العربي الآن

بعد عقود من تهميش المدينة: نبض حماة ترفع الصوت وإعلاميون شباب يطلقون المبادرة

17 إعلامياً ومراسلاً من أبناء حماة، متوحدين في رؤيتهم لوضع صورة حقيقية لا تعرف التجميل أو التحريف

العربي القديم – حماة | خاص

في قلب حماة، وسط تحديات الحياة اليومية والظروف الصعبة، وبعد عقود من التهميش الذي عانت منه المدينة في عهد حكم الأسدين الذين اعتبروا حماة العدو رقم واحد لحكمهم الجائر، ينبض أمل جديد في مدينة النواعير، بتأسيس وكالة “نبض حماة” الإعلامية… في خطوة تجسد طموح إعلاميي الداخل من ثوار 2011 وإيمانهم بقوة العمل الجماعي من أجل نقل الحقيقة، أعلن يوم الجمعة الماضي عن إطلاق منصة إعلامية تسعى بكل شغف ومثابرة لنقل الأخبار والقصص التي تهم أبناء مدينة حماة وريفها بدقة وشفافية.

صوت يحتضن الواقع

تجمع وكالة “نبض حماة” في صفوفها 17 إعلامياً وإعلامية ومراسلاً من أبناء حماة، متوحدين في رؤيتهم لوضع صورة حقيقية لا تعرف التجميل أو التحريف. إذ يؤمن الفريق أن الإعلام ليس مجرد وسيلة لنقل الأخبار وحسب، إنما هو رسالة إنسانية وطنية تسعى لبناء جسور الثقة بين المواطنين وصناع القرار. هذه المبادرة، التي خرجت من قلب التزام حقيقي ومواقف شجاعة، تعكس رغبة سامية في أن يكون الإعلام صوت الحكمة والعدل بين أبناء حماة، ليحاكي همومهم وطموحاتهم ويعبر عن صوتهم في مواجهة التحديات المعاصرة.

لوغو التجمع… من تصميم المصمم المبدع نبيل مراد

التحديات التي تواجه “نبض حماة

لا تخلو رحلة الانطلاق من عقبات، إذ تواجه الوكالة تحديات ملحوظة على عدة مستويات. من ناحية الإمكانات المادية، يكمن القصور في الموارد والميزانيات المحدودة التي قد تعرقل توسيع رقعة العمل في فترة الانطلاق. كما تتضافر العراقيل اللوجستية؛ من تجهيز المكاتب وتأمين التقنيات الحديثة التي تضمن سرعة نقل الخبر وجودته في آن واحد.

إلى جانب ذلك، ستسعى “نبض حماة” إلى الحصول على الترخيص اللازم لتشغيل العمل الإعلامي بشكل قانوني ونظامي حتى يكون العمل احترافياً وقانونياً في ظل التسهيلات والدعم التي تقدمها الجهات الإعلامية الحكومية. كما أن روح الفريق وصلابة عزيمته تظهران في كل خطوة يتخذها إعلاميو “نبض حماة” لتذليل العقبات بالدعم المتبادل والثقة الكبيرة في قدراتهم على الإبداع والتحول إلى صوت إعلامي رصين ومؤثر.

بيان الانطلاق الذي يعكس روح التحدي

وفقاً للبيان الرسمي، جاء الإعلان عن انطلاق “وكالة نبض حماة” كلمات تحمل الكثير من العاطفة والإصرار:

حيث أعلنت “وكالة نبض حماة” عن انطلاقتها بدعم فريق مميز مكون من 17 إعلامياً من حماة، ملتزمين بنقل الحقيقة بموضوعية وصدق. تؤكد الوكالة على قيم الشفافية والمصداقية، مع تقديم تغطية متكاملة لكل جوانب الحياة سواء السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو الثقافية، مع إيلاء اهتمام خاص بالمبادرات الشبابية. ويعتمد الفريق على استخدام أحدث التقنيات والمعايير الدولية في التحقق من المعلومات وحماية المصادر، مما يجعل من الوكالة صوتاً حقيقياً ينبض بإخلاص من حماة.

هذه الكلمات لا تعكس فقط بداية جديدة، بل تُظهر ثقة الفريق في قدرته على مواجهة الرياح العاتية وتجاوز التحديات مهما كانت. إنها دعوة صادقة لكل من يؤمن بأن الإعلام الحر والموضوعي هو الركيزة الأساسية لبناء مجتمع واعٍ ومتصل بجنسيته.

نحو مستقبل أكثر إشراقاً

في الوقت الذي تواجه فيه “نبض حماة” صعوبات عديدة سواء من الناحية المادية أو الإدارية، نجد قصتها ملهمةً لكل من يسعى لإحداث تغيير إيجابي في المشهد الإعلامي المحلي. إن الإصرار الذي يبديه الفريق، وتضامنهم في مواجهة الرحلة الصعبة، يجعل من هذه المبادرة نصراً للإعلام الحر الذي يقف إلى جانب الحقيقة والعدالة الاجتماعية.

إن دعم مثل هذه المبادرات لا يُعدَّ فقط دعمًا إعلاميًا، بل هو دعم لقيم الحرية والتعبير عن الوعي الوطني والنضال اليومي للفئات العاملة على تحسين واقع المجتمع. إن كل خطوة تخطوها وكالة “نبض حماة” تثبت أن الإرادة الصادقة والعمل الجماعي يمكن أن يفتح آفاقاً جديدة للنهوض بالمشهد الإعلامي، حتى وإن كانت البداية مليئة بالتحديات والعقبات.

دعونا نقف جميعاً إلى جانب “نبض حماة” وندعمها في مسيرتها، مؤمنين بأن صوت الحقيقة لا بد أن يصل، وأن الإعلام الحقيقي هو من يصنع الفارق في حياة الناس ويعزز قيم العدالة والمصداقية في المجتمع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى