الديمقراطية واحترام الخصومة السياسية
أشعر بالخجل عندما أضطر للحديث عن أمور بديهية، كألا نحكم على الناس من مظهرهم أو لحاهم أو حجابهم
زُهَار مصعب الجندي – العربي القديم
من الطبيعي أن يكون لكل شخص مطالبه، ومن الطبيعي أيضاً أن تتعارض هذه المطالب. هذا التباين ليس نقطة ضعف، بل أساس متين لنظام ديمقراطي تعددي، حيث تتحول الخصومة السياسية إلى أداة بناء لا هدم. شخصيًا، لدي انحيازاتي ومخاوفي، لكنني أجد نفسي متفائلة عندما أرى شخصيات واعية كأحمد الشرع، الذي أتقن اللعبة السياسية بشكل يثير التفاؤل. أعجبتني طريقة تجاوزه للأسئلة في مقابلته للبي بي سي التي كان من المفترض أن توقعه في الفخ الإعلامي. بينما وقع زميله في فخ مشابه في “حصة البيولوجيا” على قناة الجديد، على الرغم من أنهما يتشاركان نفس الرأي، إلا أن أحدهما كان سياسياً محنكاً. وفي ظل نظام ديمقراطي تعددي -إذا تحقق- سيكون خصمًا محترمًا.
دقيقتين تفصلاننا عن شهر آذار. “ولوقتا فرج ورحمة”.
#ركز_لا تضيع
اختلاف الرأي لا يجب أن يفسد الود بيننا. أما ما نراه في وسائل التواصل الاجتماعي من أسلوب التعليق الطائفي والمسيء، فهو يعبر عن أفراد تائهين لم يتجاوزوا نفسياً حقبة الجاهلية الأسدية، ومنهم أيضاً من يُحسبون على الثورة. لكن هذا الأسلوب لا يعبر عن الوعي السائد الذي يظهر بوضوح في المسيرات الهائلة التي تهتف بأن الشعب السوري واحد. هذه الروح هي ما يدفعني للثقة بأنه، حتى في حالات فردية كالاعتداء على كنيسة، ستجد عشرات المسلمين يتكاتفون لإصلاحها، لأننا جميعاً ندرك أن الروائح الكريهة لا تأتي إلا من “الكلاسين المتسخة” والتي نعلم مصدرها جيداً.
أشعر بالخجل عندما أجد نفسي مضطرة للحديث عن أمور بديهية، كألا نحكم على الناس من مظهرهم أو لحاهم أو حجابهم وعدمه وأي أمور سطحية أخرى. هذه التفاهات لا مكان لها في مجتمع يسعى للحرية والتعددية. بالنسبة لي، لا مشكلة لدي في انتخاب أي شخص لا يشبهني شكليا، ما دمت أجد توافقًا مع برنامجه السياسي، سواء كان رجلاً أو امرأة 🙂
#تذكر_أنه_قد_سقط
عندما أشعر بالضيق في يومياتي، يكفيني أن أتذكر أن النظام قد سقط في سوريا! وحتى هذه اللحظة، أُفاجأ من نفسي لأنني أبتسم تلقائيًا كلما تذكرت ذلك. فعلى الأقل، أصبح لدينا مستقبل نختلف عليه، ومهما حدث، لن يكون هناك ما هو أفظع من الاعتقال والتعذيب والدفن بالآلاف، أو حتى ذلك الطفل الذي كان في السجن… يكفينا ذلك الطفل.