تفاصيل الهجوم الإسرائيلي: استهدف اجتماعاً رفيعاً لضباط إيرانيين في دمشق والمفاجآت على أعلى مستوى
رودي حسو – العربي القديم
أكد مصدر عسكري قريب من النظام السوري لـ”العربي القديم”، أن الهجوم الصاروخي الذي استهدف منطقة كفرسوسة في دمشق فجر الأحد، كان موجّهاً ضد اجتماع ضم خبراء إيرانيين وسوريين، بالإضافة إلى ضباط من شعبة المخابرات العامة -إدارة أمن الدولة- وشعبة المخابرات العسكرية (الأمن العسكري)، ممن يهتمون بتطوير الطائرات المسيّرة والصواريخ.
وفي وقت سابق، حصلت صحيفة “العربي القديم” على معلومات أمنية تفيد بأن عدداً من المستشارين الإيرانيين التابعين للحرس الثوري وصلوا إلى كفرسوسة في دمشق صباح يوم الجمعة بتاريخ 12 يوليو/تموز 2024 ، لعقد اجتماع موسع مع ضباط من الفرقة الرابعة والفرقة 24، إلى جانب ضباط من إدارة أمن الدولة .
تصريحات وزارة الدفاع السورية
وزارة الدفاع التابعة لنظام الأسد أعلنت عن مقتل أحد العسكريين وإصابة ثلاثة آخرين نتيجة ضربات جوية شنها الجيش الإسرائيلي بعد منتصف الليل. وأكدت الوزارة أن الضربات استهدفت عدة مواقع عسكرية في المنطقة الجنوبية، بالإضافة إلى مبنى سكني في منطقة كفرسوسة بدمشق.
المصدر ذاته أشار إلى أن الهجوم أدى إلى إصابة مهندس سوري ومسؤول إيراني “ليس رفيع المستوى.” وأفاد أن الاثنين كانا يشاركان في اجتماع للخبراء الفنيين داخل منشأة عسكرية حولتها إيران إلى مقر لتجمع ضباطها. المنشأة تقع في قبو مبنى سكني داخل مجمع أمني، الذي كان هدفاً لضربات الهجوم فجر الأحد.
وقد أفادت وسائل إعلام موالية، رسمية وغير رسمية، بأن إسرائيل نفذت هجمات جوية مكثفة بعد منتصف ليل الأحد بقليل، استهدفت عدة مناطق في العاصمة دمشق ومحافظة حمص. وذكرت تلك الوسائل أن الهجمات أسفرت عن مقتل مدنيين.
عن الإسرائيليين
أعلن المتحدث العسكري عبر الإذاعة الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي شن صباح اليوم هجوماً استهدف مقراً عسكرياً للجيش السوري.
ونقل المصدر ذاته لـ”صحيفة” تفاصيل دقيقة حول الاجتماع الذي استهدفه الهجوم الإسرائيلي في منطقة كفرسوسة بدمشق. وأوضح أن الاجتماع ضم مجموعة من كبار المسؤولين الإيرانيين والسوريين؛ من بينهم “زياد نخالة” وكريم ماندني المسؤول عن ملف الملاحة الجوية في الحرس الثوري، واللواء عبد الرضا علي المشرف على جميع غرف العمليات الإيرانية في سوريا. كما حضر الاجتماع سيد نجاد، المستشار الإيراني في الحرس الثوري بدمشق، واللواء جابر درستي، أحد مستشاري الحرس الثوري، الذي كان يعمل مع الجيش النظامي في مركز الدراسات والبحوث العلمية السوري.
ومن جانب النظام، حضر الاجتماع اللواء محمد محسن نيوف، قائد أركان الفيلق الثالث، واللواء أكرم سليمان، قائد الفرقة 24، إلى جانب عدد من الضباط من فرع أمن الدولة والمخابرات العسكرية. وأكدت المصادر أن الاجتماع كان مخصصاً لتنسيق الجهود بين الطرفين حول تطوير الطائرات المسيّرة والصواريخ، وهو ما جعله هدفاً لهجوم فجر الأحد.
دور مركز الدراسات والبحوث العلمية السوري
وفقاً لتقارير ومراقبين، يُعتبر مركز الدراسات والبحوث العلمية السوري مؤسسة عسكرية تعمل على إنتاج الصواريخ والأسلحة الكيميائية، وهو ما تنفيه الحكومة السورية.
إصابة مهندس إيراني
في سياق متصل، صرّح مصدر أمني إقليمي بأن أحد المهندسين الإيرانيين العاملين في برنامج الصواريخ الإيراني التابع للحرس الثوري، أصيب بجراح خطيرة ونُقل على الفور إلى مستشفى الشامي في دمشق لتلقي العلاج. وأوضح المصدر أن عضوين آخرين من الحرس الثوري كانا حاضرين في الاجتماع لم يصيبا بأذى.
كما ذكر مسؤول استخباراتي إقليمي، رفض الكشف عن هويته، أن الضربة الصاروخية الإسرائيلية استهدفت جزءًا من برنامج سري لإنتاج الصواريخ الموجهة يديره الحرس الثوري الإيراني بالتنسيق مع إدارة المخابرات الجوية والعامة السورية.
وتشهد سوريا نزاعًا دمويًا منذ عام 2011 أدى إلى مقتل نحو نصف مليون شخص وتدمير هائل للبنى التحتية، بالإضافة إلى تهجير الملايين من السكان داخليًا وخارجيًا.
بينما تتواصل الصراعات على الأراضي السورية، يستمر المجتمع الدولي في البحث عن حل سلمي يضمن الأمن والاستقرار للمنطقة.