العربي الآن

مجـ.ـزرة السويداء: جثث بلا أسماء، ورواية بلا أدلة، والهدف رأس الدولة

تم تسويق المجـ.ـزرة لاحقاً عبر سردية إعلامية موجهة، حاولت تصوير قوات الدولة كأنها المسؤولة عن قتل "أبناء السويداء" على نهج طائفي

علي الجاسم – العربي القديم

في لحظة مفصلية تشهدها سوريا، وفي ظل سعي الدولة لاستعادة الأمن والنظام، ارتكبت في محافظة السويداء جريمة مروعة داخل المشفى الوطني، طالت عناصر من الجيش السوري والأمن العام ومدنيين من أبناء البدو، على يد مجموعات خارجة عن القانون، في مشهد دموي لم يقتصر على القتل بل امتد إلى التلاعب بالرواية وتوظيف الجريمة إعلامياً.

الرواية الملفقة التي حاولت ترويجها منصات إعلامية محلية، ادعت أن الجثث تعود لأهالي السويداء، وأن من قتلوا هم ضحايا “اعتداءات حكومية”، في محاولة مكشوفة لتضليل الرأي العام، وتقديم صورة زائفة تخدم مصالح تتجاوز حدود المحافظة… وصولاً إلى تل أبيب.

الجريمة: تفاصيل صادمة من داخل المشفى الوطني

وفق شهادات طبية وعسكرية متقاطعة، وفي الساعات التي تلت السيطرة المؤقتة للمسلحين على أجزاء من المشفى الوطني، تم تنفيذ عملية تصفية جماعية طالت:

»عدداً من عناصر الجيش وأفراد من قوى الأمن الداخلي الذين وصلوا إلى المحافظة كقوات فض نزاع.

»مدنيين معظمهم من البدو تم احتجازهم على خلفية انتمائهم المناطقي أو المذهبي.

الجثث عثر عليها لاحقاً داخل المشفى وفي محيطه، بحالة تؤكد تعرضها للتعذيب والتصفية الميدانية.

ووفق مصدر من الطاقم الطبي:

“لم يسمح لنا بإسعاف المصابين، وتم تهديد الطواقم، ثم فرض علينا الصمت خلال عمليات قتل صامتة داخل غرف الطوارئ”.

مؤشرات التزوير والتضليل في سردية القتلة

رغم ضخ عشرات المنصات الإعلامية الموالية للفصائل المسلحة رواية واحدة، إلا أن الحقائق كشفت هشاشتها:

1. الجثث تركت حتى التفسخ دون مطالبة من “ذويها”
في مجتمع لا يدفن فيه ميت دون جنازة، كيف تترك جثث لعشرات الأيام دون ادعاء من عائلتهم؟!

2. دفن جماعي دون تسليم رسمي أو توثيق قانوني:
تم دفن الجثث في مقبرة جماعية بلا أي سجل رسمي، أو توثيق تصويري، بل جرت العملية بشكل سري دون شهود.

3. غياب التوثيق الإعلامي:
إذا كانت الجثث تعود لأبناء السويداء، لماذا غابت صورهم عن المنصات المعروفة التي لا تترك حدثاً دون تغطية؟!

4. لا مقابر فردية ولا أرقام تسجيل:
كان يجب أن يدفن كل قتيل في قبر فردي، مع تسجيل رقمه في سجل التوثيق للتعرف عليها فيمابعد.
لكن في هذه الحالة: لا قبور فردية، لا أسماء، لا أرقام.

الهدف الأعمق: ضرب الدولة وتقديمها كـ”طرف إرهابي.

هذه الجريمة لم تكن فقط تصفية جسدية لخصوم الفصائل المسلحة، بل جزء من مشروع أوسع لإضعاف الحكومة السورية وتشويه صورتها أمام المجتمع الدولي.

تم تسويق المجزرة لاحقاً عبر سردية إعلامية موجهة، حاولت تصوير قوات الدولة كأنها المسؤولة عن قتل “أبناء السويداء” على نهج طائفي، في محاولة لاستثمار هذه الرواية في الخارج، ولا سيما في الدوائر المؤيدة لإسرائيل.

الغاية
الغاية الأساس كما يمكن لأي متابع أن يتبينها هو تسويق الحكومة السورية كـ”طرف إرهابي” أمام المنظمات الدولية… من أجل تبرير أي تدخل خارجي باسم “حماية المدنيين”.  فضلا عن دعم رؤية إسرائيل التي لطالما سعت لتقديم الدولة السورية كخطر أمني دائم في المنطقة وعلى الأقليات التي تزعم إسرائيل أنها معنية بحمايتها…. بينما يرى العالم جرائمها بحق النساء والأطفال في غزة

أصابع إسرائيل حاضرة!

عدة تقارير متقاطعة تشير إلى أن بعض القيادات الميدانية في هذه الفصائل الخارجة عن القانون، تتلقى دعماً  مباشر من جهات على صلة بإسرائيل، سواء عبر شبكات تواصل أو عبر التمويل الإعلامي والتحريضي، وهو ما يفسر محاولات تشويه سمعة الدولة المركزية، وتقويض سيادتها لصالح مشاريع تقسيمية طويلة الأمد.

خاتمة:

إن ما جرى في المشفى الوطني ليس فقط جريمة قتل… بل جريمة تزوير هوية وقتل للعدالة والحقيقة.

وفي الوقت الذي تنادي فيه بعض الجهات بـ”العدل والمساواة”، فإنها تمارس أبشع انتهاك ضد الإنسان والمجتمع، وتخدم دون مواربة مشروعاً إسرائيلياً  عنوانه: تفتيت سوريا وشيطنة الدولة.

زر الذهاب إلى الأعلى