من نساء نتنياهو إلى أطفال حارم: كيف يمكن تمرير هذه الأكاذيب بالصوت العالي؟
من حرر الأطفال من صيدنايا لا يعتقل طفلا، لا علوي ولا غيره. ليس خوفاً منك، بل لأن هناك فارق كبير بين ثائر وشبّيح

بلال الخلف- العربي القديم
في عرض من عروض العصفورية السورية كما يحلو للصحفي ماجد عبد النور وصفها، ظهر عرض مجّاني للتهريج السياسي، أطلت علينا شخصية وقحة بماضٍ تشبيحي لا يُخفى حتى على خرائط جوجل، وبلسان أطول من تاريخها، صارت تصرخ وتزمجر بوجه محافظ السويداء الدكتور مصطفى البكور… الدكتور الذي لو كان هناك جائزة نوبل لطول البال، لنالها بالإجماع وصار رئيس لجنة الحكماء في الأمم المتحدة!
البكور لو عين مسؤولاً عن طابور فرن بآخر الشتوية، سيرجع الناس على بيوتها “شبعانة خبز ورايقة”. لكن لا… المدام كان تريد “شو” عرضاً مسرحياً يحبس الأنفاس… بدأت بكذبة وقالت: في طفل علوي عمره سنة وسبعة أشهر بسجن حارم!
حارم؟ بحمص؟
لأ يا عيوني، حارم فوق إدلب بشوي، يعني بدها طيارة كي تصل إلى هناك!
من حرر الأطفال من صيدنايا لا يعتقل طفلا، لا علوي ولا غيره. ليس خوفاً منك، بل لأن هناك فارق كبير بين ثائر وشبّيح، بين حُر ومرتزق… وبين مجرم بنى نظام حكمه على الوحشية والإجرام والقسوة وبين من يتحرى أسس العدل في حكمه، حتى وإن قصر في بلوغها في ظروف ما أو مرحلة ما.
وإذا فكرت الكذبة خلصت هون، لا… لسا بدها توصل هوليود.
قال في نساء إسرائيليات معتقلات بسجن حارم!
تخيّل يا عزيزي القارئ، نتنياهو يرسل بناته سائحات إلى الشمال السوري، وبالصدفة بينخطفوا! هل كنّ بمهمة سرية لجمع الزيتون في جبل الزاوية؟ أو يصورون مسلسلا جديدا من إنتاج نتفليكس اسمه “نساء تل أبيب خلف الأسلاك”؟
بصراحة… حتى دراما رمضان خجلت من هذه الكذبة.
ولنكمل على بركة الله:
نساء إيران أيضاً في الأسر.
يا سلام! من وين جبناهم؟ من مطار طهران الدولي؟
رجالهم عم يهربوا منّا، فكيف نسوانهم؟ ولا جايين يعملوا فيلم نسائي بعنوان “قناصات قم في إدلب”؟
كل هذه القصص كي تصور نفسها بطلة، كي تسحب تعاطف المتابع، حتى لو الكذبة تزن طناً. لكن نحن لسنا جهلة، ومش كل صراخ اسمه بطولة، ومش كل وقاحة اسمها جرأة.
ولكِ نقول: إذا انت قررتِ تتنازلي عن احترامك لأنوثتك وتطلقي بذاءات صوتك العالي، فهذا الشيء يخصّك. لكن عندما تنطقين الكذب، وتمرريه كأنه حقيقة تم إثباتها، فهنا لنا وقفة، ليس لنصحح فقط … بل لنفضح.
وختاماً، خلينا نرفع القبعة (أو طنجرة الضغط!) للدكتور مصطفى البكور، الذي طول باله إلى هذه الدرجة المدهشة. هذا لا يستحق نوبل، بل يستحق تمثال نحاس في وسط البلد، مكتوب عليه: “هنا وقف الدكتور البكور، استمع لكذبة نساء نتنياهو، وبلعها… بكاسة شاي، وبسمة خفيفة، وقال: عادي، مروا علينا أغرب منها.”