فنون وآداب

نصوص أدبية || عساي أبدو.. كشجرة زيتون

الآن... كلّ الهدايا مصفوفةٌ أمامي

شعر: خير الدين عبيد

لا وقتَ لي لتزيين منفاي

فالزَّائرون الفرحون قد يصلون

قبل أن أنتهي من مسحِ الذكرياتِ البائسة

عن الدَّروب.

رتَّبتُ وجهي

لبستُ كنزتي الخضراءَ وبنطاليَ البنّي

وشربتُ كأسَ ماء

عساي أبدو.. كشجرة زيتون.

الآنَ

كلّ الهدايا مصفوفةٌ أمامي

إبرةُ أمّي التي كانت تَخيطُ بها بدلاتِ العرائس،

خيمَ النازحين، وفتوقَ القلب.

كمانُ أبي، وبجانبه علبةٌ معدنيّة

فيها عشرةُ ألحان كان أَلَّفَها

أينَ القوس؟

سينزعُ من ظهره المحدودبِ قوساً.

قَصَبةُ خالي.. والمحبرة.

لاشكَّ سيكتبُ لي بخطّ الحنين: اشتقتُ لك.

أصابعي لأُمشِّطَ شَعرَ حبيبتي الشَّائب.

عنكبوتةٌ، الحبيبةُ الوحيدةُ للسجين الانفرادي في زنزانته.

سكاكرُ ملوَّنةٌ للأفواه الصّغيرةِ التي لم تذقْ طيلةَ أربعةَ عشرَ عاماً غيرَ الغبارِ والخوف.

مولّدةٌ كهربائيَّة للحيّ.

حائطٌ للعصفور الدُّوريّ.

حكايةٌ لجدَّتي التي فقدتْ ذاكرتَها.

أولادي بلغتهم الجديدة، ودهشتِهم.

طوابعُ بريدٍ لابنة أخي التي ماتت وهي تحلمُ بمراسلةِ النجوم.

قمرٌ لأختي مها.

وشمسٌ جديدةٌ.. لي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى