تكنولوجيا واقتصاد

سلاح الكراهية الاقتصادي: ماذا وراء الحملة على السوريين في مصر

العربي القديم- متابعات

تصدر وسم “مقاطعة محلات السوريين” بشكل مفاجئ موقع التغريدات إكس في مصر، وجرت الاستعانة بمقطع فيديو بثه أحد السوريين قدم فيه اقتراحاً للحكومة يقضي بنقل السوريين الموجودين في مصر إلى قرب مثلث حلايب المتنازع عليه بين مصر والسودان، دون معرفة ما إذا كان الفيديو بُث حديثاً أم أُعيد ترويجه لإثارة المغردين. في حين طالب المغردون بمقاطعة مطاعم السوريين بزعم تقديم أطعمة فاسدة. تبعه وسم “مش هتشتري غير من المصري” الذي انطوى  تعليقات وتحريض وصل حد اتهام السوريين بمصر بتجارة مخدرات!

عمرو أديب: هو السوري عمل إيه؟! 

وانتقد بعض المصريين الوسم الذي وصفوه بالخاطئ وكتب أحدهم: ” مش هتشترى غير من المصري يبقي تقاطع كل المنتجات الأجنبية مش السورية بس يا ×× امك” في حين تساءل الإعلامي عمرو أديب في برنامجه (الحكاية): “هو السوري عمل ايه” المصريين كرماء وأهل شهامة.. بقالنا كم يوم فيه حاجة مرعبة.. هاشتاج مش هاكل إلا من محل مصري وبيهاجم السوريين.. ليه؟”

ويقدر إجمالي عدد اللاجئن السوريين في مصر بمليون ونصف المليون مليون من أصل 9 ملايين لاجئ على الأراضي المصرية بينهم  نحو 4 ملايين سوداني ومليون يمني ومليون ليبي.

أحمد راغب: الكراهية أو العنصرية ليستا من سلوكيات المصريين

وفي حديثه لصحيفة (العرب) اللندنية، أكد مقرر لجنة حقوق الإنسان في الحوار الوطني الناشط الحقوقي أحمد راغب أن الخطابات العنصرية وحملات الكراهية ضد اللاجئين في أي مكان بالعالم لها أبعاد دينية أو قومية أو اقتصادية، والبعد الأخير تنطلق منه الحملات الحالية في مصر ضد السوريين، ولدى أغلبهم وضع قانوني سليم، وهناك امتزاج خاص بينهم وبين المصريين، ما يجعل الحملة الأخيرة شكلية ولن يكون لها تأثير على أرض الواقع.

مضيفا أن “مصر على مدار تاريخها استوعبت الكثير من الجنسيات والثقافات المختلفة، وتبقى أقوى من مجرد تريندات، ولا يعبر ذلك عن رفض مجتمعي واسع لوجود اللاجئين، كما أن مطاعم السوريين لم تتأثر بالحملة التي انطلقت على مواقع التواصل قبل أيام، مع أن الكراهية أو العنصرية ليستا سمتيْن في سلوكيات المصريين، والغضب على فئة أو جنسية معينة ليس أمراً سهل الحدوث”.

عدنان عبد الرزاق: لإرغامهم على العودة إلى حضن الأسد

الصحفي والمحلل الاقتصادي السوري عدنان عبد الرزاق، كتب في (العربي الجديد) القطرية، ينتقد هذه الحملة ويذكر بمساهمات السوريين الاقتصادية في مصر قائلا:

” الاستثمارات التي أقامها السوريون في مصر مذ هربوا من بطش عصابة الأسد ومواجهة حلمهم بالقتل والتهجير عام 2011، والبالغة 1254 شركة، بحسب إحصاءات رسمية من الهيئة العامة للاستثمار بالقاهرة، زادت من ترحيب المصريين بالسوريين. وصل الأمر لمطالبة بعض المحللين بوضع السوريين بموضع القرار في مصر، نظراً للانقلاب الذي حققوه بالأسواق والتجارة، خاصة على صعيد الصناعات والخدمات الغذائية التي أثرت، ولو بشكل نسبي، على النمط الغذائي للمصريين وبدلت بعضه، إقبالاً واقتداء”

وربط عبد الرزاق بين الأزمات التي يعانيها الاقتصاد المصري اليوم، وتهاوي الجنيه أمام الدولار وبين الحملة الحالية ضد السوريين، معتبرا أن: “ربما منطقاً وإنصافاً، أن لفتح مصر أبوابها وحضنها لنحو 9 ملايين لاجئ من 133 دولة، ما يشكل 8.7% من سكانها، أثراً على استنزاف الموارد وزيادة الطلب وغلاء أسعار السلع والمنتجات وإيجار النقل والمنازل.بيد أن السوريين، وبشهادة المصريين أنفسهم، خارج تلك الحسبة، نظراً للأعمال التي أقاموها وتشغيلهم العمالة، بما فيها بعض المصريين. وربما الأهم أن عدد السوريين المسجلين كلاجئين يتقاضون مساعدات، وفق أحدث تقارير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر، لا يزيدون عن 153 ألف لاجئ، في حين أن العدد الكلي بمصر ينوف ربما عن 1.5 مليون سوري، وليس 5 ملايين كما يسوّق بعض دعاة ترحيل السوريين”.

ورأى عدنان عبد الرزاق أخير أن ما يجري تجاه السوريين يرتبط بـ” ما يلوح من خطط وسياسات التضييق على السوريين، إن بتركيا أو بلبنان، لعودتهم إلى “حضن الأسد” والقبول بالأمر الواقع ضمن خطة إعادة إنتاج نظام الأسد وتسويقه، بعد تحميل هؤلاء اللاجئين وزر فشل السياسات الحكومية وتراجع الدخول وغلاء الأسعار ببلدان لجوئهم”.

زر الذهاب إلى الأعلى