الرأي العام

شرط العمل في المؤسَّسات الصُّهيونيَّة

ترى اليوم كثيرًا من موظَّفي عزمي بشارة يعزفون دائمًا على وتر نقد الحكومة السُّوريَّة أو السُّخرية من بعضها قراراتها بحجَّة النَّقد

د. مهنا بلال الرشيد – العربي القديم  

كنتُ أقرأ في كتاب الاقتصاد السِّياسيِّ للصُّهيونيَّة (المعجزة والوظيفيَّة) لمؤلِّفه الدُّكتور عارف سمارة فوجدت فيه حديثًا عن نشأة الاقتصاد الصُّهيونيِّ من رحم الرَّأسماليِّة والنِّظام العالميِّ الجديد؛ لذلك تبدو علاقة الصَّهاينة الأوائل وثيقة بكثير من رجال الدُّول العظمى الَّذين صاغوا هذا النِّظام بشكله الرَّاهن بين الحربين العالميَّتين الأولى والثَّانية، وأمَّنوا هيمنة الإمبرياليَّة عليه أو على جزء كبير منه بطريقة تشبه المعجزة. وقد ارتبطت خريطة العالم الجديدة بهذا النِّظام، وخضعت لهيمنة المتحكِّمين به، ودانت لنظامه الاقتصاديٍّ أو النَّقديٍّ الجديد حتَّى صارت البطاقات المصرفيَّة أو بطاقة الصَّرَّاف الآليِّ وتطبيقات التَّحويل والمحاسبة الإلكترونيَّة والحوالات المصرفيَّة الإلكترونيَّة مع العملات الإلكترونيَّة والورقيَّة أحدث أشكال هذه الهيمنة؛ وذلك لارتباطها بالمصارف والشركات العالميَّة العظمى والأوراق النَّقديَّة المطبوعة، وتحوُّلها إلى شبكة يمكن لجنودها المنتشرين في كلِّ مكان أن يُديروا العالم بطريقة تغني عن كثير من الحروب العسكريَّة أو التَّدخُّلات السِّياسيَّة. وحلَّ هذا النِّظام الاقتصاديِّ الجديد مع نهاية الحرب العالميَّة الأولى 1918 مكان اللَّيرة الذَّهبيَّة العثمانيَّة (العصملِّيَّة)، الَّتي تحكَّمت قبله بحركة التِّجارة العالميَّة قرونًا من الزَّمن، وصار بمقدور مَن يتحكَّم بالاقتصاد أن يدير العالم الجديد أو يدير كثيرًا من شؤونه، وهنا تعاظم دور الاقتصاد السِّياسيِّ للصُّهيونيَّة بوصفه مديرًا من مدراء العالم الجديد، وظهرت فيه أهمِّيَّة توظيف الاقتصاد في دعم بعض الأنظمة والأحزاب والفواعل دون الدُّول والشَّبكات الإعلاميَّة وبعض مؤثِّري مواقع التَّواصل الاجتماعيِّ وبعض حركات التَّمرُّد وبعض الانفصاليِّين للقيام بأدوار وظيفيَّة تحقَّق أغراض الصُّهيونيَّة دون تدخُّل عسكريٍّ مباشر منها؛ أي بمجرَّد التَّوجيه السِّياسيِّ والدَّعم الاقتصاديِّ وتسخير بعض الفواعل المرتبطين باللُّوبيَّات الصُّهيونيَّة وأزلامها هنا وهناك.

