المعابر في الرقة والجزيرة السورية: آمال معلقة وحلول أبوابها مغلقة
المعابر ليست مجرد ممرّات، بل شريان حياةٍ للناس

العربي القديم – الرقة | أسامة عبد الكريم الخلف
أغلقت حواجز أمنية تتبع لوزارة الدفاع السورية منتصف الأسبوع الماضي، المعابر البرية والنهرية التي تؤدي إلى محافظتي الرقة ودير الزور، قبيل الاشتباكات التي حدثت في منطقة الشيخ مقصود والأشرفية بين قسد والأمن الداخلي في حلب، التي أغلقت الطرق والمعابر بمحيطها بالإضافة لمعبر دير حافر الرابط بين الرقة وحلب والتي أفضت بعد اشتباكات استمرت ليوم واحد لاتفاق بين الطرفين، وأعيد فتح الطرق لاحقا بعد يومين من الاشتباكات.
وتوجه وفد عسكري أمريكي ضم الأدميرال براد كوبر، والمبعوث توم باراك وشخصيات رسمية من قسد على رأسهم مظلوم عبدي وروهلات محمد، عقد على إثرها اجتماع مع وزيري الدفاع والخارجية السوري، وتم الاتفاق على إنهاء التصعيد ووقف إطلاق النار وفتح المعابر المغلقة مؤخرا.
بالمقابل ولليوم العاشر على التوالي ماتزال معابر
تربط بين مناطق الحكومة وقسد مغلقة وهي:
.طريق الرقة معدان: مغلق إلا لحالات إنسانية وطبية
معابر دير الزور النهرية: تعمل ومفتوحة للعبور حتى المساء دون تغييرات.
معبر البريد في الميادين: لا جديد، مازال يعمل ومفتوح بشكل طبيعي.
الجسر الترابي في دير الزور: آخر تحديث المساء يؤكد أنه يعمل بالاتجاهين.
طريق حلب – دير حافر مغلق.
طريق الرقة – دمشق بمنطقة أثريا مغلق.
وهو ما أثار حملة محلية في مناطق متعددة من الجزيرة السورية، وبالتحديد الرقة الأكثر ضررا، والتي انعكس عليها الأمر سلبا وعلى سكانها المحليين .
وكتب الأستاذ أحمد رشاد على صفحته على موقع الفيسبوك :
لماذا الرقة وحدها تدفع الثمن؟؟؟؟
إغلاق المعابر من اي جهة كانت وفي كل الاتجاهات هو تقطيعٌ لأوصال البلاد، وقهرٌ للعباد.
ألم يحن الوقت كي تستريح هذه البلاد؟ أما آن لنا ان نسير دون ان نتوسل هذا وذاك؟؟ هل سنُحصار ذات يوم؟؟! هل ضروري نُصاب بالسرطان كي يُسمح لنا بالعبور؟ لماذا تُرغمون الناس علی الاحتيال والكذب من اجل الحصول علی تقرير طبي؟
فيما كتب حسن الخابور الإداري في مكتب النقل بالرقة :
منذ أيام، ما تزال المعابر المؤدية إلى الداخل السوري مغلقة أمام الأهالي والطلاب، تاركة خلفها وجع الانتظار وحيرة الطريق.
طلاب حُرموا من جامعاتهم، ومرضى ينتظرون العلاج، وعائلات تبحث عن وسيلة للقاء أحبّتها. المعابر ليست مجرد ممرّات، بل شريان حياةٍ للناس… فليُفتح الطريق أمام المدنيين، ولتُترك السياسة جانباً أمام معاناة الإنسان.
وأضاف بمنشور ثانٍ:
إذا كانت المفاوضات بين الطرفين تسير بالشكل الصحيح ولا يوجد أي خلاف، فما ذنب الأهالي من إغلاق الطرقات دون أي تصريح رسمي؟
إغلاق الطرقات المفاجئ أربك حياة الناس، وعطّل مصالح المرضى والطلاب والعاملين. من حق المدنيين معرفة الأسباب، ومن واجب الجهات المعنية توضيح الحقيقة بشفافية بدل ترك الناس في حيرة.
على صعيد متصل مازالت منطقة نبع السلام بريف الرقة الشمالي تلاقي الأمرين بسبب إغلاق المعبر الواصل بينها وبين باقي مناطق ريف الرقة ومدينتها الواقع تحت سيطرة قسد، وهو أمر ألقى بظلاله على سكان تلك المنطقة الواقعة تحت سيطرة فصائل من الجيش الوطني، دون أي حل قد ينهي المعاناة، وأبرز تلك الظواهر :
مرضى السرطان البالغ عددهم 145 يلاقون صعوبة بالتنقل وغلاء طرق التهريب. الواقع التجاري والاقتصادي المنعدم نتيجة عدم وجود طرق ومعابر لوصول البضائع. أزمة الطحين والخبز التي مازالت مشقة كبيرة في تأمينها.