دور الإعلام في تشكيل الرأي العام والسياسة
يعد الإعلام قوة مؤثرة في تشكيل الرأي العام وصنع السياسات؛ إذ يمكنه إعلام الناس وإقناعهم وترفيههم وتعبئتهم بشأن مختلف القضايا والمواضيع. ولكن كيف تَفْعَلُ وسائل الإعلام ذلك، وما الآثار المترتبة على الديمقراطية والمجتمع؟ في هذه المدونة، سوف نستكشف دور وسائل الإعلام في التأثير على الرأي العام وصنع السياسات، ونقدم بعض النصائح حول كيفية استهلاك وسائل الإعلام بشكل نقدي ومسؤول.
وسائل الإعلام كمصدر للمعلومات
إحدى الوظائف الرئيسة لوسائل الإعلام هي توفير المعلومات للجمهور. يمكن لوسائل الإعلام إعلام الناس بالأحداث الجارية والحقائق والآراء ووجهات النظر والتحليلات حول مختلف القضايا والموضوعات. كما يمكن لوسائل الإعلام تثقيف الناس حول التاريخ والثقافة والعلوم والصحة ومواضيع أخرى. ومن خلال توفير المعلومات، يمكن لوسائل الإعلام أن تساعد الناس على تكوين آرائهم وأحكامهم بناءً على الأدلة والمنطق.
ومع ذلك، ليست كل المعلومات التي تقدمها وسائل الإعلام دقيقة أو موثوقة أو غير متحيزة؛ فقد تقوم بعض وسائل الإعلام أيضاً بتشويه المعلومات أو حذفها أو المبالغة فيها أو إضفاء الإثارة عليها لخدمة أجندات أو مصالح معينة. يمكن لوسائل الإعلام أيضاً استخدام الإطارات الانتقائية أو التمهيدية أو وضع جدول الأعمال للتأثير على كيفية إدراك الأشخاص للمعلومات وتفسيرها. على سبيل المثال، يمكن لوسائل الإعلام التركيز على جوانب معينة من القصة مع تجاهل الجوانب الأخرى، أو استخدام كلمات أو صور معينة لإثارة مشاعر أو ارتباطات معينة.
لذلك، من المهم التعامل مع وسائل الإعلام بشكل نقدي ومسؤول. فيما يلي بعض النصائح حول كيفية القيام بذلك:
- التحقق من مصدر المعلومات: من هو المؤلف أو الناشر أو مالك الوسيلة الإعلامية؟ ما هي أوراق اعتمادهم، وانتماءاتهم، أو دوافعهم؟ هل يتمتعون بالسمعة الطيبة أو المصداقية أو الجديرين بالثقة؟
- التحقق من الأدلة على المعلومات: ما هي المصادر أو البيانات أو الحقائق التي تدعم المعلومات؟ هل يمكن التحقق منها أو ذات صلة أو تمثيلية؟ هل يتم الاستشهاد بها بشكل صحيح وشفاف؟
- التحقق من رصيد المعلومات: هل تقدم المعلومات وجهات نظر أو وجهات نظر أو حجج متعددة حول القضية أو الموضوع؟ هل تعترف بالقيود أو الشكوك أو الخلافات المتعلقة بالمعلومات؟ هل يتناول الحجج المضادة أو الانتقادات الموجهة للمعلومات؟
- تحقق من تحيزاتك وافتراضاتك: كيف تؤثر قيمك أو معتقداتك أو تجاربك على كيفية تلقي المعلومات ومعالجتها؟ هل أنت منفتح، فضولي، أو متشكك بشأن المعلومات؟ هل أنت على استعداد لتحدي آرائك أو أحكامك بناءً على معلومات جديدة أو مختلفة؟
الإعلام أداة للإقناع
وظيفة أخرى لوسائل الإعلام هي إقناع الناس بتبني مواقف أو سلوكيات أو إجراءات معينة بشأن قضايا ومواضيع مختلفة. يمكن لوسائل الإعلام إقناع الناس باستخدام الأدوات البلاغية مثل الشعارات (المنطق)، أو الروح (المصداقية)، أو الشفقة (العاطفة) لمناشدة عقلهم أو شخصيتهم أو عواطفهم. يمكن لوسائل الإعلام أيضاً استخدام الدليل الاجتماعي (الإجماع)، أو السلطة (الخبرة)، أو الندرة (الإلحاح)، أو المعاملة بالمثل (التبادل)، أو الالتزام (الاتساق) للتأثير على عملية صنع القرار.
ومن خلال إقناع الناس، يمكن لوسائل الإعلام تشكيل الرأي العام وصنع السياسات. الرأي العام هو التعبير الجماعي عن المواقف أو المعتقدات التي يحملها السكان حول قضية أو موضوع ما. صنع السياسات هو عملية إنشاء أو تغيير القواعد أو اللوائح التي تحكم المجتمع أو المنظمة. يمكن لوسائل الإعلام أن تؤثر على الرأي العام وصنع السياسات من خلال:
- رفع مستوى الوعي أو الأهمية لقضية أو موضوع ما بين الجمهور.
- صياغة أو تعريف قضية أو موضوع بطريقة معينة للجمهور.
- تحديد جدول الأعمال أو تحديد أولويات قضية أو موضوع للجمهور.
- تعبئة أو تفعيل الرأي العام أو التحرك بشأن قضية أو موضوع ما.
- الدعوة أو الضغط من أجل تحقيق نتيجة سياسية معينة بشأن قضية أو موضوع ما.