شراء المستوطنين والموظَّفين والفواعل

وظَّف الصَّهاينة نفوذهم في النِّظام العالميِّ الجديد وأرباحهم من نظامه الاقتصاديِّ من أجل شراء المستوطنين وشراء الأراضي لهم، وراحوا يتحكَّمون ببعض حركات الهجرة والاستيطان، من خلال تمويلهم كثير من الأحزاب والكيانات والفواعل دون الدُّول لاختراق الدُّول بموظَّفيها المحلِّيِّين المأجورين من الصُّهيونيَّة العالميَّة برواتب عالية جدًّا، تؤمِّن للمتعاونين مكاسب ومناصب شخصيَّة ومنزلة اجتماعيَّة مرتبطة بمستوى الدَّخل العالي، وبالمقابل ينفِّذ أولئك الموظَّفون مخطَّطات الصُّهيونيَّة في شراء الأراضي للمستوطنات وتسريع حركة الهجرة لإنشاء كيان وظيفيِّ في فلسطين، ويفتعلون القلاقل في سوريا ولبنان، وترى اليوم كثيرًا من موظَّفي عزمي بشارة -على سبيل المثال- يعزفون دائمًا على وتر نقد الحكومة السُّوريَّة أو السُّخرية من بعضها قراراتها بحجَّة النَّقد، ولا يتورَّعون في كثير من الأحيان من الافتراء عليها من خلال نشر خطابات الانفصاليِّين والتَّعاطف مع المتمرِّدين ضدَّها من خلال التَّظاهر بإنسانيَّة عالية تحرِّكهم، مع أنَّ الحقيقة تقول إنَّ جُلهم لا يتحرَّكون إلَّا بتأثير الأموال. ولم تكن رواتب المرتبطين بالصُّهيونيَّة العالميَّة وفواعلها على خريطة العالم لتُقارن برواتب الموظَّفين في الدُّول الفقيرة المستهدفة ولا بمستوى دخل الفرد في كلِّ دولة أو مجتمع أو بقعة جغرافيَّة تستهدفها الصُّهيونيَّة العالميَّة؛ ممَّا يؤمِّن للموظَّف المتعاون مع اللُّوبيَّات الصُّهيونيَّة مستويات مرتفعة من الدَّخل، تعطيهم قيمة أو مكانة اجتماعيَّة ما، تُضاف إلى موقعهم الوظيفيِّ، وتشكِّل ثالوثًا يشبه رأس الحربة، ويمكِّن هذا الثَّالوث الصُّهيونيَّة من اختراق أصغر الدَّوائر الحكوميَّة وأكبرها معًا في الدُّول الَّتي يستهدفونها، ويطلقون فواعلهم فيها. وقد ساعدت شبكات التَّواصل الاجتماعيِّ بوصفها منجزًا من منجزات الثَّورة الرَّقميَّة هذه الفواعل على الظُّهور في كلِّ مكان وفي كلِّ محفل وعلى كلِّ منبر إعلاميٍّ؛ ممَّا أوحى بتأثير هذه الفواعل أو بقدرة بعضها على التَّأثير مع أنَّ شعبيَّة هذه الفواعل على مواقع التَّواصل الاجتماعيِّ بأساسها شعبيَّة مصطنعة أو مفتعلة، أي أنَّ أصحابها يمثِّلون رأيًا جماهيريًّا مزيَّفًا لا رأيًا شعبيًّا حقيقيًّا.

العمل تحت الضَّغط

رأيت شرطًا للعمل مثيرًا للرِّيبة، أطلقته شركات مشبوهة في بداية تأسيسها، ثمَّ تأكَّدت فيما بعد تبعيَّة هذه الشَّركات والشَّبكات للصُّهيونيَّة العالميَّة، وقال هذا الشَّرط: (نريد موظَّفًا أو موظَّفة أو مديرًا أو مديرةً يُجيدون العمل تحت الضَّغط)، مع أنَّ كارل ماركس أبا الرَّأسماليَّة العالميَّة اقترح تقسيم العمل لتسهيله ولزيادة الإنتاج معًا؛ فلماذا تشترط الصُّهيونيَّة هذا الشَّرط المريب بوصفها إمبرياليَّة أو جيلًا جديدًا من أجيال الرَّأسماليَّة؟ ليأتي الجواب بعد النَّظر إلى أوجه الاستفادة من هذا الشَّرط؛ فبعد أن يوافق الموظَّف على هذا الشَّرط المترافق غالبًا مع رواتب عالية قد تُعمي البصر والبصرية يُرسل إلى التَّرويض، ويوضع خلال التَّرويض أو بعده في موقع من المواقع الَّتي تستهدف فيه الصُّهيونيَّة العالميَّة دولة أو مجتمعًا ما؛ فيصبح راتب الموظَّف معادلًا موضوعيًّا لمهمَّته الَّتي يؤدِّيها، ويدفعه هذا الرَّاتب المغري إلى التَّفاني في خدمة مديره الَّذي يعامله بطريقة استعلائيَّة ومقزِّزة ومستفزَّة، وإن اعترض هذا الموظَّف يُعاقب، ويُحسم جزء مهمٌّ من راتبه؛ لأنَّه قبل أساسًا بشرط العمل تحت الضَّغط؛ فينشأ بمرور الأيَّام موظَّف مروَّض ومدير مروَّض بطريقة تشبه ترويض النُّمور بعد اليوم العاشر في قصَّة من قصص زكريَّا تامر؛ وينفِّذ الموظَّف الأوامر كنمر ورديٍّ مروَّض دون أيِّ نقاش في تبعاتها ونتائجها السَّلبيَّة عليه وعلى المجتمع المستهدف تحاشيًا لمزيد من الضَّغط أو مزيد من العقاب، ومع مرور الزَّمن يُنْتِج العمل المتواصل الَّذي حدث دون أيِّ نقاش في عواقبه الوخيمة أيديولوجيا صهيونيَّة، وتغزو هذه الأيديولوجيا المجتمع المستهدف بطريقة مقسَّمة أو مجزَّأة مثل تقسيم العمل، وتمرُّ بين البرامج الثَّقافيَّة مثل بعض برامج الشِّعر في تلفزيون سوريا المملوك لعزمي بشارة، ولا يدرك مخاطر هذا الغزو الفكريِّ أو هذه الأدلجة المجزَّأة كثير من المتلقِّين (أنصاف المثقَّفين) إلَّا من ينظر إلى الأمر نظرة شموليَّة كمراقبة الخطِّ التَّحريريِّ لتلفزيون سوريا أو لقناة الجزيرة مثلًا، حين وقفت مع الثَّورة السُّوريَّة في بدايتها الأولى، ثمَّ راحت في آخر المطاف تصف حسن نصر الله الَّذي قتل السُّوريِّين بوصف الشَّهيد.

منجزات الثَّورة الرَّقميَّة سلاح ذو حدِّين

استفادت الرَّأسماليَّة في مراحلها الأولى من منجزات الثَّورة الصِّناعيَّة، واستخدمت تأثيرها الفعَّال لزيادة الإنتاج وتكديس رؤوس الأموال، وتحوَّلت هذه الرَّأسماليَّة العالميَّة بمرور الوقت ومع تعالي نفوذ الصَّهاينة فيها إلى نظام قمعيٍّ استبداديٍّ يُعرف باسم الإمبرياليَّة العالميَّة، الَّتي تتعاون من أجل تحقيق مصالحها مع كلِّ فاعل أو مع كلِّ كيان خبيث دون الدَّولة أو مع كلِّ تمرِّد يشبه السَّرطان؛ لنخرِ الدُّول أو غزوها ببعض الطَّمَّاعين من الشَّخصَّيَّات الجشعة؛ فتحصل بهذه الطَّريقة على الأراضي والامتيازات والمواد الخام، وتُهيمن على الدُّول بعد إثارة القلاقل فيها.

ثمَّ جاءت منجزات الثَّورة الرَّقميَّة وتطبيقاتها الإلكترونيَّة المصرفيَّة وشبكات التَّواصل الاجتماعيِّ فيها؛ فزادت من هيمنة الصُّهيونيَّة وظلمها من جانب؛ لكنَّها عرَّت هذا الظُّلم، وسفَّهته أمام قيم الحرِّيَّة والعدالة الزَّائفة والحداثة المصطنعة في عيون شعوب العالم الحرَّة من جانب آخر؛ لذلك رأينا حوالي 150 وفدًا من وفود دول العالم ينسحبون من قاعة الجمعيَّة العامَّة للأمم المتَّحدة عندما صعد المجرم نتنياهو إلى منبرها؛ ليلقي كلمته، مع أنَّ الصُّهيونيَّة العالميَّة كانت من أوائل الحركات الَّتي اهتمَّت بتسخيرالإعلام وشبكات التَّواصل الاجتماعيِّ ومنجزات الثَّورة الرَّقميَّة لصناعة الأيديولوجيا الصُّهيونيَّة ونشرها؛ وذلك لأنَّها تُدرك أنَّ الأيديولوجيا هي علم الأفكار؛ وليست أيَّة أفكار، وإنَّما هي الأفكار النَّافعة أو البراغماتيَّة القادرة على تحسين صورة الصٌّهيونيَّة وقادتها في عيون الشُّعوب المستضعفة، وتساعد قادتها على التَّحكُّم بالعالم، مثلما تساعد تيَّارًا عالميًّا على تيَّار عالميٍّ آخر؛ فيتقدَّم صانع الأيديولوجيا على منافسيه الآخرين؛ لأنَّه استطاع أن يغزو العالم بفواعله المتمرِّدين من أنصاف الدُّول وأنصاف المثقَّفين؛ فسبق منافسيه الآخرين في مجال إدارة العالم؛ واليوم إذا نظرنا إلى انقسام مجلس الأمن إلى تيَّارين: تيَّار (فرنسا وبريطانيا وأمريكا) في مواجهة تيَّار (روسيا والصِّين) يمكن التَّنبُّؤ بأنَّ التَّفوُّق في المستقبل سيكون لمصلحة من يُجنِّد أكبر عددًا من الفواعل؛ وههنا تظهر فكرة حسَّاسة للغاية؛ تُنذر المجرم نتنياهو وحكومته الظَّالمة بانتهاء دورهم المنوط بهم، لا سيَّما إن رفض العرب مع تركيا التَّعاون مع أيِّ تيَّار عالميِّ قريب من المجرم نتنياهو؛ وبالتَّأكيد يبدو التَّعاون مع معظم دول الشَّرق الأوسط مقدَّمًا على التَّعاون مع حكومة نتنياهو المجرمة ومع كلِّ مَن يتعامل معها سابقًا أو لاحقًا من الفواعل دون الدُّول؛ مثل: (حماس وحزب الله والحوثيِّين) وغيرهم.

نتائج غير متوقَّعة للعمل تحت الضَّغط

 اعتمد كلُّ فاعل كبير من الفواعل الدُّوليَّة الكبرى على فواعل أصغر وكيانات إقليميَّة ومحلِّيّة من أجل تحقيق أهدافه من خلال قبولهم فكرة العمل تحت الضَّغط وتأدية المهمَّات الصَّعبة؛ لذلك آوت بعض الدُّول قادة حركات التَّمرُّد وقادة الفواعل من أنصاف الدُّول وأشباهها بطريقة تكشف عن تعاون خفيٍّ مع قادة الصُّهيوينَّة العالميَّة، ورعى ساسة هذه الدُّول قادة بعض الأحزاب والحركات الانفصاليَّة ومؤثِّري مواقع التَّواصل الاجتماعيِّ وغيرهم، ومن أجل صناعة الرَّأي العامِّ أو ما يشبه الرَّأي العامِّ، الَّذي يصنع بدوره أيديولوجيا أو يصنع أفكارًا عامَّة تعتنقها شرائح جماهيريَّة واسعة كان لا بدَّ من الإنفاق على الإعلام والتَّلفزة ومؤثِّري مواقع التَّواصل الاجتماعيِّ في منابر إعلاميَّة لها حضورها وتأثيرها بسبب ارتباط أصحابها باللُّوبيَّات الصُّهيونيَّة وحصولهم على الدَّعم السِّياسيِّ والاقتصاديِّ من قادة الصُّهيونيَّة العالميَّة ذاتها.

