بالصور وشهادات أصحاب العلاقة: نحن أحياء لم تقتلنا قوات الجولاني أيها الكاذبون!
كانت ذروة الوقاحة والكذب والإساءة لقضية من قتلوا استخدام صور مجزرة الكيماوي الشهيرة في غوطة دمشق عام 2013 للزعم بأنها لأطفال "قتلتهم عصابات الجولاني"

العربي القديم – خاص:
في أكبر إساءة لقضية الضحايا الذين سقطوا في الحملة الأمنية ضد فلول النظام في الساحل السوري والذين طالب الكثير من السوريين بلجنة تحقيق لإنصافهم ومعاقبة من تورطوا في الاعتداء عليهم، نشطت آلاف الحسابات الوهمية والموثقة على وسائل التواصل الاجتماعي، لبث وفبركة أخبار كاذبة تجاه الحملة الأمنية التي أطلقتها الدولة السورية ردا على المجزرة التي ارتكبها فلول نظام الأسد بحق 15 من عناصر الأمن العام حين قتلوا ومثلت بجثثهم غدرا في مدينة جبلة الساحلية ثم أطلقوا تحذيرا لقوات الجيش السوري والأمن العام بالانسحاب من الساحل.
وكشف تحليل أجراه موقع “عربي بوست” على نحو 20 ألف تغريدة عن حملة منظمة تقودها حسابات على منصة X، بعضها إسرائيلية وأخرى مرتبطة بموالين لنظام بشار الأسد. وتهدف الحملة إلى الترويج للمزاعم الإسرائيلية حول “ضرورة حماية الأقليات” لتبرير تدخل إسرائيل في سوريا، وضخ كميات كبيرة من المعلومات المضللة لإشعال التوترات الداخلية.
وبحسب الموقع فقد أظهر التحليل معالم هذه الحملة، وأبرز الأطراف المشاركة فيها، والأساليب المستخدمة لتضخيم انتشار بعض التغريدات بشكل مقصود، وكيف يتم التلاعب بالمعلومات بشكل ممنهج، من خلال تضخيم الادعاءات حول وجود توترات بين المكوّن السني والطوائف الأخرى، والترويج لفكرة أن الأقليات بحاجة إلى حماية إسرائيلية.
وبخلاف ذلك… عمدت حسابات أخرى إلى ابتكار أكاذيب سافرة مرفقة بصور أشخاص زعم أصحابها أنهم قتلوا على يد الأمن العام في الساحل السوري مع عائلاتهم، فقط لأنهم “علويون”
وجزء من هذه الصور هو مأخوذ من سجل جرائم نظام بشار الأسد المعروف والموثق دولياً، أما الجزء الآخر فهم لأشخاص أحياء اضطروا لتكذيب أخبار موتهم المفبركة والقول أنهم مازالوا على قيد الحياة.
وكانت ذروة الوقاحة والكذب والإساءة لقضية من قتلوا استخدام صور مجزرة الكيماوي الشهيرة في غوطة دمشق عام 2013 للزعم بأنها لأطفال “قتلتهم عصابات الجولاني”

صور مجزرة الكيماوي في غوطة دمشق موثقة بصفحة وكالة رويتزر (يمين) وخبر اللاذقية نيوز الكاذب!!!
كما تم استخدام صورة بطلة سوريا في الشطرنج الطبيبة رانيا عباسي وعائلتها التي اعتقلتها مخابرات الأسد من منزلها بمشروع دمر بدمشق في آذار/مارس 2013 مع أبنائها الستة ومساعدتها الشخصية بعد يومين من توقيف زوجها عبد الرحمن ياسين. ولم يُعرَف مذاك مكان توقيفهم. وزعم المفبركون أن رانيا العباسي التي تم تداول صورتها العائلية على نطاق واسع وكثيف على مدار أكثر من عشر سنوات على اختفائها، هي سنية قتلتها قوات الجولاني في حمص مع عائلتها لأنها ترفض قتل العلويين!!!

يزعم التعليق المرفق على صورة د. رانيا عباسي أن عصابات الجولاني تقوم بقتل لعائلات السنية التي ترفض قتل العلويين
ولم يقتصر الكذب على الأموات والغائبين بل تعداها إلى الأحياء…. فقد كذب منير بسام سلوم الذي وصفه الخبر بأنه طبيب الفقراء، خبر ذبحه هو وزوجته وأطفاله فيما قيل إنها مجزرة بانياس، فكتب على صفحته الشخصية يقول: “الخبر الذي تم تداوله بين الناس عني وعن عائلتي كاذب، ونحن بخير وصحة جيدة.

وكتب ابن درعا الناشط محمد شازار على صفحته ساخرا من استخدام صورته على خبر يزعم أنها لأستاذ فيزياء علوي اسمه إبراهيم خير بك، اختطفته وقتلته “عصابات الجولاني” كتب معلقا بسخرية على صفحته الشخصية على فيسبوك:
الله يرحمني ترحموا علي يرحمني
ويرحمكم الله
المشكلة أكثر مادة ما بحبها الفيزياء 😅😅

ونشرت حساب عراقي يحمل اسم (رافد البصري) صورة لناشط يمني شهير على اعتبار أنها صحفي علوي تم قتله على يد الأمن العام، ما دفع الناشط لمشاركة الخبر الكاذب معلقا يا سوريين صرت أنا علوي واستشهدت في طرطوس!

وكان لافتاً تورط المحلل السياسي اللبناني الموالي لميليشيا حزب الله اللبناني فيصل عبد الساتر في المشاركة باسمه الصريح في حملة الأكاذيب والتضليل المتعمد، حين نشر على حسابه على منصة إكس صورة لعائلة في روسيا، زعم أن أفرادها قتلوا في الساحل السوري على يد الأمن العام… وأن بعض الأطفال بقروا بطونهم كما حي في حي القصور بمدينة بانياس!!!

ونشطت منصة تأكد المعنية بتتبع الأخبار الكاذبة في فضح وتمييز عشرات الصور الكاذبة التي زعمت الحسابات التي نشرتها أنها لقصف في الساحل السوري، وأوضحت أنها بعضها قصف إسرائيلي على البقاع اللبناني عام 2024

وساتأثرت المتاجرة بصور الأطفال بحيز هام من جهود حملة الكذب والتضليل، سواء عبر استخدام صور أطفال الكيماوي أو صور لأطفال آخرين من الانترنت والزعم بأن قوات الأمن العام التابعة للحكومة السورية قد قتلتهم بدم بارد…. وهو الأمر الذي راق لأيدي كوهين فساهم في إعادة نشر الأخبار الكاذبة بعد أن أطلقوا على الطفلة المزعومة اسم دهب منير علو!

وتكشف هذه الأكاذيب حجم الافتراء والتهويل الذي رافق وبشكل ممنهج هذه الحملة الأمنية التي جاءت كردة فعل في الأساس على أفعال قام بها فلول النظام وأعلنوا عنها بأنفسهم، في الوقت الذي سعى طوفان الأخبار الكاذبة لتشويه صورة الحملة وأهدافها، محاولة المتاجرة بالدماء السورية، وخلط الأوراق وطمس الحقائق والإساءة لأرواح الضحايا الفعليين، من أجل استجرار التدخل الدولي بحجة حماية الأقليات التي تتعرض للإبادة على يد نظام ذي خلفية إسلامية، ما يشكل الاستثمار الأمثل لدى الطائفيين ومدعي العلمانية الزائفة.