ومع ذلك، فإن وسائل الإعلام ليست العامل الوحيد الذي يؤثر على الرأي العام وصنع السياسات. وتشمل العوامل الأخرى العوامل الشخصية (مثل القيم والمعتقدات والخبرات)، والعوامل الاجتماعية (مثل الأسرة والأصدقاء والأقران)، والعوامل السياسية (مثل الأحزاب والقادة والمؤسسات)، والعوامل الاقتصادية (مثل الدخل والثروة والموارد). والعوامل الثقافية (مثل الأعراف والقيم والتقاليد)، والعوامل البيئية (مثل الأحداث والأزمات والاتجاهات).
لذلك، من المهم أن ندرك كيف يقنعنا الإعلام وكيف نقنع أنفسنا. فيما يلي بعض النصائح حول كيفية القيام بذلك:
- انتبه لأهدافك ودوافعك: لماذا تشاهد وسائل الإعلام؟ ما الذي تبحث عنه؟ ما الذي تأمل في تحقيقه؟
- كن على دراية بمشاعرك وردود أفعالك: كيف تجعلك وسائل الإعلام تشعر؟ ما هي المشاعر التي تثيرها فيك؟ كيف تتعامل معهم؟
- كن انتقائياً لمصادر الوسائط والتعرض لها. ما هي وسائل الإعلام التي تتابعها؟ كم مرة تستهلك الوسائط؟ ما مدى تنوع مصادرك الإعلامية؟
كن منخرطاً في استهلاك الوسائط وإنتاجها. كيف تتفاعل مع وسائل الإعلام؟ هل تقوم بالتعليق أو المشاركة أو الإعجاب أو عدم الإعجاب أو إنشاء المحتوى؟ كيف تتواصل مع الآخرين عبر وسائل الإعلام؟
وسائل الإعلام كشكل من أشكال الترفيه
الوظيفة الثالثة لوسائل الإعلام هي ترفيه الناس من خلال توفير التسلية أو المتعة أو الاستمتاع بمختلف القضايا والموضوعات. يمكن لوسائل الإعلام ترفيه الأشخاص باستخدام تقنيات سرد القصص مثل السرد (الحبكة)، أو الشخصية (الشخصية)، أو الإعداد (السياق)، أو الموضوع (الرسالة)، أو الأسلوب (النغمة) لإنشاء تجارب جذابة أو غامرة أو لا تُنسى. يمكن لوسائل الإعلام أيضاً استخدام الفكاهة أو الهجاء أو السخرية أو المحاكاة الساخرة للسخرية من قضايا أو موضوعات معينة أو انتقادها أو فضحها.
من خلال ترفيه الناس، يمكن لوسائل الإعلام أيضاً التأثير على الرأي العام وصنع السياسات. يمكن أن يؤثر الترفيه على الرأي العام وصنع السياسات من خلال:
- خلق أو تعزيز الصور النمطية أو الأحكام المسبقة حول مجموعات أو قضايا معينةز
- تشكيل أو تغيير المواقف أو المعتقدات حول مجموعات أو قضايا معينة.
- إلهام أو تحفيز العمل أو التغيير في مجموعات أو قضايا معينة.
- التثقيف أو الإعلام عن مجموعات أو قضايا معينة.
ومع ذلك، فإن الترفيه ليس ضاراً أو حميداً على الدوام. يمكن أن يكون للترفيه أيضاً آثار سلبية على الرأي العام وصنع السياسات من خلال:
- صرف الانتباه أو صرفه عن القضايا المهمة أو الملحة.
- إزالة الحساسية أو تخدير المشاعر أو التعاطف مع مجموعات أو قضايا معينة.
- تقديم معلومات مضللة أو مضللة حول مجموعات أو قضايا معينة.
- التلاعب أو استغلال العواطف أو نقاط الضعف لدى مجموعات أو قضايا معينة.
لذلك، من المهم الاستمتاع بوسائل الإعلام بطريقة مسؤولة وأخلاقية. فيما يلي بعض النصائح حول كيفية القيام بذلك:
- كن واعياً لتفضيلاتك وأذواقك. ما نوع الوسائط التي تستمتع بها؟ ما هي الأنواع والأشكال والأنماط والموضوعات التي تحبها؟ لماذا تحبهم؟
- احترم تفضيلات الآخرين وأذواقهم. ما نوع الوسائط التي يستمتع بها الآخرون؟ ما هي الأنواع والأشكال والأنماط والموضوعات التي يحبونها؟ لماذا يحبونهم؟
- انتقد محتوى الوسائط ورسائلها. ما هو الهدف من وسائل الإعلام؟ ما هي رسالة وسائل الإعلام؟ كيف تصور وسائل الإعلام مجموعات أو قضايا معينة؟
- كن مبدعاً في استهلاكك وإنتاجك لوسائل الإعلام. كيف تستخدم الوسائط للتعبير أو الإبداع أو التعلم؟ كيف تقوم بإنشاء محتوى الوسائط أو الرسائل الخاصة بك؟
خاتمة
يلعب الإعلام دوراً هاماً في تشكيل الرأي العام وصنع السياسات. يمكنه إعلامنا وإقناعنا وترفيهنا بشأن مختلف القضايا والمواضيع. ومع ذلك، يمكن لوسائل الإعلام أيضاً أن تشوهنا وتتلاعب بنا وتستغلنا في مختلف القضايا والمواضيع. لذلك، نحن بحاجة إلى مشاهدة وسائل الإعلام بشكل نقدي ومسؤول، وإنتاج وسائل الإعلام بشكل أخلاقي وإبداعي. ومن خلال القيام بذلك، يمكننا اتخاذ قرارات مستنيرة، والمشاركة في العمليات الديمقراطية، والمساهمة في التغيير الاجتماعي.