن أُترجم بعض الأعمال الأدبية المكتوبة بالإنجليزية. فكّرت بالموضوع ثم قررت أن أجرّب ترجمة إحدى قصائد الشعر التي أحبها، وأعرضها عليكم التماساً لرأيكم.

هذه قصيدة قصيرة للشاعرة الأمريكية إليزابيث بيشوپ ( ١٩١١ – ١٩٧٩) وهي من آخر ما أصدرت من دواوينها: (الجغرافيا ٣).

لن أشرح لماذا أحب هذه القصيدة لأنه باعتقادي أن ذلك قد يُنقِص من متعة قراءتها. الشعر كما أراه، هو علاقة تفاعلية خاصة وحميمة بين الشاعر والقارئ، لا يحق لأحد أن يفسدها بالشرح والإشارة والتنبيه.

الخريف الأمريكي (بعدسة حسام عتال) حقوق استخدام الصور محفوظة للكاتب.

الخريف الأمريكي (بعدسة حسام عتال) حقوق استخدام الصور محفوظة للكاتب.

هذه هي القصيدة بعنوانفنّ واحد“:

One Art

The art of losing isn’t hard to master;

so many things seem filled with the intent

to be lost that their loss is no disaster.

Lose something every day. Accept the fluster

of lost door keys, the hour badly spent.

The art of losing isn’t hard to master.

Then practice losing farther, losing faster:

places, and names, and where it was you meant

to travel. None of these will bring disaster.

I lost my mother’s watch. And look! my last, or

next-to-last, of three loved houses went.

The art of losing isn’t hard to master.

I lost two cities, lovely ones. And, vaster,

some realms I owned, two rivers, a continent.

I miss them, but it wasn’t a disaster.

—Even losing you (the joking voice, a gesture

I love) I shan’t have lied. It’s evident

the art of losing’s not too hard to master

though it may look like (Write it!) like disaster.

  فن واحد

 ليس صعباً إتقان فن الخسارة؛

فالعديد من الأشياء تبدو وكأنها قد صُمِّمت كي تُفقد، وخسارتها ليست ضرارة.

اخسر شيئاً كل يوم. تقبّل هَمّ ضياع مفتاح البيت، الوقت الذي أُهدِر.

ليس صعباً إتقان فن الخسارة.

بعدها تَدرَّب على خسارة أكبر، خسارة أسرع:

أماكن، وأسماء، وأين كنت تنوي السفر.

ليس منها ما سيجلب ضرارة.

فقدت ساعة والدتي وانظر  منزلي الأخير

 أو قبل الأخير، من ثلاثة منازل أحببتها، قد ضاعت.

ليس صعباً إتقان فن الخسارة.

فقدت مدينتين، عزيزتين. وأكثر،

بعض الفضاء الذي امتلكته، نهرين، وقارة

أفتقدها كلها، لكنها لم تكُ ضرارة.

حتى خسارتك أنت (صوتك المرح، لفتتك المحببة) لن أستطيع الكذب. جلّي أنه ليس صعباً إتقان فن الخسارة رغم أنها قد تبدو (اكتبها!) وكأنها ضرارة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button