على طريقة الأسد: قرارات جديدة للإدارة الذاتية تزيد معاناة المسافرين إلى كُردستان العراق
رودي حسو – العربي القديم: القامشلي
أعلنت دائرة التأشيرات والهجرة في القامشلي، التابعة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، عن إجراءات جديدة تتطلب من المسافرين القادمين من روجاڤا في شمال شرق سوريا مراجعة المكتب للحصول على ورقة عبور. وأفاد الناشط الكُردي محمد أوسو لصحيفة (العربي القديم) أن هذه الإجراءات تعتبر روتينية، إلا أنها أثارت استياءً واسعاً بين المواطنين ووصفت بأنها عبء جديد يضاف على تنقلاتهم!
موافقة أمنية لمعبر سيمالكا
وأشار إلى أنه يتوجب على المسافرين زيارة دائرة التأشيرات والهجرة – بمافيها الإدارة العامة- للآساييش Asyish – للحصول على الورقة المطلوبة والموافقة الأمنية قبل الموافقة على متابعة سفرهم عبر معبر سيمالكا. وتعثر عملية حصول المسافرين على ورقة العبور بسلاسة في المنطقة نتيجة قلة الموظفين المتخصين ونقص الخبرة في الإدارة المدنية. حيث يعتبر نقص الكفاءة الإدارية عائقاً أساسياً يعيق حركة السفر. ويعزو الكثيرون هذه الصعوبات إلى هذه الأسباب.
وفي هذا الإطار، أكد الناشط أوسو عن عدم وجود بيانات أو إيضاحات تدعم هذا القرار، وأن هذا الإجراء لا يخدم الأمن والاستقرار.
وأوضح الناشط أن تعثر حصول المسافرين على ورقة العبور بسلاسة يعود إلى نقص الموظفين المتخصين ونقص الخبرة في الإدارة المدنية، مشيرًا إلى أن نقص الكفاءة الإدارية يشكل عقبة أمام حركة السفر.وأكد أهمية توفير البنية التحتية والكوادر اللازمة لتسهيل عمليات السفر وتحسين الوضع العام، نبهًا إلى أن هذا الوضع يعرض الاستقرار للخطر ويعيق حركة السفر بشكل كبير.
ووصف العديد من المواطنين، من بينهم المسافر “شفان شيخموس ” المقيم في مدينة “عامودا” بريف الحسكة ، هذا الإجراء بأنه غير ضروري ويهدف فقط إلى عرقلة أمور المسافرين وتضييع وقتهم.
ويضيف “شيخموس” مع تزامن القرار مع فصل الصيف الحار، يعاني المسافرون، خصوصاً الأطفال وكبار السن، من المشقة والإرهاق. “إنها قرارات وهمية تزيد من معاناة الناس”، كما أضاف أحد المواطنين المحتجين.
قرار بلا توضيحات
هذا القرار يعد من أحدث الإجراءات ولم يتم توضيح أسباب واضحة وراء تطبيقه. ونقلت “صفحات- محلية منها صفحة معبر سيمالكا الحدودي “تابعتها صحيفة (العربي القديم) أن القرار قد يكون جزءًا من سياسة أوسع، لكن التفاصيل لم تتوفر بعد على الصفحات .
وفي هذا السياق، أوضح مصدر مسؤول مقرب من مكتب العلاقات العامة التابع للادارة الذاتية “الذي فضل عدم الكشف عن اسمه “للعربي القديم” أن القرار الجديد لا يشمل أصحاب الإقامات والجنسيات الأوروبية، مُشيرًا بأن السلطات المحلية لم تقدم توضيحًا رسميًا بشأن هذا الاستثناء. وأضاف؛أن السبب هو امتلاك هؤلاء المسافرين جنسيات أو إقامات دولية، الأمر الذي يغني عن الحاجة للتدقيق المحلي.
تأثيرات على حركة السفر والتبادل التجاري
يؤدي هذا القرار إلى زيادة مدة وتعب الرحلة، خاصة للذين يسافرون من مدن بعيدة مثل محافظة الرقة وكوباني مروراً بالحسكة إلى القامشلي. يأتي ذلك بالتزامن مع ضرورة السفر إلى القامشلي للحصول على ورقة العبور، مما يزيد من المجهود والتعب، خصوصًا لكبار السن والأطفال.
وأثار القرار انتقادات واسعة من المواطنين، منهم بيجان الأحمد المقيم في القامشلي، الذي أوضح “للموقع” أن العديد من سكان المنطقة يرون في هذه القرارات انتهاكات بحقهم تزيد من تعقيد عمليات التنقل وخصوصًا أن المناطق هي كُردية وتتبع لسيطرة نفس الإدارة .
أما فيما يتعلق بالتبادل التجاري، فقد أكد حسين عثمان الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية العلاقات في “الإدارةالذاتية ” للصحيفة “أنه لا يوجد تأثير ملموس على الأنشطة التجارية بسبب هذه الإجراءات.
موقف المنظمات الدولية
وكشفت السيدة “يارا حسن”، العاملة في منظمة Save the Children، بأنّ موظفي المنظمات ومُمثليها من المنطقة دائمًا يستعينون بموافقة أمنية من دائرة مركز الآسايش في القامشلي لتمكينهم من عبور الحدود. وفي هذا السياق أعربت المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان وحرية الحركة في شمال وشرق سوريا عن استيائها تجاه هذا التطور.
ويعاني كوادر وأعضاء وأفراد وموظفو هذه المنظمات عند ذهابهم وعودتهم إلى إقليم كردستان، على نقيض السنوات السابقة بين عامي 2014 و2017 .