رحيل مداد التأريخ والتوثيق: الرقة تودع المؤرخ محمد العزو
لقبه الرقيون بـ "أبو آثار"، اختزالا لرحلةٍ طويلة قضاها في خدمة التراث والتاريخ والحضارة، حارساً مخلصا لذاكرة الفرات

العربي القديم – الرقة | أسامة عبد الكريم الخلف
شهد صباح اليوم الجمعة أول أيام عيد الأضحى المبارك، وفاة الباحث والمؤرخ “محمد العزو” مدير متحف الرقة وأحد المهتمين والباحثين الكبار في مجال الآثار والتأريخ بالمحافظة، بعد معاناة مع المرض عن عمر ناهز 75 عاما. وبعد أن لقبه الرقيون بـ “أبو آثار”، اختزالا لرحلةٍ طويلة قضاها في خدمة التراث والتاريخ والحضارة، حارساً مخلصا لذاكرة الفرات
سيرته الذاتية:
وُلد محمد العزو عام 1950، في محافظة الرقة السورية، في قرية شنينة بريف الرقة، من عشيرة الذياب العفيدلية الشعبانية الزبيدية.
-درس المرحلة الابتدائية في مدرسة الرشيد الابتدائية بالرقة وأكمل المرحلة الإعدادية والثانوية عام(1967م) ثانوية الرشيد ونالها عام 1970.
سافر إلى جمهورية تشيكوسلوفاكيا آنذاك بقصد الدراسة الجامعية, وحصل على درجة الماجستير عام (1979م) فرع “الأثار الكلاسيكية وتاريخ الفنون الجميلة) من جامعة تشارلز الرابع.
رسالة الماجستير كانت بعنوان/الآثار والفنون الجميلة في سورية خلال العصر الكلاسيكي – و في عام (1979م) عاد إلى سوررية وشغل رئيس شعبة معاون في دائرة آثار الرقة. – في عام(1980م) تعاقد مع جامعة الملك سعود في السعودية وعين محاضرا في كلية الآداب قسم الآثار والمتاحف للمواد التالية:
آثار الشرق الأدنى القديم
الفن العربي قبل الإسلام
آثار الجزيرة العربية قبل الإسلام
تاريخ الفنون الإسلامية
من سوريا وإليها
خلال العام (1984م) عين محمد العزو بوظيفة باحث في مركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر / التابع لجامعة الملك سعود، وفي عام (1987م) عاد إلى سورية، وعين أمينأ لمتحف الرقة في دائرة آثار ومتاحف الرقة… فكان من سوريا وإليها، ابنا بارا للأرض وثقافتها لا يطيق فراقها طويلا
-ترأس بعثات أثرية محلية للتنقيب عن الآثار في الرقة في تل الأسود وفي موقع سورا الأثري وغيرها، وشارك في أعمال التنقيب الأثري مع كل البعثات الأجنبية والوطنية في الرقة وبعض البعثات التي نقبت في الجزيرة الفراتية
خلال مسيرته الطويلة مع البحث والمعرفة والتوثيق ألقى العزو عشرات المحاضرات الأثرية والتاريخية في الرقة وحلب وحمص والحسكة .. فقد كان التعريف بآثار بلاده وجعلها قضية حاضرة في الوجدان العام، واحدة من هواجس حياته الملحة التي طالما عبر عنها بحماس وإيمان.
شارك في عدة مؤتمرات داخل سورية في البحث الأثري والتراثي وفي عام (2004م) شارك في تشكيل جمعية العاديات فرع الرقة بموافقة عامة من الجهات المختصة وانتخب الأستاذ عبد اللطيف خطاب رئيسا لها
– انتخب الباحث الأستاذ محمد العزو عام 2006 رئيسا للجمعية “العاديات” وهي تعني بالشأن التاريخي والأثري والاجتماعي والوطني، وتنأى بنفسها عن البحث في السياسة والدين.
شغل الراحل منذ العام 2017 وحتى اليوم، منصب مستشار في هيئة الثقافة بالرقة وحتى تاريخ وفاته حيث ودعه أهله وأصدقاؤه ومحبوه بكثير من الأسى لما لعبه من دور هام في تاريخ المدينة المعاصر، وصون ذاكرتها.