فنون وآداب
نصوص أدبية | تلويحة من بعيد

شعر: محمد المير إبراهيم
خَفِيفٌ
كَما قَلْبِ عَاشِقَةٍ صَغِيرَةٍ
تَرَكَتْ لُعْبَتَها فِي زَاوِيَةِ البَيْتِ
لِتَمْشِيَ فِي أَحْضَانِ حَبِيبِها
مَمْسُوسًا
بِطَعْمِ أَجْنِحَةِ النَّسْرِ
بِحُلُمِ الحَقِيقَةِ
وَزَهْرِ البَابُونَجِ الطَرِيِّ
مُخْفًى
بَيْنَ الكَلَامِ وَالسَّمْعِ
فِي صَدَفَةٍ غَارَتْ
بَيْنَ صَخْرِ القَاعِ
مَصْهُورًا
فِي الذَّاتِ
فِي رَيَاحِينِ مَنْ رَحَلُوا
فِي النَّدَى المُتَخَمِ ضَوْءًا
فِي قَطْرَةِ المَاءِ المُتَطَايِرَةِ
مِنَ النَّبْعِ فِي رَأْسِ الجَبَلِ
فِي الطُّرُقَاتِ المُكْتَنِزَةِ
خُطُوَاتٍ وَخُطُوَاتٍ
أَصْرُخُ مُنَادِيًا
يَا أَعْشَاشَ القُبَّرَةِ
يَا ظِلَّ الخَرِيفِ فِي آذَارَ
يَا رَائِحَةَ الصَّنَوْبَرِ المُحْتَرِقِ
بَيْنَ صَفِيحَتَيْنِ
يَا حَبَّ الوُجُودِ
بَيْنَ أَصَابِعِ أُمِّي وَرَغِيفٍ أَسْمَرَ
أَنَا آتٍ
أَنَا آتٍ