إيران تدفع ثمن تخاذلها: شعارات زائفة وأوهام لن يأتي
تدفع اليوم إيران ثمن تخاذلها وعدم الوفاء بوعودها لأذرعها في دعمهم والوقوف معهم عندما تم استهدافهم واحدا تلو الآخر

محمود القداح – العربي القديم
منذ استيلاء نظام الملالي على السلطة في إيران من خلال ما يسمى الثورة الإسلامية ملأت فضاء المنطقة بشعارات رنانة بسقوف عالية لم تطل منها شيئا لأنها لم تطلق أساسا بهدف تحقيقها وإنما لدغدغة مشاعر العرب والمسلمين المنهزمين أمام المشروع الصهيوني – الغربي، لكسب ودهم و تحويلهم إلى بيادق رخيصة تتسلق جثثهم لبناء كيانها الإمبراطوري والسيطرة على المنطقة.
من خلال الشعار الوحيد الذي عملت لتحقيقه بإخلاص وهو تصدير ثورتها المزعومة فبقيت تلك الشعارات التي تدعو لتدمير الكيان وتحرير القدس! مجرد شعارات هدفها المتاجرة بقضية فلسطين والقدس ليس إلا .
تمكنت إيران خلال تلك السنوات الطويلة من بناء تحالفات سياسية، وإنشاء أذرع عسكرية تتمتع بقاعدة شعبية غالبا شيعية ممولة من قبلها، ومشبعة بأحقاد تاريخية ضد شعوب المنطقة العربية (السنية تحديدا)، وقد ظهر ذلك جليا عند مواجهة أبناء الثورة السورية .
لكن ما حدث في غزة أواخر عام 2023 كان كفيلا بانكشاف ادعاءات حكام إيران وحقيقة أهدافهم الخفية فنأت بنفسها عنهم وتركتهم لمصيرهم.
تدفع اليوم إيران ثمن تخاذلها وعدم الوفاء بوعودها لأذرعها في دعمهم والوقوف معهم عندما تم استهدافهم واحدا تلو الآخر .
واكتفت حينها بالدعم اللوجستي فلم تتدخل مباشرة في الصراع لأنها كانت تعتبرهم أدوات لتحقيق مآربها وأوراق تفاوض لنجاتها و نجاة برنامجها النووي ، ولم تعتقد أبدا أن إسرائيل ومن خلفها الغرب سيستهدفونها بشكل مباشر، معتمدة على تطمينات من الإدارات الأمريكية السابقة ومن فرنسا وبريطانيا .لقد خدعت كما خدع صدام حسين من قبل.
ماذا لو أنها تدخلت منذ السابع من اكتوبر للدفاع عن غزة حيث كان حزبها اللبناني بكامل قوته وهي متواجدة بقوة في سورية وعلى حدود الكيان . هي اليوم تدفع ثمن غدرها بحلفائها وتركهم يصارعون الموت منفردين لأكثر من سنة آملة أن تحقق مكاسبها الخاصة على دمائهم.
المشكلة أن العرب لا يتعظون أبدا فنجد الكثير منهم اليوم يقفون بجانبها ولو بالكلام ظنا منهم أنها تقوم فعلا بواجبها من منطلق الدفاع عن قضيتهم التي ضيعت الفرص الحقيقة لكسبها يوم كان بإمكانها فعل ذلك .
هي تصارع الموت الآن بعد أن خسرت كل أذرعها فالجسد يصبح مشلولا عاجزا عن الحركة بدون أذرع يدفع بها عن رأسه الذي يقطع .
أما ما تقوم به الآن من إيذاء للكيان فليس أكثر من انتفاض المذبوح قبل انتزاع الروح .