العربي الآن

وزير التعليم العالي يدعو من فرنسا لتعزيز أواصر التعاون مع سوريا وأطباء يبحثون العودة إلى الوطن

كان اللقاء بين الوزير واتحاد الأطباء والصيادلة مثمراً للغاية، حيث تم خلاله مناقشة العديد من القضايا ذات الأهمية المشتركة

العربي القديم – باريس | تحقيق: فراس اللباد

عقد اتحاد الأطباء والصيادلة السوريين في العاصمة الفرنسية – باريس، اجتماعًا موسعًا مع السيد مروان الحلبي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي السوري. وقد تناول الاجتماع سبل تعزيز التبادل العلمي بين سوريا والجامعات الفرنسية، بالإضافة إلى التعاون في مجالات البحث العلمي وتطوير العلاقات الثنائية في المجالات التعليمية والعلمية والطبية. العربي القديم تابعت اللقاء واستطلعت آراء مجموعة من الأطباء السوريين في فرنسا

الدكتور “إسماعيل مطاوع” قال في تصريح لـ “العربي القديم”: إن الإمكانيات اللازمة متوفرة في باريس، وذلك بفضل الأطباء السوريين ذوي الخبرات المتميزة، حيث يجري العمل حاليًا على توفير التسهيلات اللازمة لاستقبال الطلاب السوريين المتخصصين في المجالات الطبية، وتيسير انتقالهم إلى فرنسا لتلقي التدريب المناسب،

وأضاف، إلى ضرورة معالجة مسألة تخفيض عدد خريجي كليات الطب بجميع تخصصاتها، وذلك نظرًا لعدم تناسب الأعداد المتزايدة مع حجم سوق العمل السوري، على سبيل المثال، أشار إلى وجود ستة آلاف طالب في كلية طب الأسنان على وشك التخرج، مما يشكل خطرًا على المهنة وجودتها، حيث قد يؤدي ذلك إلى انخفاض الجودة وزيادة المنافسة في سوق العمل، مع التركيز على الجانب المالي.

وأشار الدكتور “مطاوع” إلى أهمية إعادة تفعيل الاتفاقية السورية الفرنسية، والتي تم تعليقها من قبل الجانب الفرنسي خلال فترة الثورة السورية، بهدف استئناف برنامج إيفاد الطلاب بالتعاون مع وزارة التعليم العالي. علاوة على ذلك، أشار إلى ضرورة إعادة تفعيل الاتفاقية الإيطالية السورية، والتي تم تعليقها أيضًا من قبل الجانب الإيطالي خلال الفترة ذاتها، نظرًا لعدم التزام الجانب السوري بالمعايير المطلوبة.

وشدد أيضا، على ضرورة العمل على تحقيق الاستقلالية المالية للكليات السورية، مع التأكيد على أن يتولى عميد الكلية مسؤولية إدارة الموارد المالية، بما في ذلك إدارة الإنفاق المالي واتخاذ القرارات التي تخدم مصلحة الطلاب في أسرع وقت ممكن.

الدكتور المهندس “محمد المحمد”: بناءً على دعوة من اتحاد الأطباء والصيادلة السوريين في فرنسا، عُقد لقاء مع معالي وزير التعليم العالي السوري، “مروان الحلبي”، وقد أتاح هذا اللقاء فرصةً قيّمة للتعبير عن التحديات التي يواجهها الطلاب الموفدون في الخارج، والذين أظهروا دعمهم لأسرهم وامتنعوا عن العودة إلى الوطن قبل انتصار الثورة السورية، وذلك لتجنب الوقوف في صف النظام السابق.

وأضاف، أنه خلال الاجتماع، تمت مناقشة عدة نقاط جوهرية، بما في ذلك إحصائيات الطلاب المبتعثين في الخارج، حيث بلغ عدد الطلاب الموفدين في أوروبا وأمريكا والدول العربية ما يقرب من (4000) طالب، منهم أكثر من (500) طالب في فرنسا، يدرسون تخصصات متنوعة تتراوح بين العلوم الطبية والفنون الجميلة. تجدر الإشارة إلى أن غالبية هؤلاء الطلاب لم يعودوا إلى الوطن قبل انتصار الثورة السورية، وذلك بسبب مواقفهم المؤيدة للثورة.

