العربي الآن

إلى سيادة الرئيس… قرارٌ يعكّر صفو الأمل!

الإعلام السوري، الذي كان ينتظر نسمة تغيير، تلقّى صفعةً غير مبررة، كأن باب المستقبل قد أُوصد في وجهه

بلال الخلف – العربي القديم

سيادة الرئيس:

نختلف معك أحيانًا، ونتفق أحيانًا أخرى، ننحاز إليك حين نرى في قراراتك بوصلة النجاة، ونتحفظ حين نلمح انعطافة لا تبدو موفّقة. نقف على الحياد تارة، وندافع عنك تارة أخرى، لكننا جميعًا، بمختلف مشاربنا وآرائنا، متفقون على أنك اليوم صمّام الأمان، ورجل الدولة الذي فرضته المرحلة، والقائد الذي تعلّقت به آمال السوريين في هذه اللحظة المصيرية.

لكن يا سيادة الرئيس، لماذا هذا القرار؟ لماذا هذه الانتكاسة التي لم يكن أحد ينتظرها؟ كيف لرئيسٍ يدرك وزن الإعلام، ويعرف خطورته، أن يضع على رأسه رجلًا لفظه أهل المهنة قبل غيرهم؟ كيف يُعقل أن تملك سوريا جيوشًا من العقول الإعلامية، وأسماءً لمعت في الفضاء العربي والدولي، ثم يقع الاختيار على شخصيةٍ أثارت استياء الصحفيين قبل أن تُصدر قرارًا واحدًا؟

سيادة الرئيس، حين كانت أنظار السوريين شاخصة إلى قصر الشعب، مترقبة ملامح الحكومة الجديدة، متأملةً أسماءً تبعث على الطمأنينة، جاء الاسم الذي نزل كالصاعقة! فجأةً تبدلت الملامح، وأُطفئت لمعة الأمل في العيون، وانقلبت التوقعات رأسًا على عقب. الإعلام السوري، الذي كان ينتظر نسمة تغيير، تلقّى صفعةً غير مبررة، كأن باب المستقبل قد أُوصد في وجهه، قبل أن يُفتح أصلًا.

لا نقول هذا تشكيكًا، ولا نسرد الكلمات من باب الجدل، لكن اسأل من عمل معه، من عرفه، من احتكّ به، لا من يصفّق له في كل محفل! اسأل من ذاق مرارة التعامل معه، ممن خبر نهجه وعرف أسلوبه، لا من يسبّح بحمده صبحًا ومساءً لمصلحةٍ أو منفعة. الإعلام، يا سيادة الرئيس، ليس مزيجًا من الشعارات والبيانات الجوفاء، بل هو سلاحٌ بيد الدولة، وهو الوجه الذي نُطلّ به على العالم، فكيف يُسلَّم إلى من لا يُجيد حمله، ولا يدرك قيمته؟

سيادة الرئيس، لا نطالب بالمستحيل، ولا نرجو إلا أن يكون لصوت السوريين صدى، ولقلقهم وزن. إن كنتَ تسعى إلى إعلامٍ يليق بسوريا، فلا تتركه لمن لا يليق به، وإن كنتَ تطمح إلى مرحلةٍ جديدة، فلا تبدأها بانتكاسةٍ كهذه. نحن نكتب إليك لأننا نؤمن بأنك تسمع، ولأننا نرفض أن نُساق إلى صمتٍ يُجبرنا على قبول ما لا يُقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى