تكنولوجيا واقتصاد

رغم اشتعال واجهة الترفيه الفني: السعودية تقطع التمويل وتخفض التكاليف و(نيوم) الخاسر الأكبر

ترجمة وإعداد: وسنان الأعسر

استنادا إلى تقارير: (بلومبيرغ – بي بي سي – المونتيور)

في الوقت الذي مازال رئيس هيئة الترفيه المستشار تركي آل الشيخ، ينفق الملايين على أعمال فنية تجمع الفنانين الذي يحب هو شخصيا أن يراهم “متجمّعين” وعلى محاولة تلميع فناني “الزمن الجميل” الذين فعل بهم الزمن غير الجميل والتقدم بالعمر وتبدل العصر فعله…  أصيب الموظفون العاملون في الشركات السعودية المدعومة من الدولة  النفطية الثرية بالذهول من التخفيضات غير المتوقعة في التكاليف التي  انطلقت خلال الربع الأول من العام  الجاري 2024 وأثرت على العاملين في قطاعات متنوعة، من الإعلام إلى العمران إلى مشاريع جيجا الطموحة.. حيث تم تخفيض إنفاق الأقسام بشكل كبير، وتم الاستغناء عن مئات الموظفين ما تسبب في إشاعة جو من التوتر وعدم اليقين.

لكن الأبرز في سلسلة هذه الصدمات وقع في شهر نيسان / أبريل المنصرم،  حيث تم الإعلان عن تقليص حجم مدينة نيوم الصحراوية المكسوة بالمرايا والمسماة “ذا لاين”  ليخفت بريق الأرقام القياسية الذي كانت تعد به!

فقد كان من المفترض لمدنية المرايا أن تمتد لمسافة 170 كيلومتراً وأن تستوعب 1.5 شخص، لكن مسؤولي المشروع أخبروا (بلومبرج – الشرق) أن الأولوية ستكون للوحدة الأولى، ولبناء 2.4 كيلومتر فقط  ولإيواء 300 ألف شخص بحلول عام 2030.

وتبلغ  قيمة  نيوم التي تبنيها شركات إجنبية متعددة، 500 مليار دولار ويكشف تصميم مشروعها الرئيسي “ذا لاين”، عن مدينة خالية من السيارات، بعرض 200 متر فقط (656 قدماً) وطول 170 كيلومتراً (106 ميلاً). ومع ذلك، يُتوقع ألا يكتمل سوى 2.4 كيلومتر فقط من المشروع بحلول عام 2030.

وقد وصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المنطقة التي ستشهد بناء نيوم بأنها “اللوحة البيضاء” المثالية. ومع ذلك، نُقِل أكثر من 6000 سعودي لصالح المشروع وفقاً لحكومته، وكانت (بي بي سي) قد حللت في تقرير لها صور الأقمار الاصطناعية لثلاث من القرى المهدمة: (الخريبة، شرما، وقيال) وتبين أن المنازل والمدارس والمستشفيات مُحيت من الخريطة.

وبالعودة إلى ظاهرة تقليص النفقات التي استأثرث بالربع الأول من العام الجاري، فقد تطرق وزير المالية السعودي محمد بن عبد الله الجدعان إلى هذه لتغيرات المفاجئة في الإنفاق، خلال اجتماع  المنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض في نيسان/ أبريل 2024، قائلاً: “ليس لدينا غرور وسوف نغير المسار. سنتكيف وسنوسع بعض المشاريع، وسنقوم بتقليص حجم بعض المشاريع، وسنقوم بتسريع بعض المشاريع”.

وتبحث المملكة العربية السعودية الآن بشكل متزايد عن النقد الأجنبي للمساعدة في تحقيق أهداف رؤية ولي  العهد محمد بن سلمان لعام 2030  والمتمثلة في: تعزيز النمو الاقتصادي، وخفض عجز الميزانية، وتنويع الاقتصاد، وإنهاء اعتمادها على النفط في نهاية المطاف…. إذ لا يزال الاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة أقل من التوقعات، وقد ظل لسنوات متخلفاً عن التوقعات التي حددتها استراتيجية الاستثمار الوطنية  السعودية حتى بعد أن قدمت إغراءات غير مسبوقة لنقل المقار الإقليمية للشركات العالمية  من جارتها الناهضة دبي.

ووفقاً للهيئة العامة للإحصاء، بلغت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر 19 مليار دولار في عام 2023، أي أقل من هدف الاستثمار الأجنبي المباشر السنوي المحدد في الاستراتيجية الوطنية للاستثمار لعام 2023 والبالغ 22 مليار دولار. وكانت التدفقات الداخلة لعام 2023 أيضًا أقل مما كانت عليه في عام 2021، الذي شهد 27 مليار دولار، و2022. والتي جلبت 33 مليار دولار.

وبلغ العجز الإجمالي 12.49 مليار ريال سعودي (3.3 مليار دولار) في الربع الأول من عام 2024، وهو ما يمثل الربع السادس على التوالي من العجز.  وفي أيار/ مايو ذكر الجدعان، عند إعلانه عن تقرير أداء الميزانية ربع السنوي في الرياض، كيف كانت البلاد “تعاني عمدا من عجز مستدام للتنمية الاقتصادية” مشدداً على أن العجز: “ليس مجرد نتيجة بل وسيلة لتحقيق أهداف التنمية”. ومن المتوقع أن يصل عجز الموازنة إلى 79 مليار ريال هذا العام.

وفي الوقت الحاضر، ينتظر الجميع أن تعلن الحكومة عن الميزانية الجديدة، والتي من المتوقع أن تصدر هذا الشهر، بحسب ما قال مصدر سعودي لموقع المونيتور الأمريكي

زر الذهاب إلى الأعلى