عبوة ناسفة حولته أشلاء: هل اغتال الجولاني أبو ماريا القحطاني؟!
أعلنت مصادر إعلامية وناشطون في الشمال السوري أن الجهادي أبو ماريا القحطاني، والقيادي السابق في صفوف جبهة تحرير الشام، قد لفظ أنفاسه الأخيرة بعد أن نقل إلى مستشفى باب الهوى قرب الحدود التركية إثر استهداف مضافته في بلدة سرمدا بعبوة ناسفة.
وكانت هيئة تحرير الشام قد اتهمت أبو ماريا القحطاني بالعمالة في آب / أغسطس من العام الماضي واعتقلته لمدة 7 أشهر، إثر اعتقال خلية تعمل لصالح “التحالف الدولي” بتهمة التواصل مع جهات معادية. قبل أن تصدر ما تسمى “اللجنة القضائية”، وبعد الاطلاع في قضية “المتهمين بالعمالة” قراراً ببراءته، وتفرج عنه منذ أقل من شهر.
عبد الرحيم عطون، رئيس المجلس الأعلى للإفتاء في “هيثة تحرير الشام“ اتهم تنظيم داعش بالاغتيال، وقال إن القحطاني”قتل جراء هجوم باستخدام حزام ناسف، نُفذ على يدي عنصر ينتمي لتنظيم “الدولة الإسلامية”. فيما اتهم قياديون منشقون عن “تحرير الشام” أبو محمد الجولاني بالوقوف وراء عملية الاغتيال، ومنهم القيادي السابق في “الهيئة” والمنشق عنها صالح الحموي، الذي قال إن “الجولاني اغتال القحطاني في كمين على طريق سرمدا مع مرافقته”، واتهمه بأنه “مستعد لقتل أي شخص يقف في طريق سلطته” .
وكانت هيئة تحرير الشام قد أعلنت عن تجميد مهام وصلاحيات القيادي في صفوفها أبو ماريا القحطاني، لكنها قالت في بيان لها معلقة على عميلة الاغتيال إن: “القحطاني أخطأ في إدارة تواصلاته دون اعتبار لحساسية موقعه أو ضرورة الاستئذان وإيضاح المقصود من هذا التواصل”.
وزعم المرصد السوري لحقوق الإنسان المشكوك بمصداقية أخباره بأن الجولاني، حذر القيادات الأمنية والعسكرية في الهيئة من تداول قضية أبو ماريا القحطاني في وسائل الإعلام أو أي جهة أخرى، تحت طائلة المسائلة.
ويحمل (ميسر بن علي الجبوري القحطاني)، الملقب بـ”الهراري” نسبة إلى قرية (هرارة) العراقية، التي انتقل إليها من قرية (الرصيف) التي ولد فيها جنوب الموصل عام 1976، يحمل الجنسية العراقية وهو له تاريخ في التنظيمات الجهادية، حيث انضم إلى تنظيم (القاعدة) في العراق عام 2003 قبل أن يشارك في تأسيس “جبهة النصرة” في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2011 والتي صارت تعرف لاحقاً بـ “ هيئة تحرير الشام” وصار نائباً لزعيمها “الجولاني”.
وقد حقق حضوراً إعلامياً لافتاً بعد عملية تحرير إدلب من سلطات نظام الأسد في آذار من عام 2015 ضمن ما كان يسمى (جيش الفتح) الذي مولته قطر، وظهر على العديد من الشاشات التلفزيونية، وأبرزها شاشة تلفزيون أورينت المحتجب.
وكان القحطاني يقود ملف محاربة تنظيم داعش داخل الهيئة، لكنه إلى جانب ذلك كان أتباع “تحرير الشام” يقدمونه على أنه عالم دين أو شيخ.. ويطرح غيابه عن (48) عاماً تساؤلات عن التوجهات الجديدة لهيئة تحرير الشام، التي واجه زعيمها أبو محمد الجولاني في الآونة الأخيرة، مظاهرات شعبية غاضبة في مناطق سيطرة الهيئة، جراء حدوث انتهاكات وتضييق على الحريات ونشوء سلطات مافياوية اقتصادية.