تفاصيل مثيرة في مقتل قائد فيلق القدس بدمشق: إسرائيل انتظرت مغادرة السفير والمقداد هرع إلى مكان الهجوم
العربي القديم – دمشق: مصادر ووكالات
في هجوم أشعل وسائل التواصل بتعليقات السخرية والتشفي من قبل السوريين، قُتل قائد في الحرس الثوري الإيراني في غارة إسرائيلية في سوريا يوم أمس الاثنين، مما يمثل تصعيداً آخر في الصراع الإقليمي بين إسرائيل وإيران وسط حرب غزة.
هيئة البث الإسرائيلية أفادت أن جيش الاحتلال انتظر مغادرة السفير الإيراني مقر الاجتماع تحاشيا لوقوعه ضحية الهجوم، فيما أفاد مراسل قناة (العالم) بدمشق، أن السفير الإيراني وعائلته وأعضاء السلك الديبلوماسي بخير. فيما أعلن أن القيادة السورية أوعزت لفيصل المقداد وزير خارجية النظام بأن يهرع إلى مقر الانفجار لإظهار التضامن والاهتمام الحكومي، في الوقت الذي توجه أصابع الاتهام إلى مخابرات نظام الأسد بتسريب إحداثيات جنرالات إيران المتواجدين على الأراضي السورية إلى إسرائيل
قائق فيلق القدس وخمسة جنرالات أخرين
وذكرت وكالة (تسنيم) للأنباء، التابعة للحرس الثوري الإيراني أن محمد رضا زاهدي، القائد في فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قد قُتل في غارة إسرائيلية على القنصلية الإيرانية في دمشق. ويقع المبنى بجوار السفارة الإيرانية في العاصمة دمشق في منطقة أوتوستراد المزة.
وكالة أنباء النظام السوري (سانا) أفادت أن غارة إسرائيلية أصابت القنصلية الإيرانية حوالي الساعة الخامسة مساء. بالتوقيت المحلي (10:00 صباحًا بالتوقيت الشرقي) في منطقة المزة بالمدينة. وبحسب المصدر، فإن الغارة تسببت في أضرار جسيمة للقنصلية والمباني المحيطة بها. واصفة من سقطوا من العسكريين الإيرانيين بـ”الشهداء”
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية أن محمد هادي حاجي رحيمي، وهو ضابط آخر رفيع المستوى في الحرس الثوري الإيراني، وخمسة أعضاء آخرين في الفيلق قتلوا في الغارة.
زاهدي، الذي يقال إنه قائد فيلق القدس المسؤول عن لبنان وسوريا، ليس أول مسؤول رفيع المستوى في الحرس الثوري الإيراني يُزعم أنه قتل على يد إسرائيل. ففي ديسمبر/ كانون الأول، قُتل قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني، السيد رضي موسوي، خارج دمشق في هجوم صاروخي نُسب على نطاق واسع إلى إسرائيل.
إسرائيل تعترف بالهجوم
الجيش الإسرائيلي لم يعلق على هذا الهجوم على الفور. ومع ذلك، ففي وقت لاحق من يوم الاثنين، أكد أربعة مسؤولين إسرائيليين لصحيفة نيويورك تايمز أن إسرائيل هي المسؤولة.
ويشتبه في أن إسرائيل تنفذ غارات جوية منتظمة على أهداف عسكرية إيرانية وأخرى تابعة لها في سوريا، على الرغم من أن الجيش الإسرائيلي نادرا ما يعلق على أنشطته في الخارج. وقد استمرت الضربات منذ بداية حرب غزة في أكتوبر/ تشرين الأول وما تلاها من صراع إقليمي أوسع نطاقا.
