الصحافة العالمية

كاتب أميركي يفتح النار على ترامب وبوتين ونتنياهو ورئيس الصين.. فماذا قال عنهم؟!

العربي القديم – خدمة نيويورك تايمز:

وصف الكاتب الأمريكي توماس فريدمان كلأ من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب، والرئيس الصيني الحالي شي جين بينغ، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنهم تسببوا باضصطرابات هائلة داخل وخارج بلدانهم، بدافع من مصلحة ذاتية بحته.

وقال الكاتب الأمريكي، في مقال نشرته “خدمة نيويورك تايمز”

” ليس ما هو أهم مما يقوم به 4 من قادة العالم الرئيسيين، الذين يجمع بينهم شيء واحد هو أن “كلاً منهم يظن أن قيادته لا غنى عنها، وأنهم مستعدون لبذل قصارى جهدهم للتشبث بالسلطة قدر استطاعتهم. أعني بذلك فلاديمير بوتين في روسيا، وشي جين بينغ في الصين، ودونالد ترامب في الولايات المتحدة وبنيامين نتانياهو في إسرائيل؛ إذ إن أربعتهم – كلا بطريقته الخاصة – تسبب في اضطرابات هائلة داخل وخارج بلدانهم بدافع من مصلحة ذاتية بحتة، وليس من أجل مصالح شعوبهم”.

وقال توماس فريدمان في مقاله التحليلي الذي حظي باهتمام على نطاق واسع، إن هؤلاء القادة: “جعلوا من الصعوبة بمكان على دولهم أن تضطلع بوظائفها بشكل طبيعي في الوقت الحاضر، والتخطيط بحكمة للمستقبل”.

بوتين المافياوي

وبدأ فريدمان باستعراض ما قام به بوتين في روسيا، الذي وصفه بأنه حول روسيا إلى “حصن تحت الحصار، لا أحد يستيطع الدفاع عنه سواه، وقال

” خذ بوتين مثلًا، فقد بدأ كمصلح نجح في تحقيق الاستقرار لروسيا ما بعد الرئيس بوريس يلستين، وأشرف على طفرتها الاقتصادية، وذلك بفضل ارتفاع أسعار النفط. ولكن ما إن بدأت عائدات النفط بالتراجع حتى أقدم على “تحول كبير” في مستهل ولايته الرئاسية الثانية في 2012 عقب اندلاع أكبر المظاهرات المناهضة له في 100 مدينة روسية، وتعثر اقتصاده. والممعن في ما يجري اليوم يرى إن الحل الذي تبناه بوتين “تحويل الأساس الذي تستند عليه شرعية نظامه من تقدم اقتصادي إلى وطنية ذي نزعة عسكرية”، محولاً روسيا إلى “حصن تحت الحصار” لا يستطيع أحد سواه الدفاع عنه. وتحول من “موزع للدخل، إلى موزع للكرامة.. وكان غزوه لأوكرانيا لاستعادة الوطن الروسي الأسطوري الأم أمراً حتمياً”.

تشي الفاسد

وعن الرئيس الصيني، اعتبر توماس فريدمان بأنه جعل الصين أكثر انغلاقا فقال:

“أما شي جين بينغ، فقد شهدت الصين في عهده تحولاً بنحو 180 درجة بعد مرحلة من انفتاح متواصل اتسمت بتخفيف حدة الضوابط والقيود.ومن الواضح أن شي كان يعتقد أن الحزب الشيوعي الصيني بدأ يفقد قبضته على مقاليد الأمور، ما أدى إلى استفحال الفساد على نطاق واسع، فعمد إلى تكريس سلطته، في حين قضى على أي خصوم له. كما جعل الصين “أكثر انغلاقاً” من أي وقت مضى، “واكتمل المشهد” باختفاء وزيري الدفاع والخارجية”.

نتنياهو الخطر على الديمقراطية

واعترف توماس فريدمان  المعروف بتعاطفه مع إسرائيل، بأنه لم تكن في خطته بعدما قضى العمر كله تقريباً في متابعة “صراعات” إسرائيل، أن ينتهي به المطاف للكتابة عن الخطر الأكبر للديموقراطية اليهودية الذي يصفه بأنه “بات اليوم يكمن في عدو داخلي، وهو انقلاب قضائي يفكك المجتمع والجيش الإسرائيليين يقوده نتانياهو”.

ونبه فريديمان إلى أنه: “يجب الانتباه إلى أن 3 سنوات أخرى من حكومة بنيامين نتانياهو “المتطرفة” والمتطلعة لضم الضفة الغربية وحكم الفلسطينيين بما يشبه نظام الفصل العنصري، قد تصبح معه إسرائيل مصدراً رئيسيا لعدم الاستقرار في المنطقة، وحليفاً مشكوكاً فيه”.

ترمب الخطر

أما الشخصية الرابعة التي تهدد بالفوضى في العالم بحسب رؤية فريدمان  فهي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب،   الذي يحاول أن يصبح مرشح الحزب الجمهوري في انتخابات 2024، ولا ينسى فريدمان التذكير بما فعله في السادس من كانون الثاني من عام 2021، حيث يقول: “إذ إن مساعي ترامب لإلغاء نتائج الانتخابات السابقة، وإلهامه “الغوغاء” لنهب مقر الكونغرس في 6 كانون الثاني 2021، تجعل من الانتخابات المقبلة هي الأهم على الإطلاق”.

قواسم مشتركة وميزات فردية

ويخلص فريدمان إلى أن القاسم المشترك بين كل هؤلاء “أن جميعهم انتهكوا قواعد اللعبة السياسية داخل دولهم”.

أما الاختلافات التي يصضفها بأنه “مهمة” بينهم: فيخلصها على النحو التغالي:

  1.  يواجه نتانياهو وترامب تراجعاً في ديموقراطيتهما، ولم يشعل أي منهما حرباً.
  2. الرئيس الصيني شي هو “حاكم مستبد”، ولكن لديه أجندة لتحسين معيشة شعبه وخطة للسيطرة على الصناعات الرئيسية من تكنولوجيا حيوية وذكاء اصطناعي.
  3. بوتين في نظري، لا يعدو أن يكون “زعيم مافيا متنكراً في هيئة رئيس”، وسيتذكره الناس لتحويله روسيا من قوة علمية وضعت أول قمر صناعي على مداره عام 1957، إلى دولة لا تستطيع صنع سيارة أو ساعة أو محمصة”.
  4. ترامب الأخطر بين الأربعة، إذ إنه يحبذ تجاهل المتاعب حتى أنه أشاد بمثيري الشغب وببوتين.

وفي الختام  يخلص فريدمان إلى القول: “لا بد لي من وصف ما يحدث في العالم في ظل هؤلاء الأربعة يشي بأنه “عصر الفوضى”.

زر الذهاب إلى الأعلى