العربي الآن

ريف الرقة الشمالي بين الجوع والمرض وحرمان الطلبة

التناحر السياسي يلقي بظلاله على أزمات الرقة وريفها وحال مواطنيها الذين أهملت احتياجاتهم الأساسية

أسامة عبد الكريم الخلف – العربي القديم | الرقة

تشهد مناطق متعددة من ريف الرقة الشمالي وبالتحديد “تل أبيض- سلوك- حمام التركمان” الواقعة ضمن جغرافية نبع السلام التي تسيطر عليه فصائل من الجيش الوطني منذ العام2019 بعد معارك مع قسد، أوضاعا معيشية صعبة وأخرى إنسانية نتيجة قلة الدعم والخدمات الطبية، وسبل الإغاثة أضف لذلك مسألة الطرق والمعابر من وإلى المناطق الأخرى من محافظة الرقة ذات الخرائط الثلاثة للسيطرة “نبع السلام، قسد، وزارة الدفاع”.

وقالت مصادر محلية أن المنطقة ولليوم الرابع على التوالي تعاني انعداما لدخول الطحين وتوقف أفران صناعة الخبز المدعوم، ما دعى لحدوث أزمة كبيرة ومعاناة للسكان المحليين في تأمينها، مع غياب عمل أي منظمات محلية أو دولية للتدخل .

وكتب الناشط اسماعيل العرودة على صفحته على الفيس بوك :

أن تل أبيض بدون طحين، منطقة منكوبة محاصرة، مقطوعة عن العالم، فيما الناشطون، لا يرون إلا بعين واحدة. وأضاف، التضامن والاستنكار نحصد فيه منافع ومطامح ومسامع، الارض كلها سورية، والشعب كلو سوري، ألا طحينا غير طحينهم، ألا نحن السمر وغيرنا شقر.

فيما كتب الإعلامي من تل أبيض أحمد بشير الحاج على صفحته على الفيس بوك :

الطحين هو شريان الحياة الأول في منطقة نبع السلام التي تعيش منذ سنوات تحت حصار خانق من قبل “قسد” واليوم تواجه المنطقة عجزاً كبيراً بعد توقف الجهات الداعمة مؤقتاً عن توريد مادة الطحين، ما ينذر بكارثة إنسانية قد تكون وشيكة إن لم يتم التدخل العاجل.

لذلك يناشد أهالي المنطقة الحكومة في دمشق بسرعة التحرك وإيجاد حلول عاجلة لدعم مادة الطحين، منعاً لوصول المنطقة إلى مجاعة كارثية لا تُحمد عقباها.

على صعيد متصل يعاني سكان المناطق في نبع السلام من ريف الرقة الشمالي، من انعدام وسائل الطبابة النوعية والمراكز العلاجية خاصة الأمراض المستعصية، كالسرطان والسكري والجراحة وأمراض القلب .

وكتب الناشط ماهر العايد على صفحته الشخصية معاناة والدته ومرضى السرطان في نبع السلام :

للأسف انا اضطررت لنقل امي تهريب عبر مناطق قسد للشام وللأسف طلع معاها سرطان متقدم وما في إمكانية للعلاج لان ماتم الكشف عنه مبكرا ورجعنا اني والختيارة الي عمرها ٨٠سنة تهريب مع انه المهرب يمر من حواجز قسد يناوش كل حاجز ١٠دولار ويعدي .

يضيف العايد: الناس قام تضطر تقعد بالشام لفترات طويلة وتتحمل مصروف فوق طاقتها وناس ماتجارب أو ماعدها القدرة تسافر وتتحمل الالم والموت وحكومتنا وقسد متناقرين مثل الضراير على الجزيرة السورية الا شمال شرق سوريا.. علما أنه للي عنده مال سيارات الجيش الوطني تعبر بالعناصر بالسلاح من راس العين عبر مناطق قسد للشامية.

