نصوص أدبية || الذي أحرقوه حياً! (قصة قصيرة)
قصة: المعتصم الخالدي
لم يكن الطريق إلى بيت أم حسن بعيدا، بقدر ما كان ظل حسن نفسه يراودني طيلة الوقت ويشغلني عن مزايا الطريق وجماله.. وكأن صوته يرافقني في رحلتي إلى زيارة أمه وكأنه يريد أن يعتذر منها، أو لعله يريد أن يودعها وهو الذي لم يتسنى له ذلك، فوداع الأمهات هو آخر أمنيات الإنسان، وهو الذي كان يلفظ اسمها حتى في آخر دقائق حياته القصيرة أصلا.
حسن ذاك الشاب نحيل الجسد ضعيف البنية صاحب الوجه الأسمر الوسيم، طفولية ملامحه تجعله محبوبا ولطيفا وبساطة
معشره توحي للآخرين بأنه شخص ساذج؛ إلا أنه على العكس من ذلك تماما فهو يحمل داخله الكثير من العمق والحزن في آن معا.
لم تكن الظروف التي عرفتني على حسن جيدة إطلاقا، فلقاؤنا الأول كان في زنزانة صغيرة جدا بمعتقل كبير وقذر حيث يكون الإنسان هنا رخيصا وقابلا للتعذيب والموت في أي لحظة، وهنا بالذات تكون معدلات القهر في الفضاء أكبر بكثير من نسبة الأوكسجين والهواء الذي بالكاد نستطيع تنفسه، في زنزانة يقبع فيها الكثير من المقهورين أمثالي وأمثال حسن.
في المعتقل أوكسجين شحيح. يحكمك الخوف ويطاردك شبح الموت وأصوات جلاديك، تلك الأصوات التي تكرهها وتحتقر النبرة العالية التي تصدر من صراخ السب والشتيمة والإهانات التي لا تتوقف، وتكسر في داخلك مرآة العزة والكرامة لا لشيء إلا لأنك اعتدت أن تكون حرا كريما لا تقبل الظلم في أي حال من الأحوال؛ فأساليب التحطيم النفسي والجسدي والمعنوي التي يتبعها السجان تحولك لإنسان مكسور وشخصية ضعيفة لا ملامح لها ولا عناوين محددة (كلامك صمت وصمتك كلام)، وأنماط الحيونة التي تمر بها مجبرا، ويتفنن الجلاد في استحداثها وتهيئتها لك أنت، تجعلك أقل آدمية وقد تنسى وسط كل هذا الجحيم أنك إنسان.
الزنزانة مخيفة وباردة، وحسن بقربي يرتجف وأصوات الآهات القادمة من غرف التعذيب تنذرنا بمصير مشابه، يقترب منا شيئا فشيئا ولعل ارتجاف أجسادنا لم يكن البرد فقط السبب الوحيد له، بل هو أيضا الرعب من القادم، رعب السياط ولكمات وصفعات سجانين يرون في عذابنا متعة ولذة.
ولم تكن حفلات الاستقبال التي يقيمها الجلادون للسجناء الجدد حفلات عابرة بل مستمرة ودائمة، وكان انتظارنا أي أنا وحسن لموعد استقبالنا في غرفة التعذيب المرعبة، انتظارا طويلا وحارقا للأعصاب، أما حسن فكان شديد الخوف من سجانيه لكثرة القصص التي سمعها من الناس عن طرق تعذيبهم الوحشية، وأن الكثيرين قضوا تحت التعذيب في ضيافتهم الكريمة، وأخبرني بعد سؤالي له عن كيفية وصوله وهو صاحب الوجه البريء إلى معتقل دموي يمتهن قتل الشباب وتعذيبهم. قال لي:
بأنه كان يستقل حافلة من قريته الريفية الجميلة إلى المدينة ليشتري بعض الأشياء اللازمة لأمه، وفجأة كان هناك على الطريق “حاجز طيار” استوقف الحافلة وفتشها وأخذ الهويات الوطنية والأوراق الثبوتية من الركاب ليصعد بعدها عسكري وينزل بعض الشبان من الحافلة وبالطبع كان منهم حسن، فتعرض للصفع والضرب ثم ليقيدوه ويعصبوا عينيه وينهالوا عليه بالشتائم وإلصاق التهم المعلبة والجاهزة كـ “أنت إرهابي” و”مندس” و”مجرم” الخ…..
