سجل النكبات السورية: ألا يحق لنا الفرح؟
تحرك شباب كانت تربيتهم مختلفة عن الرعيل الأول. جيل غير جيل البعث والانتفاع
أيام تاريخية في ولادة سورية الحرة.
٦٠ عاما في براثن عائلة جاءت غريبة وعادت منهزمة منبوذة. لن أجلد ذاتنا لكننا كنا السبب.
في البداية قبلنا جسر التجييش بقبول أحمد الخطيب جسر عبور حافظ الأسد. ثم بقبول أحمد كفتارو الذي عينه البعث مفتيا منذ عام 1964، وأسلمة حافظ الأسد.. ونمو تيار تجاري في دمشق خاصة وحلب يتحالف مع السلطة وغطاء ديني تحرص السلطة على وجوده إو إيجاده.
لعله غياب وعي الفترة كاملة وخلو سوريا من قادة وفكر. علهم كانوا يرتعون في نشوة المصالح التي أتاحها حافظ، والدور الدولي الذي تم إعداده له. جاءت انفجارات حماة ودخول المساجد، وأخمد الحراك بالقوة. حتى اندلعت أحداث الثمانيات واهتز النظام. لكن قوة الارتزاق كانت قد نمت وتجذرت. لعبت القوى الإقليمية في امتصاص الفاعلين وتدجينهم. وكانت مجازر حماة وجسر الشغور والمشارقة في حلب. في الحقيقة كان حافظ ذكياً كونه كان يقرأ في دفتر إعداده، وليس من وحي ذكائه النبيه. نفذ المخطط فكان الصمت.
في حرب الخليج الأولى، كان تصريح هنري كسينجر مهم عندما سؤل ما هو أخطر وأهم ما تواجهونه؟ أجاب. انكشاف عملائنا مبكرا.
أعود لأقول أن الكارثة في إعادة قوة الأسد كانت في تغير قواعد اللعب في المنطقة. هي نحن السنة الذين تم تدجينهم في الخليج وتحولت نخبتهم إلى تجارة ورؤوس أموال. فتح لها بابا عن طريق البوطي في العودة وجوائز ترضية لا يقبلها إلا ساذج. معاهد الأسد لتحفيظ القرآن مع إطلاق يدها في الجمعيات الخيرية. وكان أقصى حلمهم هذا. حيث ورد في فيديو لهرم سني. إن أعظم عمل منذ عصر النبوة هي معاهد الأسد لتحفيظ القرآن. وكانت الكارثة. نزل عبد الفتاح أبو غدة وقابل الرئيس الذي لم ينظر إليه مطلقا قابله ووجهه إلى النافذة. وهنا تمت مرحلة الذل الثانية بعد وفاة باسل وتأهيل بشار . يحكى ان ٣٠٠ الف سوري كان قد اخفاهم حافظ الأسد.
أعبر إلى الثورة مباشرة وتداعياتها قامت الثورة على أكتاف شباب صادق، لكن للأسف كانوا نتاج تربية عميقة لسلوك النظام. احتوتهم دول وقسمتهم إلى فصائل ومال ودعم حتى تشتتوا. وتم المخطط في دمار بلد لا يحلم به عدو، وعاد النظام ليقوى رغم ضعفه حتى في ساعاته الأخيرة كان يطمع في دعم.
لكن المتغير الأساسي الذي كان الحاسم في مساحة أهملت دوليا بقصد، هو قرار امريكي انتقالي وعدم تصدير أزمة للحكومة القادمة. فقد تحرك شباب كانت تربيتهم مختلفة عن الرعيل الأول. جيل غير جيل البعث والانتفاع… جيل آمن بالله والإعداد والنصر وكان الانهيار.
فلنفرح ولنبنِ سوريا المستقبل.