الفلسطيني نجيب بوكيلة يفوز بولاية رئاسية ثانية في السلفادور.. وهذه هي قصته المثيرة!
العربي القديم – متابعات:
أعلن الرئيس السلفادوري من أصول فلسطينية (نجيب بوكيلة) فوزه بولاية رئاسية ثانية بعد حصوله على أكثر من %85 من الأصوات يوم أمس أحد.
وكتب بوكيلة على منصة إكس “وفق أرقامنا فقد فزنا في الانتخابات الرئاسية بأكثر من %85 من الأصوات”، قبل أن يبدأ بعد دقائق إطالق الألعاب النارية في العاصمة سان سلفادور. فيما أفادت الأرقام أن حزبه حاز على 60 مقعدا في البرلمان السلفادوري.
وعرف بوكيلة بحضوره الكارمزي في أوساط أنصاره، وبارتدائه للسترة الجلدية بدل الزي الرسمي الذي اعتاد رؤساء الدول أو المرشحون للرئاسة ارتداؤه.
وفي خطاب النصر الذي ألقاه وسط الهتاف والحشود التي لوحت بالأعلام من شرفة القصر الرئاسي قبل إعلان النتائج الرسمية النهائية، قال بوكيلة أن فوزه يمثل “أكبر فارق بين المركز الأول والمركز الثاني في تاريخ الانتخابات الرئاسية الديموقراطية في أي مكان”. حيث أظهرت أظهرت المحكمة العليا للانتخابات النتائج الجزئية للانتخابات في ساعة متأخرة الأحد فيما كان بوكيلة يتحدث، مؤكدة حصوله على 83% من الأصوات متقدما بشكل كبير على منافسيه الخمسة.
وينحدر نجيب بوكيلة من أصول فلسطينية، لكنه يحتفظ – في المقابل – بعلاقة مع قوية مع إسرائيل، وفي عام 2018، وقبيل عام من فوزه بولايته الرئاسية الأولى زار بوكيلة حائط البراق (المبكى وفق التسمية الإسرائيلية) ومتحف الهولوكوست في القدس، والتقى مسؤولين إسرائيليين.
اعتناق والده الإسلام
تشير سيرته العائلية إلى أن والده (أرماندو بوكيلة قطان)، تعود أصول أبيه لمدينة القدس أما أمه (جدة نجيب) فهي من بيت لحم، ولدى هجرته إلى السلفادور تزوج من سلفادورية وأنجب ولده نجيب.
التحول الأبرز في مسيرة الأب حدث في سبعينيات القرن الماضي حين اعتنق والد نجيب، الحاصل على درجة الدكتوراه في العلوم الكيميائية والحقوق، الإسلام وصار إماما وعالما وأسس عدة مساجد، رغم كونه رجل أعمال ناجح، وله عدة شركات ساعده أبناؤه الـ11 في إدارتها، ومنهم نجيب.
وكان دين الأب “تهمة” توجه لبوكيلة أثناء فترة ترشّحه للانتخابات الرئاسية الأولى، بحسب توماس أندرو الصحفي السلفادوري، الذي علّق على ذلك بقوله “إن كثيرا من السلفادوريين يربطون بين الإسلام والإرهاب”. ولم يكن بوكيلة يرد على تلك “الاتهامات” سلبا أو إيجابا، إذ كان يرفض دوما التصريح بمعتقده.
تميز والد بوكيلة بعلاقات جيدة مع الجالية الفلسطينية التي تشكّل 2% من مجموع السكان، وتقول سهير بركة المستشارة في السفارة الفلسطينية في السلفادور إنه كان يدعوها وأفراد الجالية -وجلُّهم من المسيحيين- إلى المسجد في إفطارات رمضان.
أحد أصدقائه المقربين من الجالية قال إنه كان أستاذا في كل شيء، علما وأخلاقا، وإنه كان يقرأ له الرسائل التي تصله بالعربية من مختلف البلدان الإسلامية، وكان يدعو الجميع للأنشطة التي يقيمها في المسجد، حيث كان يشاهد أبناءه هناك ومنهم نجيب، أما أخوه إيمرسون بوكيلة فهو إمام أحد مساجد السلفادور الخمسة.
أكثر زعماء أمريكا اللاتينية شعبية
ويعتبر بوكيلة أكثر زعماء أمريكا اللاتينية شعبية، وفق استطلاعات الرأي. ويعود ذلك بشكل خاص إلى نجاحه في الحرب ضد عصابات المخدرات، وسجنه أكثر من 73 ألفا من أفراد العصابات المفترضين بموجب حالة طوارئ التي فرضت قبل عامين.
ويرى المراقبون أن ذلك كان أبرز عوامل نجاحه الساحق بالفوز بولاية رئاسية ثانية، حيث يشيد السلفادوريون بـ”الحرب ضد العصابات” التي شنها بوكيلة. وأكد في حملته الانتخابية لولاية ثانية أن “السلفادور هي رسمياً باتت الدولة الأكثر أماناً في أمريكا اللاتينية”… حيث سجلت الدولة التي كانت تعّد واحدة من أخطر دول العالم، انخفاضاً العام الماضي، في معدل جرائم القتل إلى أدنى مستوياته في ثلاثة عقود، وأقل بكثيرمن المعدل العالمي.
وأودى عنف العصابات بنحو 120 ألف مدني خلال ثلاثة عقود، وفقا للحكومة التي تقول إن الجماعات الإجرامية كانت تسيطر على 80% من البلاد عندما تولى بوكيلة السلطة لأول مرة عام .2019
رؤساء من أصول عربية
يعتبر نجيب بوكيلة خامس عربي يفوز بالرئاسة في أمريكا اللاتينية بعد سلسلة من الشخصيات العربية من بلاد الشام (سوريا وفلسطين ولبنان)، التي حكمت دولا في أمريكا الجنوبية، منذ ثمانينات القرن العشرين نذكر منهم:
- كارلوس منعم، الرئيس الأرجنيتني من أصول سورية، الذي حكم الأرجنيتن بين عامي (1989- 1999)
- كارلوس فلوريس فقوسه رئيس هندوراس من أصول فلسطينية والذي تولى رئاسة الهوندراس بين عامي (1998- 2002)
- إلياس أنطونيو سقا الرئيس السلفادوري من أصول فلسطينية والذي فاز برئاسة السلفادور بين عامي (2004-2009)
- ميشال تامر الرئيس البرازيلي من أصول لبنانية، الذي تولى رئاسة البرازيل بين عامي 2016- 2018