وكيف يكون حسن إرهابيا أو مجرما؟؟!!!
وأثناء حديثه المطول عن قريته وأمه… أمه التي تحدث عنها كثيرا عن جمال وجهها وحسن ترتيب بيتها، وطعامها الريفي اللذيذ، وعن حنانها وطيبتها، لم تنضب دموعه طيلة حديثه. كل ما تمناه ألا تبكي عليه أو تذرف دموعا وتتعب لأجله.. لكن ما جال في خاطري في تلك اللحظة: بأن الأم ستبكي وكيف لا تبكي يا حسن.. إنها تبكي وتبكي..!
وفي غمرة عواطفه الجياشة وحنينه إلى ابتسامة والدته. يفتح عنصر باب الزنزانة ويدخل ينظر إلينا ويقترب ويمعن النظر في حسن ويصرخ فيه ما اسمك؟
– حسن
ويهز رأسه ويلتفت إلى سجين آخر وبلحظة أعاد نظره إلى حسن ليشير بإصبعه:
– أنت تعال معي
لم يتحرك حسن من مكانه بقي متجمدا على نفسه.
– ألم تسمع يا حيوان (لم يتحرك حسن)
-اقترب منه ورفسه على وجنته سحبه من شعره الكثيف وخرج به خارج الزنزانة، انقبض قلبي عليه وأحسست بأن ذلك الشاب الغض بسيط الملامح سيكون ضعيفا أملم بطش جلاديه وجبروتهم الزائف، وبأنه سيلقى منهم صنوف التعذيب والإهانة.
***
جسدي يرتجف وحسن تأخر بالعودة والزنزانة تزداد برودة، ونحن نزداد أنيناً، لا نعرف الليل من النهار، ولا الوقت عاد مهما بالنسبة لنا، فعقارب الساعة متوقفة لدينا منذ زمن لكنها أبدا لم تتوقف عند أمهاتنا وكل من ينتظر خبرا كاذبا كان أم صادقا عنا… وبالطبع فإن أم حسن كانت تنتظر ولدها وترقب الطريق الذي سيعود منه محملا بأغراض الدار وأغراضها من المدينة وتشعر أنه بخير.. قد يكون أملا تتعلق فيه لاستمرار صبرها وكيف لا تشعر الأم بوجع ابنها؟؟!
تمر الساعات والأيام وأنا انتظر. ما أبشع الانتظار عندما يتحول إلى مقصلة، انتظار حريتك في زنزانة قذرة في أبشع مكان على وجه الكرة الأرضية حيث لا طعام ولا ماء ولا هواء ولا كرامة، لا شيء إلا أنا وجسدي الذي تتعفن مساماته ويتحول إلى شيء من عظم وجدران زنزانة فيها الدم يكتب روايات أبرياء حفظت أوجاعهم وآهاتهم والأنين الصادر من أنفاسهم!!
وكم تسآلت في نفسي يا ترى كم بريء يلزم قربانا للحرية؟!
ومتى سيشبع السفاح والجلاد من شرب الدم هكذا دون أي رحمة أو إشفاق؟!
