فنون وآداب

سوريا ساحة الإثارة المخابراتية في السينما: فيلم (Raqa) ألفارو مورتي في شوارع الرقة

أحمد صلال- العربي القديم

في عام 2014، وفي شوارع الرقة الخطرة التي تحكمها داعش، يحاول الجاسوس الدولي هيبالا تعقب إلجوردانو، أحد أكثر قادة تنظيم الدولة الإسلامية المطلوبين.  لكنه ليس الوحيد الذي تسلل إلى سوريا من أجل هذه المهمة… فهناك مليكة، الممرضة الإسبانية من سبتة التي تعمل لدى اليوروبول، والتي وصلت إلى المدينة لنفس السبب.  سيحاول كل من هيبالة ومليكة، وهما شاهدان على عمليات الإعدام بإجراءات موجزة واستعباد النساء والتفجيرات، تحقيق هدفهما: تحديد مكان زعيم المنظمة الأصولية وتسليمه لتسريع سقوط تنظيم الدولة الإسلامية.

هدف استخباراتي لا يخلو من خيال سينمائي مليء بالإثارة… يغلف حكاية مطاردات بوليسية تتخذ من سورية مسرحا لها، ومن داعش عدوا مثاليا لحكاية مكافحة الإرهاب… بعيداً عن إرهاب نظام الأسد، المعضلة الأساس التي يتجاهلها الفيلم.

العذارى والجلادون

يخوض المُنتج والمنتج الإسباني مغامرة في مجال التجسس باستخدام هذا الفيلم المقتبس من كتاب العذارى والجلادين، الذي كتبه الصحفي والمتخصص في العالم العربي توماس باربولو.

كان فيلم Under Therapy ، الذي حصل على جائزة Silver Biznaga – Special Jury Prize في مهرجان مالقة لهذا العام لمجموعة الممثلين والممثلات، أحدث عمل للمخرج والمنتج أيضًا جيراردو هيريرو، الذي يعرض منذ أيام قليلة فيلمه Raqa، وهو فيلم إثارة سياسي يتعمق في قلب تنظيم الدولة الإسلامية وظلام الجهاد. تم التصوير في الدار البيضاء ومراكش (المغرب) وفي إسبانيا في صحراء بارديناس رياليس وتافالا ومواقع أخرى في منطقة نافارا.

وجه مشهور

الفيلم من بطولة ألفارو مورتي (الممثل الذي اشتهر في سلسلة Money Heist وشوهد مؤخراً في أفلام روائية مثل (Lost & Found)  وMirage)) ومينا الحماني (شاركت في سلسلة Elite و Historias para no dormir )، بدعم من عبد اللطيف حويدار وكريستينا كوفاني (مسلسل La caza و El silencio)، وبن تيمبل (عند الدخول )، وديبوراه فرانسوا (ظهر مؤخراً في The Paramedic و Savage State ) وخوان كارلوس فيليدو (الذي عمل مع هيريرو في Under Therapy).

يستند سيناريو إيرين زوي ألاميدا إلى رواية (العذارى والجلادون)، للكاتب توماس باربولو، وهو صحفي من لا كورونيا، عمل لمدة 25 عامًا في صحيفة (إل بايس) وغيرها من الصحف مثل إل سول، وإكسبانسيون، وكلارو، ولا جاسيتا دي لوس نيجوسيوس، وهو كاتب متخصص في شؤون العالم العربي.

يحكي الفيلم قصة الجاسوس الدولي هيبالا (المعروف باسم الصحراوي) وظهوره في شوارع الرقة الخطرة عام 2014،  ومطاردة إل جوردانو، أحد أكثر قادة داعش المطلوبين.

فيلم إثارة تجسسي يحمل في طياته صورة اجتماعية أساسية، ويصور الحياة في مدينة كانت تهيمن عليها إحدى أكثر الجماعات الإرهابية قسوة. يتقاسم الأبطال نفس المهمة، ولكن لأجهزة سرية مختلفة: يعيشون على حافة السكين وغير قادرين على ارتكاب أي أخطاء، والتوتر والخوف ملموسان في كل فعل.

أهمية الفيلم أنه يكشف عمل أجهزة المخابرات الغربية المختلفة على الأراضي السوري وتقاطع مهماتها وأجندات عملائها الأجانب… وعيبه بالتأكيد غياب قضية الشعب السوري وخلاصه من الديكتاتورية وحكم الاسد الاستبدادي الشمولي… وتحول سورية إلى ساحة مخابراتية تستثمر في السينما في صناعة أفلام الجاسوسية والإثارة.

زر الذهاب إلى الأعلى