شعر: محمد المير إبراهيم
-1-
ربما تسقطُ حبة مطر
يتفجر نبع
تنبتُ سوسنة على ضفاف الليل
المتدفق بين أصابعي
أبكي وأنا أفتشُ عن أرض
أسقيها من تلك المياه
بيتي
طميٌ ظن أنه قصباً
ليبقى وجهي عارياً
أمام الريح والهواجس
-2-
جارتنا أخذت طفولتي
وسمّرتها على عامود الكهرباء
مثل نعوةِ عجوزٍ لئيم
وهي تبتسم
جارُنا اللئيم
بكى حين سمعَ صوتي بعد
عشر سنين من الصمت
لأنه لم يعرفني
كثرٌ أغمضوا أعينهم
حين نظرتُ إليهم حباً وألماً
لكن
قرأت اسمي
شاهدةُ قبر أمي عرفتني
وهي فاتحة ذراعيها
انتظاراً لاحتضاني
وقلبي متعبٌ من الانتظار
-3-
البارحة
نثرتُ قطعاً من جلدي
على طريق الحياة
نهشتها ضباعٌ
زهريّة اللون مزركشة
تلقفتها يدٌ مدماة
لعيونٌ شاردة
كنتُ قد قررت أن أعود
إلى رصيفٍ حيّ
إلى الحُلم
فأنا شاعرٌ وطفل
طردَ حتى من حدائق الكلام
حرمَ حتى من
نظرةِ ود
______________________________________________________
اللوحات للفنان السوري الراحل نذير نبعة