لماذا غادر وزير دفاع النظام قبل 21 دقيقة؟ مجزرة الكلية الحربية تعيد الحدث السوري إلى الواجهة
العربي القديم – خاص:
أعادت عملية استهداف الكلية الحربية بحمص بالمسيرات، يوم أمس الخامس من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، والتي أسفر عن نحو 100 قتيل من خريجي الكلية، أعادت الحدث السوري إلى صدارة الاهتمام الإعلامي، بعد هبوطه إلى ذيل قائمة الأحداث الساخنة.
واتصدر الحدث صدر الصحف العربية الصادرة اليوم، فعنونت صحيفة الشرق الأوسط السعودية على صدر صفحتها الأولى: هجوم حمص ينذر بإيقاظ «الحروب» السورية.. وأردفت: “أكثر من مئة قتيل في «يوم المسيّرات» “
وجاء في متن الخبر: “أعلنت دمشق سقوط أكثر من مائة قتيل، بينهم مدنيون، في هجوم استُخدمت فيه المسيّرات واستهدف الكلية الحربية في حمص. وقالت مصادر متابعة في دمشق إن الهجوم على الكلية الحربية في حمص سيشكل منعطفاً في مسار الأحداث العسكرية على الأرض، وينذر بإيقاظ «الحروب» السورية. ورجّحت المصادر فتح دمشق كل الجبهات على إدلب، وتمشيط البادية، وإعادة خلط الأوراق الساخنة لتفرض واقعاً جديداً”.
أما صحيفة (النهار) اللبنانية، فجاء عنوان صفحتها الأولى: “100 قتيل في الكلية الحربية في حمص، ودمشق تتعهد بالرد” ووصفت النهار الهجوم بأنه: “أكثر الهجمات دموية في السنوات الأخيرة بسوريا” وقالت إن الجيش السوري، أفاد في بيان له بأن:
” قامت التنظيمات الإرهابية المسلحة المدعومة من أطراف دولية معروفة ظهر اليوم، باستهداف حفل تخريج طلاب ضباط الكلية الحربية في حمص، عبر مسيرات تحمل ذخائر متفجرة، وذلك بعد انتهاء الحفل مباشرة، مما أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء من مدنيين وعسكريين ووقع عشرات الجرحي”
صحيفة (القبس) الكويتية، وصفت الضباط القتلي في الهجوم بـ”ضباط النظام السوري” وعنونت في صفحتها الأولى: “مجزرة بضباط النظام السوري في الكلية الحربية بحمص” فأشارت إلى تعرض محيط الكلية الحربية بمدينة حمص وسط سوريا، اليوم، لهجوم بطائرات مسيرة، خلال حفل تخريج دورة ضباط، ونقلت ما ذكرته مديرية الصحة بمدينة حمص من أن 67 قتلوا وجرح 211 في الهجوم.
وفضحت التناقض بين الصفحات التابعة للنظام السوري حيث قالت صفحة «أخبار اللاذقية» إن الحصيلة الأولية للهجوم 54 قتيلاً و125 جريحاً من العسكريين والمدنيين، كما نشرت «شبكة أخبار جبلة» و«بعرين الحدث» الحصيلة نفسها. غير أن شبكة «بعرين الحدث» حذفت المنشور، وعادت لتنشر 10 قتلى و125 جريحاً، وذلك بعد صدور بيان وزارة الدفاع، الذي أغفل ذكر عدد القتلى. فيما لم يعترف التلفزيون الرسمي السوري بداية سوى بمقتل 7 وسقوط جريح من الطلاب الضباط.
وتداولت صفحات ووسائل إعلام موالية للنظام أن عدداً كبيراً من سيارات الإسعاف توجه إلى الكلية الحربية عقب الاستهداف، مع وجود عدد كبير من القتلى والجرحى، وسط استنفار أمني كبير في المنطقة، وتحليق طائرات حربية ومروحية تابعة للنظام، أقلعت من مطارَي التيفور والشعيرات. ولاحظت الصحيفة أن وزير الدفاع غادر قبل الهجوم.. بـ21 دقيقة، مشيرة إلى تضارب الأنباء حول حضور وزير الدفاع اللواء علي محمود عباس حفل التخريج في الأساس،. ثم ما نقلته وكالة سبوتنيك الروسية عن مصدر أمني أن وزير الدفاع حضر الاحتفال، وغادر الكلية الحربية فور انتهاء مراسم الحفل، بينما وقع الهجوم بعد 21 دقيقة من مغادرته.
وشككت عدد من المصادر الإعلامية بمسؤولية “التنظيمات الإرهابية” حسب ادعاء نظام الأسد، مشيرة إلى إن انسحاب وزير الدفاع قبل الهجوم هو إشارة ربما، على علمه بالتخطيط له، لإنقاذ النظام من أزماته، وإعادة خلط الأوراق.
وكانت حكومة النظام السوري قد أعلن الحداد الرسمي ثلاثة أيام على القتلى الذين لقوا حتفهم في الهجوم، بخلاف الكثير من المجازر والكوارث التي وقعت، بما فيها كارثة زلزال، شباط / فبراير 2023