العربي الآن

الحلقة المفقودة في الحرب على التنظيمات الإرهابية

كيف يمكن لشاب في مقتبل العمر أن يقدم على قتل أبرياء آمنين في دار عبادة ثم يقوم بالانتحار، وهو يظن أن ما قام به عمل مبرور سيدخله الجنة؟

د. برهان محمد قنبر – العربي القديم

في كل مرة يقع فيها عمل إرهابي لتنظيم داعش نحاول إقناع أنفسنا أنه سيكون الأخير، لكن التنظيم لا يلبث أن يطل برأسه لينشر الموت والخراب… كما حدث قبل أيام في تفجير كنيسة مار الياس في منطقة الدويلعة بدمشق، والذي أسفر عن مقتل 27 شخصا وإصابة 60 آخرين من المصلين داخل الكنيسة.

قبل سنوات، فجر انتحاري داعشي نفسه في مسجد للصوفية في سيناء، فذهب ضحيته العشرات، وبعده وقبله العديد من الحوادث في الأسواق ودور العبادة. لقد تراجع وجود هذا التنظيم، لكنه لم يختفِ. إن كل الجهود الأمنية المبذولة لمنع الأعمال الإرهابية قبل حدوثها أو لملاحقة مرتكبيها بعد حدوثها، ليست كافية إذا لم يتم تسليط الاهتمام على الحلقة الأضعف والأهم، وهم الشباب الذين يتم غسل أدمغتهم من قبل هذه التنظيمات لتنفيذ مثل هذه الأعمال. كيف يمكن لشاب في مقتبل العمر أن يقدم على قتل أبرياء آمنين في دار عبادة ثم يقوم بالانتحار، وهو يظن أن ما قام به هو عمل مبرور سيدخله الجنة؟

 إن تتبع البيئات التي تستهدفها هذه التنظيمات لتجنيد أفراد جدد، والعمل على تحصين شبابها ضد هذه الأفكار، أمر لا يقل أهمية عن الجهود الأمنية. وزارتا التربية والأوقاف لهما دور لا يقل حيوية عن دور وزارة الداخلية، ليس فقط من خلال طرح الخطاب الإسلامي المعتدل الذي يمثل غالبية السوريين، بل من خلال تدريب الطلاب على مناقشة كل السرديات والحجج التي تستخدمها التنظيمات الإرهابية، واعتماد أسلوب التفكير النقدي في التعليم والتخلي عن التعليم التلقيني الذي ينتج حملة شهادات غير قادرين على رد أي حجة أو شبهة يتذرع بها التنظيم لقتل الأبرياء، بل يسهل اقتيادهم وغسل أدمغتهم باسم الدين والاسلام.

زر الذهاب إلى الأعلى