تاريخ العرب

دروس التاريخ: إنما يبكي على الحب النساء

عبد الرزاق الحسين – العربي القديم

كان رد الاعرابي (قاتل زيد بن الخطاب) في حروب الردة، قبل أن يسلم  على عمر بن الخطاب عندما أشاح بوجهه عنه. فلحقه الأعرابي وأمسك بيده…  فقال عمر: إني لا أحبك. فأردف الأعرابي: هل ينقص هذا من حقوقي؟ أجاب عمر:  لا. فقال: إنما يبكي على الحب النساء.

لو أكملنا من هنا…. لعل (عبقريات العقاد) رغم توجهها في إطار ايديولوجي خاص به،  كانت من أجمل ماكتب في تاريخ الخلفاء الراشدين. تابعت كثيرا مما كتب عن سيدنا عمر بن الخطاب في السياسة، في العدل والقانون، في إدارة الامصار، في مراقبة السوق، في الرحمة والقسوة العادلة  في أمن المجتمع.

في معايير اليوم، لعل ماميز عمر في إدارته  عنصران  الكفاءة  والأداء. وقد تحقق ذلك في ملازمة الرقابة. لا يقبل الشك في عامل ولو لم يصح ولا اتهام. كان يرى ذلك يضعف الحاكم او يحرفه عن دوره  في إقامة العدل. قصة المغيرة  عندما اتهم بالزنا  كان العزل رغم ثبوت بطلان الاتهام.

عقبريته في تعليق الحد  في السرقة رغم النص  ففهمه تجاوز النص إلى روح العقوبة وهي تهديد أمن المجتمع  في حالة السلم والاكتفاء  وعدم وجود عوز.  (أعجب لمن لا يحمل سيفا في وجه عامل أجاعه)

في بوساء  فيكتور هوغو . ذلك الطفل  جان فالجان  الفقير  الجائع   يقف أمام  فاترينا  تعرض خبزا وقد  احتكت جدران أمعائه جوعا وألما  ليسرق رغيفا كلفه سجن وعقوبة وانحراف . فلم لا تقوم ثورة. وقد أطلت ماري انطوانيت من النافذة وقالت  : ليأكلو كاتو  بدل الخبز   إن اقتراب الحاكم من الشعب يعني الاستقرار و السلم . في  السوق فرض رقابة. في الحيوان وضع قوانين واوزان يحتملها.  في الضرائب  في الرعاية الاجتماعية فرض  راتب للرضيع.  للشيخ  . فرض مرافق للكفيف  والكسيح. 

في استقرار الدولة لم يعين  قريباً. وأطلق نظام الحسبة والدوواين. عندما تراقب كل هذا في زمن ومكان تعجب من هذه الشخصية.

أعود إلى اليوم. وفي عصر تطور نظم الدول والقوانين الحديثة ماذا ينقص المسلمين اليوم؟ حاكم عادل يأتي بعده من يتم ويكمل. ماذا ينقص المسلمين اليوم الوعي لذاتهم؟ الوعي المجتمعي؟ إظهار القيم؟ الالتزام في القوانين؟ أليس الحاكم العادل أقرب إلى الله من المستبد ولو أقام شعائره.  الدول تقوم وفق مؤسسات وقوانيين وفق قيم  وليس بمشيخيات قاصرة.  لو كان معيار عمر معايير مشيخياتنا لما ولى عمرو بن العاص ولا كان أقام الحد على ابنه عندما صفع قبطيا.  الدعوة اليوم  لتولي التكنوقراط المؤسسات والساسة الدولة في مجالس خبراء واختصاص في كفاءة وأداء. 

كفى تيها وكفى جهلا… إنما يبكي على الحب النساء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى