الانفصال بين مصر وسورية في عدد خاص من (العربي القديم)
وثائق وتجارب وشهادات غير مسبوقة!
خاص (العربي القديم)
لمناسبة مرور ٦٢ عاماً على وقوع الانفصال بين مصر وسورية، تُصْدِرُ صحيفة (العربي القديم) عدداً خاصاً عن تجربة حكم الانفصال في سورية، بعنوان (٦٢ عاماً على الانفصال: سجل المعارك والاتهامات والإنجازات).
ويأتي هذا العدد الذي يصدر مطلع شهر أيلول/ سبتمبر القادم، في ٣٢ صفحة، ليكون الأول من نوعه، في تاريخ الصحافة السورية متضمنا الكثير من الوثائق والشهادات والتجارب المهمة التي لم يسبق أن نشر بعضها من قبل، على هذا النحو من الإحاطة والتكامل والتوثيق.
رئيس تحرير (العربي القديم) محمد منصور الذي كان وراء فكرة إصدار هذا العدد الخاص، يوضح في زاويته التي عنونها: (رجعي وانفصالي وأسود) بأنه: “لم تُشتَمْ مرحلةٌ في تاريخ سورية الحديث، كما شُتمت مرحلة الانفصال، ولم تُظلم منجزات مرحلة، وتسودّ صورتها، وتُسرق منجزاتها، كما حدث مع فترة الانفصال. فقد عاش هذا الحكم حالة عداء مع مَن سبقه، فسامَه الإعلامُ الناصريّ سوءَ العذاب، وحالة طمس واقتلاع مع مَن أتى بعده، فعاث البعثيّون، ثمّ الطائفيّون الذين تلطوا خلف شعارات البعث وهبلِ مُنظريه، تنكيلاً وتشويهاً في كلّ تاريخه. وهذا العدد الخاص لا يهدف إلى إظهار مساوئ وأخطاء الوحدة، وإنما بشاعة وقذارة مرحلة البعث التي أنهتْ حكم الانفصال عن الجمهورية العربية المتحدة بانفصال أعمق، وأدهى عن الشعب، وحقّه بالحياة الحرّة الكريمة، وأدخلت سورية في نفق مظلم، انتهى بها إلى بحيرة من الدم، ومدن من الركام، وملايين من اللاجئين والمهجرين”.
ويقدم العدد وقائع معركة الانفصال من خلال عناوين الصحف المصرية التي صدرت صبيحة يوم التاسع والعشرين من أيلول عام ١٩٦١ حاملة في صدر صفحاتها الأولى أنباء الانقلاب مع التوعد بفصل الانقلابيين من الجيش واتهمامهم بالتمرد والعمالة… كما ينشر النصوص الكاملة للبيانات الاثني عشر التي أصدرها قادة حركة الانفصال يوم الخميس في الثامن والعشرين من أيلول/ سبتمبر وبُثَّتْ جميعها من إذاعة دمشق. إلى جانب نماذج من افتتاحيات الصحف والمجلات السورية في عهد الانفصال التي تناولت شخص الرئيس جمال عبد الناصر ليطرح [قضية العدد] حول صورة عبد الناصر في صحافة عهد الانفصال… ماذا تبقى منها.
وفي باب [المذكرات] ينشر (العربي القديم) فصلاً من مذكرات وزير الصحة المركزي في عهد الوحدة، ورئيس الحكومة السورية في عهد الانفصال د. بشير العظمة، التي صدرت عام ١٩٩١ بعنوان (جيل الهزيمة)، يوضح فيها العظمة الكثير من الحقائق التي عايشها بنفسه حين كان وزيراً في عهد الوحدة، ويشرح أسباب انهيارها بالتفاصيل والأرقام والمقارنات الحية. كما تقدم الصحيفة قراءة موسعة في كتابَيْ مذكرات ويوميات صدرا عن تلك الفترة،
– الأول (يوميات الوحدة والانفصال) للسياسي والصحفي المخضرم فهمي المحايري
– والثاني (رحلة عمر) للضابط أحمد راتب عرموش الذي كان أحد ضباط حركة الانفصال، وقد عايش مرحلة الوحدة بكل أخطائها وتجاوزاتها التي يسردها بحق الضباط السوريين في الجيش.
وتنشر (العربي القديم) ملفاً عن (الثقافة السورية في عهد الانفصال) يقدم وثائق ومتابعات يطلع عليها السوريون لأول مرة، فينشر خطاب وزير الثقافة والإرشاد القومي د. عبد السلام العجيلي في افتتاح مسرح القباني بدمشق في أيار من عام ١٩٦٢، ويشير إلى إصدار وزارة الثقافة لأول مجلة ثقافية شهرية في تاريخها، مجلة (المعرفة) التي أسسها وترأس تحريرها الأديب فؤاد الشايب، وتكشف أن الدارما التلفزيونية السورية قدمت أول مسلسل تلفزيوني في تاريخها في عهد الانفصال، وهو مسلسل (ساعي البريد) للمخرج سليم قطاية عام ١٩٦٢، وأن أول عمل درامي أنتج بتوقيع مخرجة كان في عهد الانفصال الذي وسمه البعثيون بالرجعية، كما يقدم تحقيقاً عن إنشاء المعهد العربي للموسيقى بدمشق على أسس أكاديمية صحيحة، وافتتاح أبوابه للدارسة مجاناً، وتحقيقاً عن إذاعة دمشق، وجرداً شاملاً للحصاد الفني في مجالات المسرح والفنون التشكيلية والسينما والموسيقى. من خلال مواد صحفية كتبها كبار صحفيي تلك الفترة، مثل: (نجاة قصاب حسن، ياسين رفاعية، سهام ترجمان، جان ألكسان، عبد الوهاب الفتال).
وإلى جانب المقالات القديمة التي تشكل صورة أمينة لمنجزات ذلك العهد، تقدم (العربي القديم) مقالات خاصة تستكمل صورة النقاش التاريخي لعدد من أبزر الكتاب والأدباء السوريين اليوم: (فواز حداد، محيي الدين اللاذقاني، د. يحيى العريضي، خضر الآغا، مصعب الجندي، عدنان عبد الرزاق، سعد فنصة، محمد طه العثمان، صخر بعث، حسام الدين الفرا، عبد الرحمن عمرين، رامي زين الدين، همام البني) ولا يغفل العدد عن نشر الأخبار الموثقة من قديم الصحافة السورية عن بعض المنجزات الاقتصادية في عهد الانفصال، كتوقيع اتفاقية إنشاء سد الفرات مع ألمانيا، وإنشاء سد محردة في سهل الغاب، ويقدم العدد أخيراً طائفة من الإعلانات القديمة التي نشرت في صحافة عهد الانفصال لبعض الفعاليات الاقتصادية في تلك المرحلة.
يذكر أن (العربي القديم) تهتم بالتاريخ السوري والعربي وتقوم فكرتها على نشر قديم الصحافة السورية والعربية، مع متابعة النقاش حول بعض القضايا التي طرحت في الصحافة قديماً مع كتاب معاصرين اليوم.