كاتب عراقي تلقى أموالاً من حافظ الأسد ينجو من محاولة اغتيال ببغداد
العربي القديم – خاص.
قال بيان نشرته مؤسسة (المدى) العراقية للإعلام، إن مؤسسها ورئيس مجلس إدارتها الكاتب العراقي فخري كريم، قد نجا من محاولة اغتيال أمس الخميس بعد عودته من معرض العراق الدولي للكتاب الذي يشرف على تنظيمه.
وأفاد البيان الذي وصف محاولة الاغتيال بـ “الغادرة والجبانة” إن المحاولة وقعت في منطقة القادسية ببغداد أثناء عودة كريم إلى منزله، وجاء في التفاصيل التي أوردها البيان:
“نفذ محاولة الاغتيال، في حوالي الساعة التاسعة مساء الخميس (٢٢ شباط ٢٠٢٤)، مسلحون مجهولون كانوا يستقلون عجلتين نوع (بيك اب)، حيث اعترضوا الطريق لإيقاف سيارة الأستاذ فخري كريم، ثم قاموا بأطلاق الرصاص على سيارته من أسلحة رشاشة، ولاذوا بالفرار”.
واتهم البيان من أسماهم “قوى الظلام والتخلف، المسؤولة عن الخراب العراقي الماثل” بأنه: “لا يسرها أن ترى العراقيين فرحين متفاعلين مع حدث ثقافي كبير ومؤثر مثل معرض العراق الدولي للكتاب الذي يقام منذ أيام في العاصمة بغداد، زاره مئات ألوف المواطنين بعضهم قادم من محافظات بعيدة. كما أنها – محاولة الاغتيال الجبانة – تؤكد الدور المؤثر الذي يلعبه الأستاذ فخري ومؤسسة (المدى) في الحياة السياسية والثقافية العراقية، وهو ما يبغض المتربصين بتقدم البلد”.
ونشرت دار المدى على صفحتها على فيسبوك، صورا لسيارة فخري كريم وقد بدا عليها علامات إطلاق رصاص اخترقت زجاج السيارة الأمامي، فيما أدان البيان العملية مطالبا: “بفتح تحقيق سريع عن المجرمين ومن يقف خلفهم من الحاقدين على زهو بغداد وتألقها ثقافيا واجتماعياً، وتقديمهم للعدالة ليناولوا جزائهم العادل”.
وتمنى البيان أخيراً: “السلامة الدائمة للأستاذ فخري كريم، الشخصية الوطنية الديمقراطية الفاعلة في المشهد السياسي، الذي لعب دورا بارزا في العملية السياسية منذ العام ٢٠٠٣، واحد أبرز رموز المعارضة العراقية للنظام الدكتاتوري البائد”.
ويبلغ فخري كريم من العمر اليوم (82) عاماً، وهو مولود في مدينة (الحبانية) في العراق عام 1942، وقد قضى شطرا كبيرا من حياته في صفوف الحزب الشيوعي العراقي، قبل أن يلجأ إلى دمشق في عهد الرئيس السابق حافظ الأسد، ويطلق من هناك دار المدى للثقافة والفنون عام 1993 مفتتحا دار نشر ومجلة ثقافية فصلية، في زمن كان السوريون فيه محرومون من إصدار أي مجلات أو صحف خاصة خارج سلطة مؤسسات الدولة، وقد اتهم فخري كريم في الأوساط الثقافية حينها بأنه أسس دار المدى من أموال الحزب الشيوعي العراقي التي سطا عليها حين كان مسؤولا ماليا له، لكنه نفى ذلك في لقاء على قناة (العربية) مع تركي الدخيل عام 2008 معترفاً بتلقي دعم مالي للحزب من قبل حافظ الأسد.
وفي عام 2003 نقل مقر دار المدى إلى العراق بعد سقوط نظام الرئيس صدام حسين بأيدي الأمريكان، وأصدر (المدى) كصحيفة يومية وفي عام 2012 أطلق وكالة أنباء المدى وقناة المدى الفضائية في عام 2015
وقد سبق لفخري كريم في حوار تلفزيوني على قناة (الحرة) أن أكد اعتزازه بعناصر هويته المتنوعة، حين سأله المذيع:
“فخري كريم أنت كردي شيعي، ثمة أقلية شيعية بين الكرد كيف تحدد موقعك اليوم في العراق وسط كل التغيرات؟” فـأجاب: هذه عناصر هويتي كوطني عراقي لا أكثر ولا أقل وهذا هو التعبير عن التنوع في المجتمع العراقي الذي هو أساس بنية هذا المجتمع المقررة لمصيره”.