لم تكتب للرأي العام: الوثائق الريطانية حشد من المعلومات والجاسوسية وأحوال البشر والحجر
عبد الله التميمي
أكد أستاذ التاريخ في الجامعة الأمريكية بالكويت د. هشام العوضي أن الوثائق البريطانية عن المنطقة لم تكتب للعامة؛ ولكنها كتبت لمتخذي القرار فى الحكومة البريطانية. لتغذيتهم بالمعلومات اللازمة المعينة على اتخاذ القرار المناسب, وليس كل ما فيها صالح للنشر بسبب حساسيته.
جاء ذلك فى أمسية أقامها الملتقى الثقافي في صالونه الثقافي, الأحد الماضي. بعنوان «تجريتي مع الوثائق البريطانية» حضرها جمع من المثقفين والكتاب والباحثين فى مجالات عدة. وهم ضيوف الملتقى الذي بقيمه الأديب طالب الرفاعي منذ عام 2012.
وسرد العوضي تجربته مع الوثائق البريطانية؛ معرفاً في بداية محاضرته بماهية هذه الوثائق؛ وأنها «ما أنتج مكتوياً لمساعدة متخذي القرار في الحكومة البريطانية». فهي أوراق وظيفية موجهة لمتخذي القرار لتغذيتهم بالمعلومات, التي تساعدهم في اتخاذ القرار المناسب للحكومة البريطانية. فجمهور الوثائق البريطانية ليس الجمهور العربي مثلاً، أو القرّاء بشكل عام؛ بل هي موجهة لفئات محددة.
وقال العوضي أيضاً إن الوثائق ليس هدفها تضليل الرأي العام مثلاً أو شيئاً كهذا لأنها لم تكتب أصلا لتخاطب الرأي العام والجمهور. لكنها اليوم تباع بآلاف الدولارات أونلاين.
وبين العوضي أن الوثائق البريطانية ليست تحليلات. بل هي أقرب ما تكون إلى جمع معلومات وجاسوسية. فهي تجمع كل المعلومات المتاحة عن المنطقة ولا تترك شاردة أو واردة. كنقل الحالة الصحية فى الكويت والأمراض المنتشرة فيها، ومغاصات اللؤلؤٌ. ودرجات الحرارة خلال العام ومواقع آبار المياه وملوحتها وعمقها… إلى جانب معلومات عن شيوخ القبائل والوجهاء, وحتى نباتات المنطقة. ناهيك عن الاحتفاظ بأرشيف الصحف القديمة. وتسجيل أهم الجرائم والسرقات.
وعن التحديات التي واجهها قال العوضى إن هناك الكثير من الصعوبات تتعلق بقراءة الوثائق البريطانية. كوجود بعض الوثائق المكتوية بخط اليد التى يصعب قراءتها، أو المكتوية بحبر فقد كثيراً من أثره. وكذلك اختلاف لغة العصر التي كتبت بها الوثائق، عن اللغة الإنكليزية الحالية في اختلاف مفاهيم بعض الكلمات وتغير استعمالاتها، وهي أشياء يجب أن ينتبه إليها من يقراً الوثائق القديمة.