وقبيل أسبوع فقط قتل تسعة مقاتلين موالين لإيران بينهم قيادي، في ضربات جوية استهدفت مواقع لإيران في منطقة دير الزور بشرق سوريا ليل الإثنين / الثلاثاء. الماضي. فيما أدت ضربة إسرائيلية موجعة استهدفت فيلا في أطراف مدينة بانياس على الساحل السوري في الثاني من آذار/ مارس المنصرم، إلى مقتل مستشار عسكري بارز في الحرس الثوري الإيراني وعدد من مرافقيه قبل نحو شهر من الآن. في حين أعلن “الحرس الثوري”، في بيان له “مقتل أربعة من المستشارين العسكريين الإيرانيين في هجوم إسرائيلي على منطقة المزة ذاتها، في التاسع عشر من كانون الثاني / يناير الماضي.
الرئيس الإيراني يتوعد بالرد
وتوعد سفير إيران لدى نظام الأسد (حسين أكبري) بأن يكون رد طهران على استهداف القنصلية الإيرانية قاسياً مؤكداً وقوف إيران إلى جانب المقاومة على حد وصفه.
المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية (ناصر كنعاني) أدان بشدة الهجوم، وألقى باللوم على العدو اللدود إسرائيل في مقتل الجنرالات. وأضاف أن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات مضادة وستقرر طبيعة الرد”.
بدوره أدان الرئيس الإيراني (إبراهيم رئيسي) بشدة الغارة الجوية الإسرائيلية على منطقة سفارة بلاده في دمشق. وتحدث في بيان له عن “جريمة إرهابية” وعن “انتهاك صارخ للقواعد الدولية”، حسبما ذكرت وكالة أنباء إرنا الرسمية. وأضاف البيان أن “هذه الجريمة الغادرة لن تمر دون رد”.
كما أعلن حزب الله المدعوم من إيران الرد بعد الهجوم. وقالت الميليشيا الموالية لإيران في لبنان : “أكيد أن هذه الجريمة لن تمر دون أن ينال العدو العقاب والانتقام”، وتابعت أن العدو الإسرائيلي لا يزال يعتقد أن تصفية القادة يمكن أن توقف مقاومة الشعب الحازمة.
ولحزب الله نصيبه المتكرر من الغارات التي تستهدف الأهداف الأيرانية في سوريا، والتي لا تتوقف منذ سنوات، وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره في لندن، والذي لا يفصح عن مصدر أخباره عادة قد أفاد بأن أكثر من 40 شخصا قتلوا في غارة إسرائيلية على مستودع أسلحة تابع لحزب الله بالقرب من مطار حلب الدولي. يوم الجمعة الماضي
الحرس الثوري الإيراني
ويعتبر الحرس الثوري الإيراني أحد تشكيلات قوات النخبة المسلحة في إيران، ويعتبر أقوى بكثير من الجيش النظامي. وقد تأسست هذه الوحدة التي تضطلع بعمليات إرهابية في سوريا، بعد الثورة الإسلامية عام 1979، وتهدف إلى منع الانقلاب على نظام الملالي المسيطر بالقوة وحماية أيديولوجية الدولة. ويعمل الحرس الثوري الإيراني أيضًا في الخارج مع ما يسمى بكتائب القدس.
وإيران هي الداعم الأكبر لحزب الله في لبنان ولنظام الرئيس بشار الأسد الذي ارتكب جرائم حرب ضد السوريين وأسهم في تهجير الملايين من الشعب خارج البلاد. وتقاتل الميليشيا الشيعية اللبنانية حسب المصلحة الإيرانية بوصفها عضوا فيما يسمى “محور المقاومة”. ويسيطر الحزب بميليشياته الخاصة، في المقام الأول على جنوب لبنان على الحدود مع إسرائيل، والمناطق التي يسكنها الشيعة في العاصمة بيروت وسهل البقاع في شمال البلاد. وينشط حزب الله أيضًا في سوريا حيث خاض منذ تفجر الاحتجاجات الشعبية حربا ضروسا ضد حرية السوريين. وإيران وروسيا حليفتان رئيسيتان للأسد في الحرب التي يشنها دفاعاً عن نظامه الذي يحكم بالحديد والنار.