وتابع، بالنظر إلى أوضاع الطلاب، تظل معالجة التحديات التي تعيق عودتهم أمراً ضرورياً، وذلك بسبب بعض القيود الإدارية والمالية. ومع ذلك، فإن دورهم الفاعل والبناء يعتبر حيوياً، فهم بحاجة إلى الوطن والوطن بحاجة إليهم، خاصة في مجالات تطوير التعليم والبحث العلمي. تعتبر هذه المجالات ذات أهمية بالغة لسوريا، والتي شهدت توقفاً منذ بداية الأزمة بسبب الإجراءات التي اتخذت بحق المتعلمين السوريين وهجرتهم من البلاد.

وفي سياق حديثه، أشار إلى أن الطلاب الموفدين قدموا مبادرات قيمة لكل من معالي وزير التعليم العالي السابق الدكتور عبد المنعم الحافظ ومعالي وزير التعليم الحالي الدكتور مروان الحلبي. اشتملت هذه المبادرات على مقترحات لتسوية الجوانب الإدارية والمالية للطلاب الموفدين، بهدف تيسير عودتهم إلى الوطن. ومن أبرز هذه الحلول: التسوية الإدارية، وتمديد فترة وضع الطالب الموفد إلى ثلاث سنوات بدلًا من سنة واحدة لتسهيل تنظيم شؤونه في بلد الاغتراب والوطن الأم، وتسهيل سفر الطالب الموفد وتنقلاته خلال هذه الفترة دون الحاجة إلى موافقة جهة العمل ريثما يتم تنظيم شؤونه الإدارية والاجتماعية، بالإضافة إلى محاولة إيجاد تسوية مالية من خلال عدم مطالبة الطالب الموفد بمضاعفة المبلغ الممنوح له خلال فترة دراسته في الخارج في حال تخلفه عن السداد، واحتساب مدة الاغتراب ضمن سنوات الخدمة للطالب الموفد.

أكد الدكتور “المحمد”، على أن الطلاب الموفدين في الخارج يمثلون الكفاءات السورية الأساسية، وهم يمثلون رصيدًا حقيقيًا يمكنه المساهمة في التنمية والتطوير من خلال مراكز الأبحاث والجامعات، بالإضافة إلى علاقاتهم مع الدول التي درسوا بها، مما قد يعود بالنفع على سوريا على مختلف الأصعدة، مثل تبادل الطلاب بين سوريا وفرنسا، وتطوير المناهج والبحث العلمي.

 بناءً على أحدث الإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية حتى مارس 2025 : تفيد التقارير بأن (57)% فقط من المستشفيات في سوريا تعمل بكامل طاقتها، وبناءً عليه، فإن ما يقرب من (43)% من المستشفيات إما متضررة جزئيًا أو خارج نطاق الخدمة بشكل كامل

في تصريح للسيد “مروان الحلبي”، وزير التعليم والبحث العلمي السوري، قال: إن المداخلات والمقترحات المقدمة خلال المؤتمر قد عكست مستوى رفيعًا من الوعي والالتزام، مما يمهد الطريق لأسس جديدة للعمل الوطني القائمة على التعاون والمعرفة والانتماء. وستشهد هذه الفعالية انطلاق مرحلة علمية سورية جديدة، ابتداءً من باريس وصولًا إلى دمشق.

كما أكد على العمل الجاري لتفعيل اتفاقيات الشراكة والتوأمة بين الجامعات السورية والفرنسية لتعزيز الروابط الأكاديمية، مع الدعوة إلى توسيع نطاق التعاون وإقامة شراكات عملية ومستدامة في مجالات التعليم والتدريب والبحث العلمي. وأشار إلى دعم مخرجات هذا الملتقى من خلال برامج التوأمة مع الجامعات والمستشفيات، بالإضافة إلى فتح آفاق للتعاقد والإيفاد وتطوير البحث العلمي المشترك.

