العربي الآن

الحية الإيراني ومشعل المقطوع الصلات: خليفتا السنوار في مواجهة التحديات والأزمات

العربي القديم – متابعات

وصف معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى مقتل يحيى السنوار في غزة بأنه: “ضربة قاسية لـ (حماس) وإنجازاً عسكرياً ونفسياً كبيراً لإسرائيل”.

واعتبر المعهد في تنبيه سياسي كتبه غيث العمري ونعومي نيومان، بأن تداعيات مقتل السنوار سيكون لها تأثيرات “على هيكلية قيادة “حماس” وديناميكياتها، ومسارها الاستراتيجي، وسيطرتها المستقبلية على غزة، فضلاً عن إطلاق سراح الرهائن ومحادثات وقف إطلاق النار”.

وتحدثت الدراسة  التي حملت عنوان: ” كيف يمكن أن يغيّر مقتل السنوار مجرى الحرب” عن أزمة قيادة ستواجهها حماس معتبرة أن القيادة المتبقية في غزة: ” لا تضم شخصية قادرة على خلافة السنوار. ومن المؤكد أن يأتي الزعيم القادم من قيادة الحركة في الدوحة، حيث يتبنى المرشحان الرئيسيان وجهات نظر مختلفة بشأن مسألة وقف إطلاق النار وتحالفات “حماس” الإقليمية، وخاصة مع إيران”. ومضيفة أنه على الصعيد العسكري تحديداً: “لا توجد شخصية حالياً تتمتع بالمكانة العسكرية التي كان يتمتع بها السنوار، خصوصاً بعد مقتل كل من مروان عيسى ومحمد الضيف في وقت سابق من هذا العام على يد إسرائيل. والمتنافسان المتبقيان هما عز الدين حداد، رئيس الجناح العسكري لـ “حماس” في شمال غزة وعضو المجلس العسكري للحركة، ومحمد السنوار، شقيق الزعيم الراحل ويده اليمنى، الذي برز لدوره في اختطاف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط عام 2006. إن تقسيم العمل بين الاثنين ليس مستبعداً”.

مرشحان مختلفان على إيران

وعن المرشحين المحتملين لقيادة الحركة وهما خليل الحية وخالد مشعل، قال معهد واشنطن للدراسات، لا فتاً إلى تباين علاقتهما بإيران:

خليل الحية، الرجل الثاني في “حماس” بعد السنوار، كان حليفاً وثيقاً للزعيم الراحل ورأس وفد الحركة في مفاوضات وقف إطلاق النار، فضلاً عن محادثات المصالحة الأخيرة مع حركة “فتح” المنافسة. ومن المرجح أن يسعى لمواصلة مسار السنوار سواء في جبهة الحرب في غزة أو في الحفاظ على التقارب مع إيران. أما خالد مشعل، المرشح الآخر المحتمل، فقد شغل سابقاً منصب زعيم “حماس” لفترتين، وعلاقاته مع إيران معدومة عملياً، وقد حاول منذ فترة طويلة إبعاد “حماس” عن المحور الإيراني وتقريبها من أصولها في جماعة “الإخوان المسلمين”. ومن المرجح أن يكون أكثر اهتماماً بالتوصل إلى وقف إطلاق النار وبالتالي الاستفادة منه دبلوماسياً من خلال وضع “حماس” كطرف فلسطيني لا غنى عنه في الحوار. ومع ذلك، لا يتمتع أي من هذين الزعيمين بالقدرة أو العلاقات اللازمة التي تمكنه من السيطرة الفعالة على الجناح العسكري في غزة”.

ازدياد الغضب تجاه “حماس”، ومعارضتها

وخلصت دراسة معهد واشنطن لسياسيات الشرق الأدني إلى أن هناك تأثيرات عديدة لمقتل السنوار، بعضها على المدى القصير وبعضها على المدى الطويل وقالت في هذا السياق؟

على المدى القصير: سيؤدي مقتل السنوار بلا شك إلى إحداث فوضى إضافية بصورة عملية، وقد تكون له تداعيات خطيرة محتملة على الرهائن. وستسعى القيادة المتبقية لـ (حماس) إلى إظهار عدم تراجعها من خلال إطلاق الصواريخ على إسرائيل وتكثيف جهودها لزعزعة استقرار الضفة الغربية، على الرغم من أن قدرتها على القيام بأي من الأمرين قد تكون محدودة. ومن الممكن إلحاق الأذى بالرهائن إما كعمل انتقامي أو لفرض تكلفة على إسرائيل.

كما أن تأثير مقتل السنوار على الرأي العام في غزة تستحق المتابعة. فالتكاليف الباهظة للحرب تسببت فيما يبدو في ازدياد الغضب تجاه “حماس”، وكذلك تجاه إسرائيل، كما أن الخوف من الحركة لا يزال قائماً. ومن المرجح أن يشجع هذا الاغتيال بعض سكان غزة على التعبير عن معارضتهم بشكل أكثر علانية.

على المدى الطويل: قد يتحوّل مقتل السنوار إلى تغيير جذري يفتح المجال أمام مبادرات سياسية. وكان يُنظر إلى السنوار على أنه العقبة الرئيسية أمام اتفاق وقف إطلاق النار من جانب (حماس)، وقد يفتح غيابه الآفاق مجدداً لتحقيق ذلك. وبالفعل، عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خاطفي الرهائن خيار الاستسلام وهم على قيد الحياة. كما أشار الرئيس بايدن إلى إمكانية تحقيق انفراجة. ولكن لكي تنجح هذه الأفكار، يجب ترجمتها إلى سياسات عملية في أقرب وقت ممكن.

زر الذهاب إلى الأعلى