العربي الآن

تسريب بيانات السوريين في تركيا: اختراق أمني وفضيحة حقوقية.. لماذا يتجاهلها الإعلام التركي؟!

العربي القديم – خاص:

اعترف عضو الائتلاف السوري المعارض أحمد بكورة، ومنسق اللجنة السورية التركية المشتركة في منشور له على منصة إكس، بتسريب بيانات اللاجئين السوريين في تركيا. وقال في بيان له:

“الأخوة والأخوات الكرام، تم تسريب معلومات ملايين السوريين المقيمين في تركيا، وقمنا في الائتلاف من خلال اللجنة السورية- التركية المشتركة بالتواصل مع السلطات التركية للتعامل مع الموضوع ومعالجته”. مطالبا السوريين ب “توخي الحذر من أي اتصالات أو تواصلات مشبوهة، لحين صدور تعميمات من الجهات الرسمية المختصة”.

انتفاضة تركيا

وكانت مجموعة مجهولة تطلق على نفسها اسم “انتفاضة تركيا” قد نشرت على تطبيق “تيليغرام” معلومات تخص اللاجئين السوريين وأماكن سكنهم، ما أثار استنكار العديد من الناشطين والصحفييين والحقوقيين على وسائل التواصل الاجتماعي.  

البيانات المسربة تضمنت اسم اللاجئ والرقم الخاص به والمحدد من دائرة الهجرة، واسم الأب والأم والحي الذي يقطن فيه. واللافت أن البيانات المسربة لم تقتصر على السوريين الحاملين لبطاقة الحماية المؤقتة (الكملك) بل طالت أصحاب الإقامة السياحية وإقامات العمل.

الداخلية تحقق وتكلف مديرية الأطفال

وزارة الداخلية التركية المعنية بهذا التسريب أصدرت بيانا قالت فيه: “إن مجموعة تحمل اسم “انتفاضة تركيا” نشرت عبر تطبيق “تيليغرام” دعوة للتظاهر في منطقة سلطان بيلي في إسطنبول ضد اللاجئين السوريين، كما نشرت المجموعة البيانات الشخصية للاجئين السوريين في تركيا. وأوضحت أنها “تقوم بعملية تحقيق واسعة بشأن هذه القضية”.

لكن المفاجأة أن البيان أعلن أن نتيجة التحقيقات أظهرت “أن مدير هذه المجموعة على وسائل التواصل الاجتماعي هو الطفل أ. ب. وهو قاصر بعمر 14 عاماً، وتم تسليم الملف لمديرية الأطفال في إسطنبول للتعامل معه”!!!

وأكدت وزارة الداخلية: “لن نتهاون مع جميع الأشخاص الذين يحاولون خلق الفوضى في بلادنا، وسنلقي القبض عليهم وسنسلمهم للعدالة”

بيان وزارة الداخلية التركية: مجموعة أطفال يقفون وراء تسريب معلومات 3 ملايين شخص!!!

السوريون خائفون وساخرون!

من جهتهم تعامل السوريون المعنيون بالأمر مع هذه المشكلة بطريقتين، الأولى: هو التعبير عن الخوف والصدمة أن يؤدي ذلك إلى استخدام بياناتهم لأجل الإضرار بهم إما مخابراتياً، من قبل مخابرات النظام السوري التي ترى في معظم اللاجئين السوريين الذين فروا من بطش الأسد أعداء لها، أو عنصرياً من قبل الأتراك الذين يهاجمون محلات وأماكن سكن السوريين، في حملة عنصرية جديدة تتهم السلطات التركية المعارضة بتأجيجيها، فيما يقول ناشطون أن السلطات التركية هي مسؤولة أيضا سواء عبر مزاعمها السابقة بأنها دفعت 40 مليار على اللاجئين السوريين، أو من خلال تساهلها في تطبيق القانون ومعاقبة الأتراك المعتدين.

وفي هذا السياق كتب الناشط علاء غزال على صفحته على فيسبوك:

“التسريب يلي حصل اليوم لبيانات السوريات والسوريين في تركيا مرعب بشكل كبير – مجموع البيانات الشخصية المسربة وصل إلى أكثر من 3.3 مليون تسريب [أي ما يعادل جميع السوريات والسورين ممن تم تسجيلهم في تركيا – بمن فيهم اللواتي والذين حصلوا على الجنسية التركية اضافة إلى من تم ترحيلهم أو غادروا تركيا]

البيانات المسربة تضم: الاسم الكامل/ أسم الأم/ أسم الأب/ تاريخ الميلاد/ مكان السكن/ رقم بطاقة الإقامة. كذلك تضمن التسريب مئات جوازات السفر السورية – [بعد التحقق تبين أن عدد كبير منها غير صحيح] يترتب على هذا التسريب الكثير من التبعات السلبية للسوريات والسوريين ممن هم في تركيا حالياً أو حتى اللواتي والذين غادروا تركيا “

وكان لافتاً عدم اهتمام الإعلام التركي بهذا الخرق الأمني والفضيحة الحقوقية التي تندرج تحت بند انتهاك الخصوصية وتعريض اللاجئين للخطر، وفي ذلك اعتبر علاء غزال أنه “من الأمور الملفتة للنظر هي عدم تناول الموضوع في وسائل الإعلام… وكأنه عادي يتم تسريب بيانات شخصية لأكثر من 3.3 مليون انسان! أو أنه عادي يتم تسريب بيانات من داخل أنظمة دولة تتعامل على انها دولة اقليمية”!

أما الطريقة الثانية التي عبر فيها السوريون عن ردة فعلهم إزاء تسريب بياناتهم، فهي السخرية مما جرى، بعد شعورهم أن هذه المشكلة لن تكون أكبر مما يحيق بهم في تركيا من تغيير مستمر للقوانين الناظمة لوجودهم، أو تمييز عنصري شعبي وأحيانا حكومي تجاههم، فكتب الناشط عهد صليبي على سبيل المثال: ” يعني انكشفت أسماء أمهاتنا” في إشارة إلى التقليد السوري الذي كان يعتبر فيه طلاب المدارس معرفة اسماء أمهات زملائهم عيباً أو فضيحة… ليرد عليه أحد المعلقلين: “خيو أنا ابن جمولة… عشان ماحدا يبعتلي ع الخاص تدفع إلا أنشر اسمك أمك”!

منشورات وحوارات سورية ساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي

وكتب المدير السابق لقسم النيوميديا في قناة أورينت المحتجبة محمد هنداوي معلقاً:  “أمانة يا شباب يلي بلاقي بياناتي بالتسريبات يدفعلي الفواتير”

زر الذهاب إلى الأعلى