آخر الليل وبعد موجة كوابيس سوداء غزتني والبرد الذي نخر عظمي صوت قادم إلى الزنزانة. يفتح بابها على مهل يقتحم عسكري المكان ويرمي بحسن على الأرض، مضرجا بدمائه وكدمات التعذيب الزرقاء واضحة على ظهره وصدره والدماء تنزف من كل مكان من جسده المثخن بالجراح والضعيف اساسا؛ يئن من أوجاعه وجروحه ويلفظ حروفا ليست واضحة المعالم قد يكون اسما لأحد ما، ما تلك الحروف يا ترى؟
اقتربت منه ووضعت رأسه على قدمي لعله يستريح قليلا، يداه مخضبتان بالدماء وجرى قلع أظافره وقدماه مشوهتان. كانوا يطفئون سجائرهم في جسده لكي يتركوا أثرا دائما عليه حولوا جلده إلى الأزرق الداكن. عذبوه بوحشية حيوانية غير مفهومة، كيف يستطيع أن يعذب إنسان أو يشوهه هكذا ببساطة ودون أي رادع من أي نوع كان؟
أليس لهذا السجان أم كما لحسن أم تنتظره… ألم يفكر بوجع تلك الأم كما يفكر بأمه وحالها وأحوالها؟!
بقيت تلك التساؤلات معلقة في ذهني لا إجابات لا أعلم كمية الحقد التي تسكن جلادينا، وهل فعلا تجردوا من أدميتهم وتحولوا لشيء أخر لا يشبه النفس البشرية بشيء!
***
– حسن هل تسمعني يا حسن…؟
أحاول يائسا محاورته لكنه لا يقوى على الكلام. بدأت أفهم بعضا من الحروف التي يهلوس بها. حروف خ ض ر ة نعم لقد كونت اسما بأربع حروف اسم خضرة… لكن من هي خضرة التي يتفوه باسمها حسن؟
هل هي حبيبته ام اخته.. من هي خضرة يا حسن.. أجبني.. يومي برأسه فقط لم استطع فهم أي كلمة منه.
الثواني والدقائق والساعات تمر وحسن يزداد سوءا العرق يتصبب من جبينه ويصل كالسيل إلى صدره وبدأ يرتجف وكأن صاعقة ضربت جسده النحيل وشعرت للحظة انه سيغيب عن الوعي وقد افقد رفيق المعتقل في أي لحظة من لحظات الزمن الغادر الذي أوصلنا إلى هذه المأساة البشعة التي نعيشها.
كلما ازداد حسن ارتجافا ازدت انا خوفا وهلعا عليه وعلي بآن معا، ماذا عساي أن افعل وكيف استطيع انقاذ هذا المسكين؟
لم أجد حلا سوى الصراخ والطرق على باب الزنزانة الحديدي لعلي أفلح بإنقاذ حسن وإعادة اكسير الحياة إليه، هجمت على الباب كالمجنون وبدأت أطرقها بيدي وأركلها بقدمي وأصرخ وأصرخ… لكن لا أحد يستجيب لصراخي!
وكررت المحاولة مرة واثنتين وثلاث… ليصرخ أحد المعتقلين معنا ويقول: لن ينفعك هذا لن يردوا عليك وقد يكون مصيرك كمصير صديقك حسن.
لم أكترث لنصيحته تلك.. وعاودت المحاولة بصوت أعلى، وببكاء انهمر علي فجأة لعله خوفي على فقدان حسن او رحيله في مثل هذا المكان اليائس.. أين سيدفن يا ترى لو مات هنا!..
بدا صراخي مرتفعا للغاية حتى سمعه احد الحراس وجاء مهرولا إلى حيث مصدر الصوت في الزنزانة رقم سبعة، فتح الزنزانة ودخل وشدني من شعري وصرخ بي
– شبك يا حيوان.. ليش عم تصرخ
– حسن يا سيدي عم يموت
– ويموت.. للجهنم اللي تحرقك وتحرقوه
– بترجاك ساعدو ياسيدي
نظر نظرة ازدراء وقال:
– اي رح ساعده… وهلق بتشوف بعينك!
غادر العنصر الزنزانة وبعد دقائق عاد ومعه ضابط مسؤول عن المعتقل وصرخ بصوته المرعب
– مين اللي عم يموت؟
ركضت نحوه وقلت:
– أرجوك يا سيدي انقذ حسن أنه يموت.
