وليد الحسيني اللاجئ في صحيفة (الشرق) يحذر السعودية ويذكر إيران بقادسية صدام
العربي القديم – متابعات:
شن الكاتب اللبناني وليد الحسيني، هجوما لاذعا على السعودية بسبب تقاربها مع إيران، في زاويته الأسبوعية التي ينشرها في صحيفة (الشرق) اللبنانية، لصاحبها عوني الكعكي.
وكان وليد الحسيني الذي يدير إمبراطورية إعلامية تألقت في ثمانينات وتسعينيات القرن العشرين، وشملت مجلات (الكفاح العربي، فن، سامر) الأسبوعية، و(استراتيجيا) الشهرية، مقربا من النظام السوري ومدافعا عن كل سياساته، ومن نظام معمر القذافي الذي موله طيلة عقود، قبل أن تغلق مجلاته تباعا وتتوقف آخرها (الكفاح العربي) عن الصدور بعد سقوط نظام القذافي، وتتحول (شركة أبو ذر الغفاري للإعلام) التي كانت تصدر كل هذه المجلات إلى ذكرى من التاريخ!
وقال وليد الحسيني الذي أصبح لاجئا في صحيفة زميله عوني الكعكي (الشرق) التي كانت تقبع في ذيل قائمة الصحف اللبنانية مستوى وحضورا قبل أن تغدو جريدة معارضة، قال في زاويته الأسبوعية، التي حملت عنوان: “السعودية – إيران “السلام الخدعة”:
ستظهر الأيام للسعودية ما كان خافياً عليها… فقديم التاريخ الإيراني وحديثه، يؤكدان «السلام خدعة». لقد مرّت أزمنة، ولم يتناقص مخزون الإنتقام من «قادسية العرب»، التي أنهت الإمبراطورية الفارسية. هذا يعني أن جنوح إيران إلى «سلام الصين» هو نعمة لن تدوم، كما أن التطرف المذهبي، الذي مكّن الخميني من أخذ مكان الشاه، يدفع اليوم ورثته إلى تصدير الثورة، ولو إلى سابع جار”.
وأعاد الحسيني التذكير بقادسية صدام حسين التي أذلت نظام الخميني، وهواجس الثأر التاريخي لإيران من العرب، فتابع يقول:
“بجمع موروث الإنتقام من قادسية سعد بن أبي وقاص، مع إرث الخميني المتجرّع كأس سم قادسية صدام حسين، وإذا أضفنا إلى الموروث والإرث، هاجس تصدير الثورة ومصادرة الاستقرار في المنطقة، يصبح الإعتقاد بأن السلام عمل من أعمال الحرس الثوري، عبطاً عربياً، حتى لو تخفى بحسن الظن. إن التوقيع على «اتفاق بكين» لا يعني الاستسلام لسلام عابر، كل أهداف إيران منه، أن تعبر من خلاله إلى هدنة، تعينها على ترميم إقتصادها المنهار، وتساعدها على تهدئة شعبها الثائر على «ثورتها الإسلامية». كذلك، لا شيء يلزم الرئيس الإيراني «رئيسي» ووزير خارجيته «اللهيان» بتصريحاتهما المحقونة بمخدرات الدبلوماسية الهادئة… فحين تقضي إيران حاجاتها من السلام… وحين تتوفر ظروف الكشف عما وراء أكمة الدعوات الصالحات إلى حسن الجوار… تكون فضيحة السلام قد انفضحت”.
وذهب الحسيني إلى التشكيك في صدقية النوايا الإيرانية فيما يتعلق بالسلام، معبرا عن أسفه لما أسماه براعة العب في الوقوع في صنارة الخدع الإيرانية فقال مستعرضا أشكال المراوغة الإيرانية في اليمن والعراق وسورية ولبنان:
” لقد أثبتت إيران، ولأكثر من مرة، براعتها في ممارسة «السلام الخدعة»… وأثبت العرب، وفي كل مرة، براعتهم في أكل الطعم والوقوع في صنارة الخدع الإيرانية.
ببراءة الأطفال، صدقنا أن الحرس الثوري يحاول جذب الحوثي إلى السلام… لكن ليس باليد حيلة. فلا هو الآمر المطاع، ولا عبد الملك الحوثي بالمأمور المطيع. إكتفينا بنصائح طهران للحوثيين… فالنصيحة هي أقصى نفوذهم في صنعاء… وكأن تهريب الصواريخ والطائرات المسيرة إلى العاصمة اليمنية المغتصبة، ليس إلا نصيحة خامنئية، تدفع الحوثي إلى السلام، لا إلى تعزيز قدرات القصف على مطارات المملكة وأرامكوها العملاقة!!
وصدقنا أن الفارسي صادق إذا أبلغنا أنه لا يمون على الحشد الشعبي في العراق… وإن كان هو من يموّنه بالمال والسلاح والتعليمات.
وأوجعتنا حالة إيران في سوريا… فهي هناك بلا حول ولا قوة، رغم انتشار ميليشياتها المتعددة الجنسيات، ورغم حرسها الثوري المستوطن في كل مكان.
وأعجبنا باحترام إيران لسيادة لبنان، فهي تجزم وتحسم وتلتزم بعدم التدخل في الشأن اللبناني… وهي دائماً وأبداً لا تطلب شيئاً من حزب الله ولا تفرض رأياً عليه.
ونخشى كلبنانيين، إذا طلبنا من السيد حسن نصرالله المساعدة في انتخاب رئيس جمهوريتنا، أن يتمثل بإيران، ويبلغنا بأنه لا يتدخل في ما يقرره نواب حزبه… وأن على السعاة بحث الأمر مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، بصفته صاحب القرار والخيار”.
وخلص وليد الحسيني إلى تأكيد الدعم الأمريكي الإمريكي لإيران ساخرا من شعارات الموت لأمريكا فقال:
“وإذا كان يصح مع إيران أن «السلام خدعة»، فيصح في تعاملها مع واشنطن التأكيد على أن «الحرب خدعة» أيضاً… فما بين وصف الخميني لأميركا بـ «الشيطان الأكبر»، ورفع الحوثي شعار «الموت لأميركا»، وقصف الحشد الشعبي المتقطع لسفارتها في العراق، ومطالبة الأسد بسحب قواتها من مواقع النفط والغاز، وإصرار حزب الله على هزيمتها في كل الساحات… وسط كل هذه الخدع الحربية، تجري الرياح الأميركية بما تشتهي السفن الإيرانية.
ها هو العدو «الإفتراضي» بايدن يفرج عن مليارات إيران المحجوزة في كوريا الجنوبية… وها هي أساطيله وحاملات طائراته تصاب بالعمى، عند إبحار ناقلات النفط الإيراني إلى الصين والهند وفنزويلا وسوريا… وها هي إنذاراته تذوب عشقاً باقتراب تخصيب اليورانيوم من القنبلة النووية الإيرانية.
كل ما سبق من تناقضات مرئية ومسموعة، يدفعنا إلى الشك، إذا ما كان بايدن قد تخرج فعلاً من جامعة سيراكوس الأميركية، أم أنه خريج إحدى حوزات قم؟. إنه شك يستحق الإرتقاء إلى اليقين”.