قصته تصلح لفيلم سينمائي: القبض على محتال إسرائيلي جند نفسه بنفسه!
العربي القديم – متابعات
واحدة من قصص المغامرة والتشويق الاستخباراتي الشخصي المثيرة للاستفهام والتساؤلات كشفت عنها صحيفة (إسرائيل ناشيونال نيوز) أخيراً، وتتعلق بعنصر احتياط إسرائيلي احتال على القيادة العسكرية وجند نفسه وانتحل صفة ضابط استخبارات وزار أماكن حساسة، وأرسل رسائل لضابط في أمن معلومات، قبل أن يتم القبض عليه في 15 تشرين الأول/ أكتوبر من العام الماضي.
المحكمة المركزية في (بئر السبع) سمحت مؤخراً بنشر قصة هذا المتهم التي يمكن الاطلاع على تفاصيلها من خلال لائحة الاتهام المقدمة ضد هذا المحتال الذي تصلح قصته كمادة لفيلم سينمائي مثير… فقد انتحل صفة نقيب وتمكن من الحصول على معلومات عسكرية سرية، وتعرف على عدد الألوية التي تم حشدها في غزة بعد قيام حماس هجماتها في السابع من أكتوبر.
جنّد نفسه عبر الواتساب
أولى بنود لائحة الاتهام كانت أن المتهم “جنّد” نفسه في الاحتياط رغم أنه لم يتلق أمراً للالتحاق. وقام بالاتصال بمساعد قائد عبر تطبيق “واتساب” وطلب الالتحاق بخدمة الاحتياط. وعندما وصل إلى قاعدة الفرقة، عرف عن نفسه وأخبر الحاضرين أنه ضابط استخبارات.
كذلك تمكن هذا المحتال من الحضور لتقييم الوضع في مركز المراقبة، بل والجلوس إلى طاولة تقييم الوضع الخاصة في قسم العمليات، وتصوير الجنود المتواجدين هناك إضافة إلى شاشات الكمبيوتر العسكرية. وواصل خلال النهار طلب المساعدة، لكن الضباط المسؤول تجاهل طلبه ولم يرسله إلى القيادة الجنوبية… لكن هذا الرفض كما تقول لائحة الاتهام، لم يثنه عن عزمه؛ إذ تمكن في النهاية من مقابلة الشخص الذي أخذه إلى قيادة العمليات في الجنوب كما تمكن من دخول القاعدة. وأثناء وجوده هناك انتحل رتبة نقيب رغم أنه كان يعلم أن رتبته ملازم. وفي المساء شارك في تقييم الوضع العسكري، رغم أنه غير مخوّل بذلك، وسأل أحد المشاركين عما يمكنه فعله للمساعدة بعد أن قدم نفسه قائداً للعمليات!
ومن التفاصيل المثيرة التي توردها لائحة الاتهام بحق هذا المتهم أن أحد الضباط في أمن المعلومات أعطته هاتفها حتى يتمكن من وضع رقمه في قائمة الاتصال…. لكن ومن دون موافقتها أرسل لها رسالتين عن أعداد القتلى والجرحى في هجوم حماس على مستوطنات غلاف غزة. وفي اليوم التالي التقى بشخص آخر كان على معرفة سابقة به، وقدم نفسه على أنه شخص لديه حلول للتحديات التشغيلية، لإقناعه بالحصول على مزيد من المعلومات. واستعرض نفس الشخص أمامه الثغرات الموجودة في الجمعية العامة، وبعد فترة وجيزة طلب المتهم من نفس الشخص التوقيع على مستند يسمح له بالدخول إلى مجموعة المساعدة الذاتية بحجة تقديم المساعدة له.
خطاب تعيين بطريقة احتيالية
لاحقًا، تمكن هذا المحتال من كتابة تقرير على الكمبيوتر يؤكد فيه أنه كان قائداً مخصصاً للمهام والعمليات الخاصة، وقائداً في القيادة الجنوبية. وقام بطباعة الوثيقة وطلب من الشخص المسؤول التوقيع عليها – مدعياً أن ضابطاً آخر أكد أنه سيوقع. وهكذا تلقى “خطاب تعيين” بطريقة احتيالية.
في ذات اليوم، تحدث مع جندي احتياطي عن مواد مصنفة على أنها سرية للغاية، وقام بتسجيل المحادثة… ثم حاول الحصول على وثيقة تفويض أخرى، لكنه لم ينجح. ثم كتب وثيقة أخرى تؤكد أنه مخول “بفتح وحدة خاصة والعمل قائداً لها”. وتمكن أيضاً من الحصول على خطاب تعيين كاذب آخر. وتحدث مع مدنيين، وقدم نفسه على أنه “من القيادة”، ورأى معلومات مصنفة سرية وسرية للغاية.
إعطاء أوامر عسكرية للآخرين!
في 11 أكتوبر الماضي، التقى بشكل عشوائي بشخص آخر، وعرّف عن نفسه بأنه ضابط احتياط واستخبارات ينسق ميدان العمليات الخاصة. كما أمر أشخاصًا آخرين بالتوجه إلى مقر القيادة الجنوبية من دون السماح لهم بالدخول، بينهم طيار سابق. وقدم نفسه إلى مجموعة المساعدة الذاتية بصفته الشخص المسؤول، بعد ذلك التقى مع شخص آخر وقدمهم له كذباً على أنهم جنود، وبدأ حواراً ناقشوا خلاله معلومات تم تصنيفها سرية للغاية.
بين 7 و15 أكتوبر كان هذا المحتال – كما توضح لائحة الاتهام- متواجداً في أماكن حساسة بينها مقرات وغرف عمليات وغرف حرب، ويبدو انه كان مولعيا بخوض مناقشات على مستوى عال ما جعله متحمساً لحضور العديد من المناقشات بين خبراء وقادة عسكريين لم لم تتم دعوته إليها. وبسبب مواهبه الخاصة فقد كان قادراً على الحصول على معلومات سرية وجمعها وتسجيلها وتوثيقها بالصور على هاتفه الحمول، الذي عثير فيه على معلومات سرية حول ترتيب قوات الأمن، والوسائل الموجودة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي، والوسائل المفقودة، والتفسيرات للقدرات السرية التي يمكن الاعتماد عليها عند الضرورة.
أسبوع من المغامرة
رحلة هذا المحتال لم تدم اكثر من أسبوع واحد إذ تم القبض عليه في 15 أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، حيث تتم محاكمته أمام محكمته بئر السبع في جنوب إسرائيل بجرائم الاحتيال والتجسس وجمع معلومات سرية، ودخول مواقع عسكرية… ولم تفصح المحكمة ما إذا كان المتهم نارس هذا كله لصالح دولة أخرى أم إرضاء لهواجس خوض المغامرات المثيرة في أوقات الأزمات التي تمر بها إسرائيل وحسب!
– استنادا إلى: “إسرائيل ناشيونال نيوز”