رفع رأسه إلى الأعلى ثم قال:
– اشحطوه هو ورفيقه!
هجم علينا العناصر وسحبونا إلى غرفة لم تكن بالبعيدة عن زنزانتنا ولم يرحموا حسن وهو على تلك الحالة المزرية من المرض، ولم نكد لنصل حتى انهالوا علينا بالضرب والتعذيب ولم يبقَ أسلوب تعذيب وقهر لم يجربوه علينا. لم يكن بوسعي النظر إلى حسن لأطمئن إن كان ما يزال حيا أم أنه مات، وكم تمنيت أن يصمد جسده الهزيل أمام ضربات المغول الجدد وأن يمتلك الإرادة ليعيش ويحيا وينتصر عليهم.
جاء صوت من بعيد.. توقفوا عن ضربنا وابتعد العساكر عنا قليلا. دخل رجل ضخم الهيئة عريض الوجه دميم الخلق، اقترب مني وتمتم قائلا:
– مين بدك ننقذ يا حلو
نظرت إليه نظرة خوف وأشرت إلى حسن المرمي على أرضية وسخة مليئة بالدماء. هز رأسه ذاك الرجل وقال ضاحكا: – خلينا نشوف كيف رح احمي من الموت يا قبضاي.
ثم نهض واقترب من حسن وصفعه على وجهه وأعاد النظر إلي، وصرخ بالعنصر أن يأتيه بقارورة موجودة في مكتبه ذهب العنصر وعاد مسرعا ومعه تلك القارورة التي على ما يبدو كان فيها وقود كالبنزين… ولكني لم يخطر في بالي أنه سيفعل ما فعله أمامي. فتح تلك القارورة وشمها وتطلع إلى حسن وإلي مباشرة بعدها، من ثم صب كل ما في القارورة من سائل على بطن حسن وصدره، ما هو الذي سيفعله ذلك المجنون!..
دس يده في جيبه وأخرج عود ثقاب.. أشعله ورماه على جسد حسن الشاب المسكين اشتعلت النار بحسن وجسده
– آه يا الهي.. ما هذا بحق السماء أي جنون ذاك الذي يدفعك لحرق الإنسان حيا.. أي وحشية وسفالة وانحطاط!!!!
بدأت أصرخ بشكل هيستري أمام مشهد صديقي يحترق.. أصرخ: لا لا تطفئ الشمس لا تطفئوا عيني حسن… لالالا… وأنا أبكي وأبكي ولا أدري ماذا علي أفعل مع صوت صراخ حسن وأنينه الواهن.
نعم مات حسن.
مات محترقا… وأصبحت حقيقة مجردة من دون أي رتوش.. مات حسن حرقا وماتت معه البساطة وخفة حروفه وقليل كلامه.. مات فقط لأن سجانيه فهموا بأن عليه أن يموت وأن يطفئوا نور عينيه وقلبه وألا يرى الشمس بعدها.
مات حسن الذي لا يستحق الموت.. ليعيش من لا يستحق الحياة.
***
بعد وفاة حسن بشهر ونيف خرجت من المعتقل مريضا يجتاحني الجرب والأمراض الجلدية، لأخضع لعلاج مطول واستشفاء من آثار الاعتقال وعذاباته، بحكم أن عائلتي كانت من الأسر ميسورة الحال، لكني لم أنسَ وصية حسن المتمثلة بذهابي إلى بيته لأخبر أمه عنه. أوصاني في حال خرجت قبله أن أزور أمه لأطمئن بالها عليه وأخبرها أنه بخير، وعلى احسن ما يرام، وماذا عساي افعل الآن؟؟ ماذا سأقول لها؟ كيف أخبرها بوفاة حسن تحت التعذيب.. ومن أين سآتي بالكلام والمفردات وتعابير المواساة الباردة الواهنة؟!