وتابع: مبلغ صغير من المبالغ الي قام تتبرع بيهم الحكومة للمحافظات المدمرة وفرز أطباء مختصين قادر يكون عون للمرضى على هذا الابتلاء ويخفف آلامهم. لأن فوق القهر والبلاء تخيل يكون أغلي انسان عليك قاعد يتألم ويموت ع البطيء وانت عاجز عن فعل أي شيء، لأن الساسة ملتهين بتقاسم ارض دفعنا ثمن حريتها شبابنا وعمرنا وزينة ولدنا، وتهجرنا وانقصفنا ومتنا تا يجون يتقاسمون التركة اولاد سلطات الأمر الواقع كانه إرث ال خلفهم.  وأي تقاعس من الحكومة بالملف هذا تكون مثلها مثل مافيات التهريب.

بالمقابل أطلق ناشطون محليون من تل أبيض “حملة يـد بـيد” لتسليط الضوء على معاناة مرضى السرطان بالمنطقة، جاء فيها:

– انقذوا مرضى السرطان في نبع السلام / تل أبيض

– أكثر من 155 حالة مسجلة، وما خفي أعظم.

إلى وزارة الصحة السورية:

لقد تقطعت بنا السبل للوصول إلى دمشق وأرهقتنا تكاليف العلاج الباهظة، نحن نموت مرتين مرةً من ألم المرض ومرةً من وجع الانتظار وقلة الدعم. نحن بحاجة عاجلة إلى:

– فتح مراكز لعلاج السرطان في تل أبيض

– توفير الأدوية والدعم الطبي اللازم

– ممرات إنسانية لتلقي العلاج في دمشق

كل يوم يمر يمثل تهديداً لحياة مئات المرضى بينهم أطفال ونساء. ارحموا من تبقى منا.

فيما قال الدكتور فراس ممدوح الفهد من الرقة: أن مجموعة من المتبرعين والناشطين قد أخذوا على عاتقهم إطلاق مبادرة تهدف لتأمين وسائل نقل مجانية من تل أبيض إلى دمشق خاصة بمرضى السرطان.

وتابع: فريق بذرة خير، فاعل خير يوفر،25 شقة مفروشة مجانًا لاستضافة مرضى السرطان الذين سيتم نقلهم عبر تركيا إلى دمشق، سيارات نقل مجهزة لنقل المرضى من السكن إلى المشفى، طبيب مشرف داخل السكن لمتابعة حالة المرضى الصحية. وأكد الفهد مخاطبا مرضى السرطان بتل أبيض: أنتم لستم وحدكم، نحن معكم دومًا.

التعليم والمفاضلات الجامعية لم تكن بالحال الأفضل بالمنطقة نتيجة عدم فتح معابر وطرق رسمية بين جغرافيات محافظة الرقة “نبع السلام، قسد، الحكومة السورية” وهو ما ألقى بظلاله على الطلاب من حملة الشهادة الثانوية المتقدمين للمفاضلة للعام2025, وأطلق ناشطون محليون مناشدة للحكومة السورية، جاء فيها :

نحن طلاب منطقة نبع السلام – تل أبيض / الرقة المحاصرة، نرفع صوتنا إلى وزارة التعليم العالي، بعدما بات أكثر من 2500 طالب وطالبة محرومين من حقهم في استكمال مسيرتهم الدراسية نتيجة الحصار المفروض على المنطقة.

مع العلم أن هناك فرعًا لجامعة حلب في تل أبيض، إلا أنّ المفاضلات لهذا العام لم تشمل منطقتنا، ما زاد من معاناة الطلبة وضيّع مستقبلهم الدراسي.

ـ نناشد الجهات المعنية والهيئات التعليمية بسرعة التحرك وإنصاف طلاب تل أبيض، وفتح المجال أمامهم لمتابعة تعليمهم أسوةً ببقية المحافظات. التعليم حق.. وليس منّة

زر الذهاب إلى الأعلى