لكنَّ المفارقة الثَّانية من مفارقة استثمار الصُّهيونيَّة في الإعلام والفواعل دون الدُّول تمثَّل في ظهور الهجرة المعاكسة من المستوطنات الإسرائيليَّة إلى دول أُخرى بعد جلب المستوطنين إليها؛ ليسكنوا فيها، وبعد تقديم الوعود الاقتصاديَّة الكبيرة لهم، وبرغم إغداق الصَّهاينة أموالهم لتشجيع الاستيطان في المستعمرات الصُّهيونيَّة صارت الهجرة المعاكسة واقعًا ملموسًا؛ وتُعدُّ جرائم حكومة نتنياهو ودمويَّتها وتطرُّفها أبرز أسباب هذه الهجرة العكسيَّة، بالإضافة إلى العولمة ذاتها أو انفتاح العالم على بعضه بسبب مواقع التَّواصل الاجتماعيِّ، ومن خلالها صار المستوطن في إسرائيل يتابع دمويَّة حكومة نتنياهو وجرائمها على مواقع التَّواصل أو من خلال التَّواصل مع أقربائه في موطنه الأصليِّ أو من خلال متابعة المظاهرات المؤيِّدة لأهلنا المظلومين الفلسطينيِّين في غزَّة وغيرها عبر شبكة الإنترنت.

العمل بالتَّهريج

أدركت الصِّين (الَّتي يتنامى دورها بما يهدِّد مصالح الدُّول العظمى الأخرى في العالم) أهمِّيَّة تطبيقات مواقع التَّواصل الاجتماعيِّ ودورها في تربية الفواعل من دون الدُّول حتَّى فواعل المهرِّجين، ووجدت أنَّ مساعدتهم على الانتشار أمر مهمٌّ بحدِّ ذاته؛ لأنَّه يجرِّد الدُّول الأخرى من المتلقِّين؛ فأطلقت برنامج (تيك توك)، ودفعت الأموال لمؤثِّريه بغضِّ النَّظر عن المحتوى الَّذي يقدِّمونه، حتَّى وإن كان محتوى سخيفًا أو تهريجيًّا أو أيِّ شيء آخر؛ فالمهمُّ أن يستقطب صانع المحتوى هذا جمهورًا واسعًا وبمجرَّد هذا الاستقطاب يحرم هذا الصَّانع الدُّول الأخرى من الاستثمار في توظيف فاعل جديد أو في أدلجة فاعل جديد؛ أي صار الإعلام بالتَّهريج منافسًا للإعلام الصُّهيونيِّ المؤدلِج الَّذي يدسُّ السَّم في الدَّسم؛ ولهذا يفضِّل كثير من المتلقِّين تهريجات التِّيك توك على متابعة برامج ثقافيَّة يموِّلها عزمي بشارة وأمثاله ممَّن تدعمهم الصُّهيونيَّة العالميَّة بملايين الدُّولارات الشَّهريَّة كرواتب لكتَّابه والعاملين معه من الفواعل المروَّضين، وهنا أختم بالمفارقة الكبرى؛ قال عزمي بشارة لموظَّفيه المروَّضين في تلفزيون سوريا عند إنشائه وبعد جلب معدَّاته: هذا التِّلفزيون ورواتب موظَّفيه الشَّهريَّة هديَّتي لكم وللثَّورة السُّوريَّة، وهذه هديَّة تعادل ملايين الدُّولارات الأمريكيَّة، ومعها ملايين أُخرى يُنفقها عزمي بشارة على شركة ميتافورا وتلفزيون العربيِّ ومعهد الدَّوحة وشركة ميسلون وموقع حرمون ومجلَّة قلمون وموقع العربيِّ الجديد ومؤتمرات دوريَّة لطلَّاب الماجستير والدُّكتوراه المرتبطين بمؤسَّساته؛ وهنا يأتي السُّؤال: لماذا لا يتبرَّع عزمي بشارة بمليار أو مليارين لإعمار سوريا أو إعمار مدنها؟ وهنا يأتي الجواب أيضًا: عزمي لا يقدِّم هدايا لأحد؛ وإنَّما يصنع أيديولوجيا، والإنفاق على صناعة الأيديولوجيا الصُّهيونيَّة لا يلتقي أبدًا مع الإنفاق على إعادة إعمار سوريا….

زر الذهاب إلى الأعلى