اقتربت الحافلة من آخر محطاتها حيث سأنزل انا في قرية حسن، وسأقوم بالبحث عن بيت أمه. لعل المسافة إلى بيتها تلهمني الطريقة التي سأخبرها عن تلك الفاجعة التي ستعصف بقلبها الطيب، كم تمنيت في نفسي ألا أرى دموعها منهمرة على خديها. ألا أسمع نحيبها وعويلها. تبدو الدنيا صغيرة جدا عندما تبكي أم على ولدها، فمنذ وجود هذه الأرض كانت الأمهات يذرفن دموعهن على أبنائهن بأسى ومرارة الفقد لا تعادلها مرارة، خاصة في ذاكرة الأم التي لا تشفى عادة من الصور والذكريات.
ترجلت من الحافلة مهزوزا وسرت بضع خطوات لأتوقف واحاول استنشاق الهواء وامعنت النظر فيما حولي لا شيء كما هو، بدأت بالسير ورحت اسأل الناس عن بيت أم حسن ومن شخص لأخر حتى وصلت لبيتها بيت ريفي عتيق تقدمت من بابه الحديدي القديم وطرقته لأسمع صوتا ليس بالبعيد ينادي: تفضل يما تفضل
دفعت الباب ودخلت وإذ بسيدة جميلة بثوب ريفي بسيط وابتسامة لطيفة، لتبادر وتقول:
– هلا يما تفضل
اقتربت منها وحنوت لأقبل يدها سحبتها واستغفرت الله ..وضعت يدها على كتفي وسألت:
– من وين جاي يما.. الك حاجة عندي لاقضيلك ياها؟
تلعثمت ولم أدرِ ما أقول. نظرت إليها مجددا وطلبت كأس ماء، وعلى الفور ذهبت وأحضرت الماء وطلبت مني أن أجلس على كرسي من القش، جلست صامتا مرتبكا لا أقوى على نطق الحروف وترتيبها.
وقفت تلك العجوز ودخلت إلى بيتها ولم تتركني لدقائق حتى عادت وبيدها ابريصق شاي وكأسين وضعت كأسا امامي وصبت لي الشاي وقالت بلهجتها المحببة:
– يما انا جولانية وبحب الشاي ثقيل مش تعيب علينا
ابتسمت ابتسامة خفيفة ورشفت بضع رشافات من كأس الشاي وضعت الكأس على الطاولة الخشبية التي امامي
عادت أم حسن لتنظر إلي قد تكون تساءلت عن فحوى زيارتي إليها وأنا الغريب الذي لا تعرفني في السابق.
هممت لأقول شيئا فقاطعتني وقالت:
– انت بتعرف حسن؟
هززت رأسي بالإيجاب وقد سقطت دمعة على خدي من غير شعور
عقدت حاجبيها وأخذت نفسا عميقا وأردفت قائلة:
– حسن مالو هو بخير صابو اشي.. يما لا تقلي حسن مات!
عند هذه الجملة الأخيرة لم استطع مقاومة دموعي او إمساكها بدأت ابكي كالأطفال وتذكرت أن أمامي ام الشهيد. فمسحت دموعي سريعا وحاولت استدراك الموقف فخطوت بضع خطوات إليها وقبلت رأسها، ويدي تمسك يدها بحرارة حب الولد لامه واشتياقه إليها بعد غياب
وبعينيها الواسعتين نظرت إلي وقالت:
– ليش بتبكي يما لا تبكي انت زلمة وين راح حسن ماهوي شهيد يما حسن شهيد
تركت يدها وهممت بالمغادرة وعند اول خطواتي نحو الباب صاحت بصوتها الحنون:
– يما يما
التفت إليها وإذ بها تأتي لتعطيني رغيف خبز وحبة بندورة طازجة وهي تشرح لي بأن الطريق طويل وقد اجوع خلاله
– خلي معك هذول يما يمكن تجوع ع الطريق اصلو طويل للبلد.
انحنيت وقبلت يدها. غادرت مودعا روحها وعينيها. غادرت وحسن وفي بالي تلك الشمس التي لم يرها… لم يرها حسن مجددا.