وختم الوزير الحلبي بدعوة أبناء الجالية السورية في فرنسا للمشاركة الفاعلة في رسم ملامح المستقبل من خلال المشاريع الواقعية والتدريب السريري والبحث العلمي والتبادل المعرفي، مؤكدًا على حاجة سوريا الماسة لكفاءات أبناء الجالية السورية في فرنسا، الذين يمثلون الوجه المشرق والصورة الحقيقية للبلاد في العالم. الإخبارية السورية*

 أصدر الرئيس السوري أحمد الشرع عدة مراسيم تتعلق بالطلاب وأحوالهم الدراسية، بما في ذلك المادة (2) التي تطبق أحكام الفقرة /ج/ من المادة (47) من المرسوم التشريعي رقم /6/ بتاريخ 14/01/2013م، على الموفد المشمول بأحكام المادة (1) من هذا المرسوم.

المادة (3) تنص على إصدار التعليمات التنفيذية لأحكام هذا المرسوم بقرار من وزير التعليم العالي والبحث العلمي. منحت هذه المراسيم مدة سنة من تاريخ نفاذ هذا المرسوم لاستكمال إجراءات التعيين، في حال حصول الموفد على المؤهل العلمي المطلوب في قرار الإيفاد بعد تاريخ 15/03/2011م، وذلك في الحالات التالية:

أ – الموفد الذي لم يضع نفسه تحت التصرف خلال المدد المحددة في قانون البعثات العلمية.

ب – الموفد الذي تأخر في الحصول على المؤهل العلمي المطلوب بعد استنفاد المدد المحددة في قانون البعثات العلمية.

ت – الموفد الذي غير الجامعة أو المعهد الذي يدرس فيه.

ث – الموفد الذي غير اختصاصه بعد موافقة الجهة التي أوفدته

وفي سياق متصل قال الدكتور والبروفيسور “عبد المنعم إبراهيم حميد ” رئيس اتحاد الأطباء والصيادلة السوريين في فرنسا: كان اللقاء بين الوزير واتحاد الأطباء والصيادلة مثمراً للغاية، حيث تم خلاله مناقشة العديد من القضايا ذات الأهمية المشتركة، بما في ذلك سبل النهوض بالقطاع الطبي والصحي في سوريا. وقد تم خلال اللقاء طرح ومناقشة العديد من الأفكار، من بينها إشراف الاتحاد على مؤتمر الجمعية الطبية الأوروبية العربية، والمقرر عقده في شهر أكتوبر القادم تحت رعاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي. بالإضافة إلى ذلك، تم التطرق إلى مشروع هام يتعلق بتدريب الأطباء السوريين قيد الاختصاص في المستشفيات الجامعية السورية، وتسهيل وصولهم إلى فرنسا لمدة عام واحد لاكتساب الخبرة والحصول على الشهادات، ثم العودة إلى الوطن.

علاوة على ذلك، تم بحث إنشاء مركز متطور للعناية بأمراض الرؤية المزمنة الخطيرة والنادرة في دمشق، ليكون نموذجًا يحتذى به لبقية المدن السورية، ومركزًا لفرز المرضى الذين يحتاجون إلى زراعة الرئة، وخدمة السوريين الذين يعانون من قصور تنفسي مزمن، والذين لا يوجد لهم حل سوى زراعة الرئة.

وأشار إلى أن هذه المبادرات تتوافق مع رؤية معالي الوزير فيما يتعلق بإنشاء مركز متخصص لزراعة الأعضاء المتنوعة في سوريا.

الجدير بالذكر، أن المستشفيات السورية تعاني من نقص في العديد من الجوانب الأساسية، بما في ذلك الكوادر الطبية والمعدات اللازمة لضمان استمرارية تقديم العلاج والخدمات الطبية. بالإضافة إلى ذلك، تعاني البنية التحتية من التدهور نتيجة للإهمال السابق، وخروج جزء من هذه المستشفيات عن الخدمة بسبب الأضرار الناجمة عن قصف النظام البائد الوحشي والمتعمد للمرافق الطبية.

زر الذهاب إلى الأعلى