المبادرة السعودية والفنانون المعارضون للأسد: شراكة تزرع الأمل في قلوب أطفال فقدوا السمع!
بلال الخلف – العربي القديم
في وقت تشتد فيه الأزمات وتتفاقم المعاناة في حياة السوريين المتروكين لمصير التشرد ووقف الدعم وحملات العنصرية، تأتي المبادرات الإنسانية كطوق نجاة لكثير من الأفراد والمجتمعات. ومن بين هذه المبادرات البارزة، برنامج زراعة الحلزون أو القواقع السمعية لفاقدي السمع، الذي يعد الأكبر من نوعه على مستوى العالم، والذي أطلق بدعم من منظمة الأمين للمساندة الإنسانية ومركز الملك سلمان. وحظي بدعم وحضور كبير من الفنانين المعارضين لنظام الأسد، وصناع المحتوى من مختلف الدول العربية أبرزهم: جمال سليمان ومسكيم خليل وواحة الراهب والمخرج مأمون البني وعبد الحكيم قطيفان وجهاد عبدو ونوار بلبل وإيمان الجابر وريم علي وعبدالقادر المنلا
فنانون معارضون برؤى إنسانية
أثبت الفنانون المعارضون لنظام الأسد، الذين حضروا إلى الجنوب التركي خصيصاً لدعم الحملة، أنهم ليسوا مجرد أصوات معارضة في المجال السياسي وحسب، بل هم أيضاً رموز إنسانية نابضة بالحب والعطاء. بتفانيهم وإخلاصهم وتلبيتهم لكل دعوة تخص سوريا وأهلها وأطفالها، أضاؤوا شموع الأمل في قلوب العديد من الأطفال والعائلات. إنهم نجوم لا يلمعون فقط على خشبة المسرح أو أمام الكاميرا، بل يضيئون حياتنا بأفعالهم النبيلة وإنسانيتهم العميقة.
وجدنا اليوم حالة الفنان الإنسان، بأعماله التي تتجاوز حدود الفن إلى ساحات الإنسانية، يصبح نبراساً يحتذى به. هؤلاء الفنانون، الذين اختاروا مساراً صعباً ومعقداً في معارضة الظلم، لم يكتفوا بذلك، بل جعلوا من قلوبهم منارة للخير… ومن شهرتهم جسرا للأمل، إنهم يعلموننا أن الشهرة والقوة ليست في الأضواء والبهرجة، بل في القدرة على تغيير حياة الآخرين نحو الأفضل.
ناشطون وصناع محتوى
لم يكن دعم هذا البرنامج مقتصراً على الفنانين فقط، بل انضم إليه أيضاً عدد كبير من صناع المحتوى من مختلف الدول العربية. هؤلاء الناشطون الذين استطاعوا الوصول إلى ملايين الناس بما يمتلكون منصات قوية على وسائل التواصل الاجتماعي استخدموا تأثيرهم ونفوذهم لنشر الوعي ودعم هذا المشروع الذين تفاعلوا معه عبر حملات ورسائل توعوية، تمكن البرنامج من جمع موارد ضخمة لتمويل عمليات زراعة الحلزون
لا يمكن لنا أن نغفل التأثير العميق لهؤلاء الفنانين وصناع المحتوى على المجتمع. بفضل جهودهم الجبارة، أصبح برنامج زراعة الحلزون حقيقة ملموسة، يلامس حياة الناس بلمسة شفاء ورحمة. إنهم ليسوا مجرد داعمين، بل هم شركاء حقيقيون في كل ابتسامة تُرسم على وجه طفل استعاد سمعه.
رسالة حب واهتمام
إلى جانب الحضور السياسي والإقليمي، تبرز المملكة العربية السعودية كمنارة للخير والعطاء، تشع على دروب الأمل والفرح، بفضل دعمها السخي لهذا البرنامج الإنساني، لم يكن فقط تمويل عمليات زراعة الحلزون ممكناً في ظل تعثر دعم الكثير من المشاريع الإنسانية في الشمال السوري في الآونة الأخيرة، ولهذا جاءت المبادرة السعودية كإحياء أمل في قلوب ألف عائلة كان أطفالها يعيشون في ظلام الصمت ووحشته. إن سخاء المملكة لم يكن مجرد دعم مالي، بل كان رسالة حب واهتمام تصل إلى كل طفل وكل أسرة، تعلن بصوت مدوٍ أن الإنسانية ما زالت بخير.
إن المبادرة السعودية صنعت الفارق في حياة هؤلاء الأطفال، فرسمت البسمة على شفاههم وأعادت النور إلى أعينهم. لا كلمات يمكنها أن تفي المملكة حقها من الشكر والتقدير، فقد كانت بالفعل يد الرحمة التي امتدت لتلامس القلوب، وترسم البهجة على وجوه ألف عائلة. إننا نقف إجلالاً واحتراماً لمملكة الخير، المملكة العربية السعودية، على هذا الدعم الرائع والتفاني الكبير في سبيل خدمة الإنسانية.
إن دعم الفنانين المعارضين وصناع المحتوى من العالم العربي، جنباً إلى جنب مع سخاء المملكة العربية السعودية، جعل برنامج زراعة الحلزون أكثر من مجرد مشروع طبي؛ إنه رمز للأمل والتغيير الإيجابي في حياة الآلاف. بفضل هذه الجهود المشتركة، نؤكد أن الإنسانية لا تزال تنبض بقوة العطاء والتفاني، وأن الأمل في غدٍ أفضل هو حقيقة نعيشها بفضل هؤلاء جميعا.
كل الشكر لجنود الخفاء الذين يعملون دون كلل أو ملل، يقدمون كل ما لديهم من جهد ووقت وموارد لخلق تغيير إيجابي. إنهم يحملون رسالة نبيلة، ويستخدمون منصاتهم لنشر الوعي والأمل. بكلماتهم المؤثرة وصورهم البليغة، يزرعون بذور الخير في كل مكان يصلون إليه.