سوريان يطلقان مشروع (العودة إلى الطبيعة) في تركيا، ويؤسسان قناة لتصوير مغامرات التجربة
أطلق سوريان مقيمان في تركيا، تجربة جديدة بعنوان “العودة إلى الطبيعة” تقوم على مشروع إقامة بيئة مستدامة في حياة برية كاملة، خارج ضغط وروتين الحياة المدنية، وصخبها اليومي.
المشروع انطلق من رغبة صانع الأفلام والمصمم الغرافيكي خالد أبو زيدان، والصناعي الحلبي سعد الشويحني ابن أحد أقدم الصناعيين في مجال البلاستيك في مدينة حلب، من تأسيس بيئة مستدامة في أحضان الطبيعة، فقد التقى خالد، وسعد في إحدى رحلات التخييم، وتحدثا مطولا عن الفكرة، قبل أن يبدأا بتحويل الفكرة إلى مشروع على الأرض.
تم شراء قطعة أرض غير مستصلحة، قرب ولاية بالق أسير (بالتركية: Balıkesir) وهي إحدى محافظات تركيا، وتقع في جنوب بحر مرمرة (حوالي 300 كيلومتر جنوب إسطنبول) لبناء مزرعة تتيح ممارسة نشاطات التخييم، وبناء الأكواخ الخشبية، وتربية المواشي، والعيش في أحضان الطبيعة.
يقول خالد أبو زيدان ابن السويداء، والمقيم منذ سنوات في إسطنبول في حديته لـ(العربي القديم):
“بدأنا نحن الاثنين بلا خبرة، فنحن أولاد مدن بالنهاية، ولا خبرة لنا سابقة بمثل هذه الأجواء، بدأنا هنا نتعلم كيف نزرع، وصرنا نتعلم من المزارعين، ونرى كيف يعتني الراعي بالغنمات، واستمعنا للنصائح التي يعطينا إياها، وأخذنا نعمل بها”.
لكن الطريف أن المشروع لم يتوقف هنا، بل قام خالد بخبرته في مجال الإنتاج الفني، بتأسيس قناة على اليوتيوب باسم (جذور الطبيعة (Roots of nature ليتم تصوير تفاصيل ويوميات هذه التجربة، بكل أخطائها، وإنجازاتها، وأخطارها، ومزاياها ومغامراتها.
وقد انطلقت القناة، بفيلم وثائقي يشرح أبعاد هذه التجربة، ويحمل عنوان: “العودة إلى الطبيعة: المنزل، والبناء، والتخييم، ورعاية الطبيعة وأكثر من ذلك”. ورغم أن الفيلم يبدو أشبه ببرومو تعريفي بالتجربة، وما سيكون عليه محتوى القناة، إلا أن الحس الفني الإبداعي لدى خالد أبو زيدان، حوّله إلى فيلم وثائقي بديع في حوالي عشر دقائق، تقوده صورة مبهرة، وعين مخرج يقظة، في التقاط المشهد الجمالي الطبيعي.
يبدأ الفيلم بمونتاج متوازٍ، يختزل بلقطات سريعة، ومتواترة حالة هروب (سعد) من صخب المدينة، عبر استعراض مظاهر المدنية الصاخبة والضاغطة، بمقابل رحابة مناظر الطبيعة، واتساع مداها، ينتهي هذا المدخل بزفرة طويلة لسعد الراكض اللاهث، وقد وصل إلى قطعة الأرض التي سيُقام عليها المشروع.
يقول سعد في بداية الفيلم:
“درجت العادة أنه كلما تعبت نفسيتنا، نطلع على الطبيعة. نهر.. بحر.. بحيرة… أو غابة، نقضي نهاراً، أو يوما كاملاً، ثم نرجع، يمكن هدوء الطبيعة، صفاؤها، في أسباب كتيرة بتخليك بتحب الطبيعة، لكن مع الأسف من بداية طلعتك بتحس أن هذه المتعة مؤقتة، وفي النهاية ستعود لحياتك، وعملك الروتيني في المدينة، حتى تعرفت إلى خالد”
أما خالد فيقول:
” في الحياة التي نعيشها هذه الأيام، كتير صعب أن تقعد تحت الضغط والروتين اليومي، وخصوصاً في التجمعات الكبيرة مثل المدن، نستيقظ صباحاً على أخبار السوشيال ميديا، ننحمق، نعصب، نشارك بآراء لا تقدم ولاتؤخر، نطلب وجبات ديلفري، نأكل، نحط راسنا، وننام، لأن الحياة التي نعيشها تقول لنا أنه ليس هناك مهرب من هذا السيستم الاستهلاكي. حتى إذا أردنا أن نطلع لنغير جو بشي مكان، نجد أن هذا النظام الذي يحاصرنا لاحقنا، بشاليه فخم على البحر، أو بفندق خمس نجوم بغابة، مقطوعة نص أشجارها”
وينضم رودي عبد الرحمن، لاحقاً، ليحدثنا عن المشروع – الحلم – وكيف يمكن أن نعيش التجربة، واعداً مع خالد وسعد بأن هذه المشروع سيتحول على هذه القناة إلى مواد بصرية، وسيرى عشاق البناء بالخشب، وجماليات الطبيعة، والمفاجآت والمغامرات، الكثير من المواد والأفلام التي ستزخر بها هذه القناة تباعاً.
يقول خالد أبو زيدان لـ (العربي القديم) ختاماً: ” العمل، وخصوصاً في إنتاج مواد قناة اليوتيوب، هو جهد فريق متكامل، هناك من يقوم بالتصوير، أو عمليات المونتاج، أو تصحيح الألوان بشكل احترافي، كما أن هناك ورشات عمل، داخل قطعة الأرض تعمل معنا، ونتعلم منها الأشياء التي لا نعرف أن ننجزها بأيدينا في مثل هذه التجارب”.
لمشاهدة فيلم (العودة إلى الطبيعة)