العربي الآن

“هويشة إعلام” في خدمة التضليل والترويج للأوهام

لقد خلقت فقاعة إعلامية ضخمة، شغلت غرف الأخبار واستوديوهات التلفزة حول العالم بلا شيء!

بلال الخلف – العربي القديم

لن أتحدث عن الفشل الحكومي في تشغيل التلفزيون الرسمي حتى الآن، فله في قلبي الكثير من الكلام، وربما بسببه وبسبب ما أعطي من مساحة لإعلام غير مول وطنيا على حساب الإعلام الوطني، تطاول كثير ممن كانوا يتأهبون للتكويع ضد الثورة قبيل انطلاق معارك التحرير ويتلهون بأخبار الفنانين والفنانات وكتب وأبحاث الحرب الأهلية والتطبيع مع أنصاف الشبيحة عبر استضافاتهم المائعة على الشاشة… ثم فجأة صاروا آباء الثورة إعلامياً وأمهاتها،  لكنني سأتحدث عن فضيحة إعلامية جديدة تكشف كيف يتحول الإعلام من وسيلة لنقل الحقيقة إلى أداة للتهويل والتضليل.

عندما تكون مدير تلفزيون، لا تفتأ تتفاخر بمعلوماتك ومصادرك الخاصة التي لا تنضب والتي كثير منها لا يصدق ولكن كثيرون لا يعتبون عليكم لأن العتب على قدر الثقة والمحبة، ثم تخرج إلى الجمهور لتقول لهم إنه “خطاب نصر”، بينما هو في الحقيقة مجرد مؤتمر عسكري لجمع الفصائل وحلها ضمن وزارة الدفاع، وحل أحزاب الجبهة التقدمية وحزب البعث، وحل الأجهزة الأمنية السابقة، وحل البرلمان، وإيقاف العمل بالدستور فهنا لم تعد مجرد ناقل للأخبار، بل صانع للوهم. من المعيب أن تُسمى صحفياً وأنت لا تميز بين “خطاب نصر” يُلقى ببث مباشر أمام الجماهير وبين مؤتمر عسكري مغلق لقادة الفصائل!

هل تدرك ما الذي فعلته يا “هوّيش الإعلام “؟ لقد خلقت فقاعة إعلامية ضخمة، شغلت غرف الأخبار واستوديوهات التلفزة حول العالم بلا شيء! ليس هذا فقط، بل إن غباءك الإعلامي أسقط هيبة ومقام الرئاسة في بلادنا بعيون الناس والإعلام الدولي، دون أن تدرك حجم الضرر الذي تسببت به.

لكن لا عجب، فمنذ أن وصف مدير تلفزيونكم السوريين بـ”هويشة كراجات”، كان واضحاً أنه يسعى لإثبات شيء واحد: أنه وطاقمه ليسوا إلا “هويشة إعلام” في زمن ينضح بالفراغ والفارغين المفتونين بإنجازاتهم، المتبسمين أمام كاميراتهم، المنتشين في مرآة غياب الصوت الحقيقي والإعلام الحقيقي الذي لا يبدل جلده كالحرباء ولا يطلق فقاعات الصابون كمهرجي السيرك القافزين على الحبال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى