مجمع اللغة العربية في القاهرة يضيف أربع كلمات لقاموس العربية ويثير الجدل والاستياء!
خاص- العربي القديم
أجاز «مجمع اللغة العربية» في القاهرة إدخال كلمات جديدة في قاموس اللغة العربية المعاصر، وهي: “ترند” و”ترويقة” و”ترويسة” و”ترهُّل”.
لجنة الألفاظ والأساليب في مجمع القاهرة، قالت إن كلمة «الترويقة» على وزن «تفعيلة» وهي ما يُؤكل ويُشرب في الصباح على الريق، ويطلقها أهل الشام على وجبة الإفطار. واعتبرت “الترند” كلمة معرَّبة من الأصل الإنكليزي لها وتعني نزعة أو ميلاً أو موضة. أما كلمة “ترويسة” فتعني كلمة رئيسة أو عنواناً رئيسياً يُذكر في رأس الصفحة لإبراز مضمون ذي أهمية خاصة، فيما تدلّ «ترهُّل» على ضعفٍ في أداء الواجب.
وكان مجمع اللغة العربية المصري قد أقر العام 2022 استخدام كلمتي “عبيط واستعبط” في اللغة العربية، بعد أن كانتا مقتصرتين على اللهجة العامية المصرية. وقال مجمع القاهرة على صفحته في فيسبوك في حينه، إن لجنة الألفاظ والأساليب بالمجمع، قد أجازت استخدام “عبيط واستعبط” لتقليل ما وصفته بـ “الفجوة بين العامية والفصحى”.
حسام الدين الفرا: لا يا مجمع القاهرة!
وقال الشاعر والمدقق اللغوي حسام الدين الفرا تعقيبا على إضافة هذه الكلمات، في تصريح خاص لموقع (العربي القديم) منتقداً ما بات يثيره مجمع القاهرة من لغط:
“صحيح أن اللغة يجب أن تواكب، وتساير التطور والتقدم، باعتبارها كائناً حياً، ولكن لا يصل الأمر إلى حد التفريط بأصولها وقواعدها، وهذه مهمة مجامع اللغة العربية، بغض النظر عمّا تسببه هذه المجامع أحياناً من لغط، وبشكل خاص مجمع اللغة العربية بالقاهرة، باعتماد وإدخال كلمات، وأساليب جديدة إلى اللغة العربية، بحجة عدم وجودها، ففي هذه السنة أقرّ المجمع عدة كلمات، وعلى رأسها كلمة “ترند” المعرّبة من اللغة الإنكليزية.
اللغة العربية غنية بمفرداتها، وأساليبها، ويمكن أن يكون هناك بديل عن الكلمات الأجنبية المنتشرة ، تُرى ألا يمكن أن نستخدم كلمة (رائج أو متداول) بدلاً من كلمة (ترند)؟ ألم تُستخدم سابقاً كلمات عربية، لتدلَّ على أشياءَ فرضها التطور كالتلفزيون، والراديو، والجورنال، ووضعت كلمات (الرائي، والمذياع، والجريدة، والقناة) وغيرها من المفردات الموجودة أصلاً.
مجمع اللغة العربية بالقاهرة يثير جدلاً واسعاً حول ما يدخله إلى اللغة العربية من اللغات الأجنبية وتعريبها، وكذلك عندما يقرّ، ويعتمد كلمات جديدة مأخوذة ومستخدمة في اللهجات العامية، ككلمة (الترويقة) المستخدمة في بلاد الشام، أو كلمة (استعبط) التي أقرها منذ سنوات، بحجة جسر الهوة بين العامية والفصحى، حتى إنه أدخل كلمات عامية كثيرة (كالتحويشة، وقبّ على السطح) ولم يبقَ إلا أن يدخل (التخميسة، والتحشيشة)، كما قيل بشكل ساخر”.
وتساءل حسام الدين الفرا في ختام حديثه ساخراً:
“هل ننتظر في السنة القادمة أن يقرّ المجمع كلمات(لايك، كنسل، كومنت) لإدخالها إلى اللغة العربية، مع أنه يمكن استخدام كلمات عربية أصلاً ك(إعجاب، إلغاء، تعليق)؟ وهل نسير خلف من يشكك بمجمع اللغة العربية بالقاهرة وكفاءته، وبعدم الأخذ في ما يجيز استخدامه من كلمات؟”
مازن البيات: التأخر في المعالجة!
من جهته يرى الباحث مازن البيات، خريج كلية أصول الدين – جامعة الأزهر في حديثه لـ (العربي القديم) أن الأمر ليس مستحدثاً، ويقول:
” ليس تعريب الكلمات بالأمر المستحدث؛ فلجنة الألفاظ والأساليب في مجمع اللغة العربية تعمل على ذلك منذ العام ١٩٣٢ م ، ولعل المشكلة تكمن في التأخر في المعالجة؛ فالأصل: أن تتم مناقشة أي مصطلح أو لفظ دخيل علينا ومعالجته قبل أن يشيع ويصبح استعماله من باب: “خطأ شائع خير من صواب ضائع”
فاللغة العربية غنية وواسعة وتملك المرونة التي تؤهلها للمواكبة وحماية نفسها من تسلل لغات العالم إليها، وخاصة في مثل فترات الضعف التي نعيشها اليوم، والتي تختبئ في ثناياها مخاوف ومخاطر فقد الهوية”.
يُشار إلى أنّ «مجمع اللغة العربية في القاهرة» تأسّس في 13 كانون الأول 1932 خلال عهد الملك فؤاد الأول، وبدأ العمل به سنة 1934، كما يضمّ 20 عضواً من العلماء المعروفين بتبحّرهم في اللغة العربية، نصفهم من المصريين ونصفهم الآخر من العرب والمستشرقين، وهو المجمع الثاني في الوطن العربي، بعد مجمع اللغة العربية بدمشق الذي تأسس قبله بثلاثة عشر عاماً، حيث صدر قرار تأسيسه في عهد الحكومة العربية الأولى في الثامن من حزيران/ يونيو عام 1919 وعقد أولى جلساته في الثلاثين من تموز/ يوليو من العام نفسه.